تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول هل تجوز مجاملة المسيء للناس خاصة إذا كان سيّئ الأخلاق بالحديث معه حتى ندفع شره رغم ما في القلب من غيظ وكراهية له؟ هل يعدّ ذلك من النفاق الذي حرّمه الدين؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أنه يجوز للمسلم مداراة الناس وملاطفتهم مع ما في القلب من الغيظ عليهم إذا ظلموا اتقاء لشرهم ولا يعد ذلك نفاقا. فقد روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ائذنوا له فبئس ابن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام فقلت له يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له القول فقال:( أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه).
السؤال الثاني لدي مرض حب الشباب في وجهي وكثيرا ما يخرج منه دم وأحيانا عندما أتم الوضوء أرى أن الدم بدأ بالسيلان فهل أعيد الوضوء؟ وماذا أفعل وقد يستمر النزيف لمدة زمنية طويلة؟ الجواب اعلم أيها السائل الكريم أنه لا تلزمك إعادة الوضوء لأن الدم الخارج من غير السبيلين لا ينقض الوضوء حسب الراجح من أقوال العلماء ويندب لك فقط غسله وإزالته باستعمال الماء مثلا.
السؤال الثالث: مرضت بالزكام وفي اليوم التالي احتلمت ووجدت بللا بثيابي الداخلية ولم أستطع الغسل من الجنابة لأن الزكام اشتد علي وخفت من أن يزداد بسبب الماء. فهل ما فعلته صواب أم أنني أخطأت؟ وجزاكم الله خيراً؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أنه إذا كنت قد تحققت من كون غسل الجنابة سيترتب عليه مرض أو زيادة فيه أوتأخر شفائك منه بعد أن اتخذت جميع الوسائل المساعدة على استعمال الماء من غير حدوث ضرر كتسخين الماء وكالاغتسال داخل مكان دافئ وعدم التعرض للهواء البارد بعد الغسل فأنت على صواب في ترك الاغتسال ويجب عليك في هذه الحالة التيمم. أما إذا لم تتيمم ولعل هذا ما يفهم من السؤال حيث لم تذكر التيمم فقد أخطأت وعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتقضي ما فاتك من الصلوات.
السؤال الرابع ما حكم الدين في من وضع أبويه في دار المسنين بسبب سوء معاملتهما له ولزوجته؟ الجواب اعلم أيها السائل الكريم أن الإسلام قد عظّم حق الوالدين وقرنه بأعظم الحقوق ألا وهو حق الله تعالى ولم يرض لهما دون مقام الإحسان قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(النساء:36). وجعل النبي صلى الله عليه وسلم برّهما من أفضل الأعمال حتى قدمه على الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام فعن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها. قلت: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. (رواه البخاري). ولذا فلا يجوز وضعهما في دار المسنين حتى ولو كانا يسيئان لابنهما وزوجته ولا يسوغ له عقوقهما وإضاعة حقوقهما ومن أهمها الرعاية والحنان والعطف.
السؤال الخامس هل تجوز لمن تطهر واغتسل بالحمّام العمومي أن يصلي حاضرا عندما يحين وقت الصلاة؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أن الصلاة منهي عنها داخل الحمامات استنادا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم «الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام» (الترمذي). ولكن يمكن لمن حضرت الصلاة وهو داخل الحمام العمومي أن يصلي بشرط طهارة المكان. والله أعلم.