هل تُواصل الصّافرة التونسية الصّمود أمام الضّغوطات والاحتجاجات أم أن الجامعة ستلجأ مرّة أخرى إلى التحكيم الأجنبي كما حصل في الموسم الفارط عندما تمّ إغراق البطولة بالحكّام المصريين في شراكة فاشلة على كلّ المستويات؟ المعلومات القادمة من مُحيط الإدارة الوطنية للتحكيم تؤكد أن لجنة التعيينات برئاسة هشام قيراط وضعت كَامل ثقتها في حكّامنا ليقينها الراسخ بأن هذه السياسة هي الأنفع للقطاع الذي يُصارع الظروف ليسترجع سُمعته بين الأمم ويعود إلى أجواء العالمية التي عرفناها مع علي بن ناصر وناجي الجويني ومراد الدعمي...وغيرهم. في انتظار الحسم الدعم الكبير للحكام التونسيين من قبل المُشرفين المُباشرين مثل هشام قيراط وعوّاز الطرابلسي اقترن مع إعلان الجامعة على جُملة من الإجراءات التحفيزية والقرارات الإصلاحية لفائدة السلك التحكيمي (مِنح بقيمة 3 مليارات - دورات تكوينية - تربّصات خارجية). ولاشك في أن حُزمة الإصلاحات المُعلن عنها تعكس مراهنة المكتب الجامعي على الصّافرة التونسية. لكن لا نعرف إن كان مكتب وديع الجريء سيتمسّك بالإعتماد على الحكام المحليين لإدارة مُباريات البطولة والكأس أم أنه سيَضعف أمام ضُغوطات الجمعيات ويفتح الباب لرجوع التحكيم الخارجي. والثابت إلى حدّ الآن أن ثقة المسؤولين في الصّافرة المحلية ثابتة لكن لا يُوجد أي قرار نهائي بخصوص عودة الحكام الأجانب من عدمها. ومن الضروري التَنبيه إلى نقطة مُهمّة في هذه "القضية" وهي "المَخاوف" المُعتادة من المُباريات التقليدية: أي تلك التي تجمع بين الأندية الأربعة الكبيرة والتي قد يضغط بعضها للمُطالبة بصَافرة أجنبية. وسيشهد شهر جانفي القادم أكثر من قمّة. ولاشك في أن الجامعة ستحسم أمرها في غضون الأيام القادمة بشأن التعامل مع التحكيم الخارجي أوتجديد الثقة في الصّافرة المحلية التي أثبتت أنها قادرة على كسب التحدي عندما تكون بمنأى عن التأثيرات الجانبية. وقد وقفنا على هذا الأمر على هامش "فينال" الكأس و"كلاسيكو" صفاقس بقيادة نعيم حسني. "لغز" السرايري؟ رغم أن البطولة بلغت جَولتها العَاشرة فإن الحكم الدولي المُتميّز يوسف السرايري لم يُشارك في أيّة مباراة. وقد تزايدت التساؤلات والاستفسارات حول احتجابه لفترة طويلة حتى أن بعض الجهات اعتقدت بن المُشرفين على القطاع تعمّدوا إراحته للمُراهنة علية في بعض اللّقاءات الكبيرة والمُبرمجة في شهر جانفي 2020. ورغم التكتّم الكبير على ملف السرايري فإننا ظفرنا بالخبر اليقين وقد اتّضح أن السرايري يُعاني من اصابة ويخضع لتأهيل خاصّ على يد طبيب المنتخب الوطني. وتُضيف مصادرنا أن يوسف هو من اختار عدم الكشف عن وضعيته الصحية رغم أن عدّة جهات فاعلة في السلك التحكيمي نصحته بتقديم الايضاحات لرفع الإلتباس وغلق الباب على كلّ التَخمينات والإشاعات. ورغم احترامنا الشديد لموقف السرايري إننا نعتقد صراحة بأنه ارتكب هفوة اتّصالية. وكان من الأفضل التصريح بملفه الصحي خاصّة أن الأمر لا يتعلّق ب"أسرار الأمن القومي". كما لا ننسى أن يوسف يبقى شخصية عامّة ويُعتبر من خيرة حكامنا لذلك فإن كل ما يتعلّق بصحّته ومسيرته يهمّ مختلف مُكوّنات الكرة التونسية. ونبقى مع موضوع السرايري لنشير إلى أن ال"كاف" عيّنته لإدارة لقاء "زيسكو يونايتد" الزمبي و"مَازمبي" الكونغولي في نطاق مُنافسات رابطة أبطال افريقيا. هذه المباراة ستدور نهاية الأسبوع الجاري في زمبيا ويبدو أنها ستُشكّل أفضل اختبار للسرايري ليُثبت أنه تجاوز مُخلّفات الإصابة وأصبح في أتمّ الجاهزية لمُواصلة مسيرته بثبات.