ربّما أصابني الوهم أو مسّ من الجنون أو هي أعراض وعي عابر لما وراء الحقيقة المغطّاة أو ببساطة هي الحقيقة العارية للأمانة لم أزر طبيبا لا عامّا ولا مختصّا. وما الفائدة من عيادة الأطباء في غياب الدواء وهذه أعراضي ولكم سديد النظر في تصنيف علّتي. إنّي أرى رؤية مزدوجة لبصري وبصيرتي. من ذلك أرى كبار «الكناترية» مثلا قد غيّروا مسالك التهريب الجبلية والصحراوية والجوية والبحرية الى بوابة واحدة وهي معبر باردو حيث عوّض «راس النايب» راس جدير، منه تدخل وتخرج الرؤوس الكبيرة بما حملت علنا جهارا نهارا تنقلها كامريوهات المراقبة ونراها على الهواء مباشرة تؤدي اليمين جماعة على حماية «السيستام» وهي على طهارة ووضوء. ولهم في الطهارة مذاهب، فيهم من توضأ بخمور الغرب الحلال ومن توضأ بدموع التعساء، ومن تطهر بعرق الكادحات المعذّبات في الأراضي البائسة، ومن تطهّر بدماء الشهداء وبول جمل رابعة وناقة موزة ومن تيمّم بالأحجار الكريمة. ومن تيمّم ب«حجرة المس» يوم جرف «واد المالح» في جندوبة التلميذة مها القضقاضي قربانا لثورة الملح. ورأيت فيها رأيت بلدا ينزف ويئنّ من راس جدير ببنقردان الى راس النايب بباردو. وينتظر النجدة من رأس السلطة، منك يا سيادة الرئيس.