واشنطن (وكالات) كشفت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب كان يرغب بالفعل بسحب القوات الأمريكية بأكملها من سوريا، لكنه تراجع عن قراره عدة مرات بسبب ضغوط من مساعديه وبعض أعضاء الكونغرس. وقالت المجلة في تقرير نشرته اول امس، إن "ترامب أعلن ثلاث مرات خلال فترة ال 18 شهرًا الماضية، أنه قرر سحب القوات الأمريكية من سوريا وأن بعض المسؤولين الكبار في إدارته نجحوا في إقناعه بالعودة عن قراره على الرغم من انتهاء مهمة تلك القوات وبقائها في سوريا دون أي معنى". ولفت التقرير الذي كتبه المقدم المتقاعد بالجيش الأمريكي دانييل دافيز، إلى أن "أول قرار بالانسحاب أعلنه ترامب في مارس من العام الماضي ثم تراجع عنه بعد نحو شهر بضغوط من وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس"، مبينًا أن "ترامب استسلم لضغوط ماتيس وقرر إبقاء القوات في سوريا دون أي مهمة قتالية، وعلى العكس جلس الجنود الأمريكيون في الصحراء السورية يبحثون عن مهمة أو أي شيء يفعلونه، وطالما أن المهمة أنجزت ولم يعد لهم أي شيء هناك بدأنا نسمع تصريحات من مسؤولين أمريكيين بأن هناك مهمات أخرى أطلقوا عليها اسم مواجهة بقايا داعش أو مواجهة إيران أو حماية القوات الكردية من الأتراك". وأفاد بأن "علاقات ترامب مع ماتيس ساءت بنهاية عام 2018 ما دفعه إلى الإعلان عن سحب القوات من سوريا، وهو ما دفع ماتيس إلى الاستقالة"، مشيرًا إلى أن "الكثير ظن أن الانسحاب سيتحقق بعد تنحي وزير الدفاع"، منوهًا إلى أن "ما حدث هو أن الضغوط استمرت على ترامب من مسؤولين آخرين وخاصة مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون". واضاف "نفد صبر ترامب بعد إقالة بولتون، وخاصة بعد المكالمة الهاتفية المثيرة للجدل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 6 أكتوبر، ويومها أعلن البيت الأبيض أن القوات الأمريكية لن تتورط في العملية العسكرية التي ستقوم بها القوات التركية في شمال سوريا وستنسحب من مواقعها". ورأت المجلة في تقريرها أن "ترامب كان يعتزم سحب القوات الأمريكية بشكل كامل إلا أنه تعرض لضغوط جديدة من الكونغرس الذي أصدر بعد ذلك قرارًا بالأكثرية يدين خطة ترامب"، منوهًا بالتقارير التي تحدثت عن نجاح السناتور لندسي جراهام والجنرال جاك كين "في إقناع الرئيس بإبقاء القوات الأمريكية في سوريا لحماية حقول النفط". وأنهت المجلة تقريرها بالقول إنه "حتى وإن كان هناك أساس قانوني لحماية حقول النفط إلا أن كمية النفط الموجودة في تلك الحقول تعتبر ضئيلة ولا تمثل أي مكسب استراتيجي لبلادنا مقابل المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون، فالحقيقة أنه لم يعد لنا أي شيء لنكسبه في سوريا بل يوجد الكثير لنخسره".