كشفت الجامعة التونسية لكرة القدم في نهاية الأسبوع الفارط عن تحويرات صلب الإدارة الوطنية للتحكيم وجاء الجديد بتنحية جمال بركات أو نقلته إلى لجنة التكوين والرسكلة مقابل تعويضه برئيس ذات اللجنة على رأس لجنة التعيينات. قيراط سبق له أن شغل خطة رئيس لجنة التعيينات في موسم 2012 – 2013 قبل الابتعاد ثم شغل خطط أخرى كرئاسة لجنة التكوين والرسكلة. الحكم الدولي السابق ووالد الحكم الدولي الشاب هيثم قيراط ورث تركة ثقيلة ليس أقلها انعدام الثقة بين أصحاب الزي الأسود والنوادي والجماهير وستكون أول عقبة أمامه هي استعادة الثقة ولكن خاصة وجود ابنه صلب القطاع. وعن هذه المواضيع وغيرها كان لقيراط حوار مع «الشروق» هو الأول له منذ تكليفه بالمهمة. لنبدأ من عودتك إلى رئاسة لجنة تعيينات الحكام.. المنصب ليس جديدا على هشام قيراط فقد شغلته في 2012 – 2013.. أما العودة فهي تلبية لنداء الواجب ذلك أن كل حكم يبقى مطالبا بأن يقدم الإضافة للقطاع وشخصيا لو لا التحكيم لما كنت وجها معروفا لذلك فإنه كلما طلب مني المساعدة والعمل فإني لن أرفض ذلك كما هو الحال بالنسبة للتخلي عني. أنا موظف دولة ولا أعيش من التحكيم وبالتالي فكلما دعت الحاجة إلى خدماتي وتوفرت العوامل المساعدة فأنا جاهز للخدمة خاصة أنّي أتمتّع بثقة واحترام الحكام الذين أعتبرهم بمثابة أبنائي وهم يعلمون ذلك. علاوة عن موسم 2013 كنت في السنة الفارطة عضوا في لجنة التعيينات التي تشكلت في نهاية الموسم الماضي.. ما الذي تغيّر وكيف صعدت من العضوية إلى الرئاسة؟ بالتوازي مع تواجدي في اللجنة كنت رئيسا للجنة التكوين والرسكلة وبالتالي فإن انضمامي للجنة كان بشكل مؤقت باعتبار أن المكتب الجامعي كان قد استنجد برؤساء اللجان الوطنية للتحكيم من أجل المساهمة بالرأي في إنجاح نهاية الموسم تحكيميا وانتهت المهمة بانتهاء الموسم. على امتداد المواسم الأخيرة اعتمد سلفك على عبارة «اللوجيسيال» للحديث عن التعيينات.. فهل سيعتمد قيراط على نفس «اللوجيسيال»؟ (ضاحكا).. المسؤول عن التعيينات هو المشرف على «اللوجيسيال» وبالتالي فإنها تكون وفق ما يراه لكن الثابت أن لكل منا أسلوبه وطريقته.. بعد الكشف عن التركيبة الكاملة لم تأت أيّة تغييرات جذرية صلب الإدارة الوطنية للتحكيم وبدا واضحا أن العملية ليست إلا تغييرا في مراكز بعض اللاعبين فقط.. فما تعليقك؟ التغييرات في المراكز لا تعني عدم رضا وإنما قد تمليها الضرورة خصوصا أن التعود بمركز معين قد يخلق مللا لدى المعني بالأمر أو حتى لدى الفاعلين الرياضيين كالحكام والنوادي وبالتالي تحدث التحويرات بغرض إذكاء شرارة الحماسة من جهة وأيضا التداول على المسؤوليات.. والتغييرات التي حدثت صلب الإدارة الوطنية للتحكيم من شأنها أن تخلق تغييرات في الأفكار والمنهجية والتصورات وبالتالي فإن نقل جمال بركات إلى التكوين والرسكلة وإعادتي إلى لجنة التعيينات قد يقدم الإضافة للجهتين بتغير السياسات بيننا. وأعتقد أن التغيير سيكون مهما للحكام وللأندية بما قد يسهم في تحسين المشهد وأيضا في التواصل بين مختلف الأطراف. وأنت تتحدث عن تغيير السياسات.. هل يمكن أن ترضخ لجنة التعيينات لمطالب الشارع الرياضي الذي ينادي فيه الكثيرون بعودة الحكام الأجانب؟ بصراحة ودون مراوغة نملك حكاما في مستوى كبير.. شخصيا كنت في أكرانيا بصدد مراقبة طاقم تحكيم مباراة وفاق سطيف والعين الإماراتي في الكأس العربية كما تابعت مباراة في الدوري الكرواتي كان دينامو زغرب طرفا فيها وصدقتي وبكل أمانة الحكام التونسيون في مستوى يضاهي أو يزيد عما تابعته. وبالنسبة للحكام الأجانب فالأمر غير مطروح بقدر ما أن الحكام بحاجة إلى الثقة من خلال دعم الأندية واللاعبين والمدربين وأيضا الصحفيين الذين يكون لنقدهم أو شكرهم أو دعمهم تأثير كبير في نفسية أصحاب الصفارة سواء بالسلب أو الإيجاب. هناك أزمة ثقة تولدت في المواسم الأخيرة.. كيف سيعمل قيراط على رأب الصدع وإعادة الثقة الغائبة؟ كرة القدم لا يمكن أن تخلو من الأخطاء وبالتالي فبطولتنا لن تغيب عنها الغلطات التحكيمية لكني أود أن أؤكد عبرجريدة « الشروق» للجميع أندية وحكام أن حقهم مضمون وسأسعى إلى أن يكون العمل بأقل قدر من الأخطاء وأن أضع الحكام المناسب في المقابلة المناسبة. من التكوين والرسكلة إلى لجنة التعيينات يعني أنك لم تغادر إدارة التحكيم وبوصفك متابعا للمشهد من الداخل.. ما هي أبرز الإشكالات التي ستسعى لحلها؟ سأسعى للاقتراب أكثر من الحكام فهم يعرفونني جيدا وأنا بمثابة شقيق أكبر لهم.. أهم ما سأشتغل عليه هي الأمور الذهنية فالحكم التونسي يعاني من هذا الإشكال وبالتالي سأحاول أن أكون سندا لهم حتى يستعيدوا الثقة. الفترة المقبلة ستكون لي عديد اللقاءات للاستماع إلى احترازاتهم وتقديم التصورات لإنجاح البطولة تحكيميا وبالتالي نجاحهم هم والإدارة والجامعة أيضا باعتبار أنها المشرف الأول على التحكيم. علاوة عن الإشكالات سيعيش هشام قيراط وضعا خاصا نسبيا نظرا لتواجد ابنك هيثم في القطاع وهو من الحكام الواعدين.. بصراحة أ لم تتردد في قبول المنصب بسببه؟ طبيعي أن يكون هناك بعض التردد بسبب وجود هيثم في القطاع لأني على يقين بأنه سيتعرض للظلم أكثر من استفادته من وجودي على رأس لجنة التعيينات.. وكما سبق أن قلت لك كل الحكام هم أبنائي وأحوز ثقتهم ولن أحرمهم حقهم مقابل منح امتيازات لابني. جميعنا نعلم أن قطاع التحكيم والساحة الرياضية ليست مثالية وبالتالي فقد يأخذ هشام بذنب هيثم والعكس صحيح.. فهل فكرت في هذه المسألة؟ إذا وصلنا إلى مستوى الضرب تحت الحزام وهذه الأساليب طبعا يعرفها الجميع فإني سأختار الانسحاب لأن هدفي ليس إلا خدمة التحكيم التونسي والمساهمة في نجاحه وبالتالي فإني لن أقبل بهذه الممارسات وسأختار الابتعاد. وكما سبق أن أشرت فإني أعول على ثقة الجميع في شخصي وأنا لدي قناعة بأني قادر على إعادة ربط الثقة بين الجميع. بعيدا عن هيثم.. التحكيم التونسي تراجع خارجيا إلى درجة غياب أسماء تونسية في الأدوار النهائية قاريا؟ أعتقد جازما أن القادم سيكون أفضل حاليا لدينا يوسف السرايري والصادق السالمي في «القائمة أ» للاتحاد الإفريقي.. والسالمي مثلا لديه هامش كبير من التحسن ومزيد الإشعاع على الصعيد الدولي والإفريقي تماما كهيثم قيراط وخليل الحساني اللذين سيكونان في الشهر المقبل بملتقى الاتحاد الإفريقي بأوغندا ضمن قائمة ب17 حكما من أفضل المواهب الصاعدة في القارة الذين ستشتغل عليهم «الكاف» مستقبلا. والمجال المفتوح لبقية الحكام لمزيد التألق رغم أن الصورة ليست سوداوية لاسيما وأن عديد الحكام معتمدون من «الكاف» ويديرون المقابلات باستمرار على غرار سليم بلخواص ونصر الله الجوادي وهيثم القصعي وأخيرا الجريدي كحكم رابع في أول موسم له. التعيين إفريقيا جيد وعربيا سيكون هناك طاقمان الأول في السودان يتكون من الصادق السالمي كحكم أول بمساعدة خليل الحساني وفتحي أمينة ونصر الله الجوادي كحكم رابع والثاني في لبنان يقوده يوسف السرايري بمساعدة أنور هميلة ويامن ملولشي وهيثم قيراط كحكم رابع. ولعله من حسن حظ الحكام التونسية أن البطولة العربية ستكون منقولة على قنوات مفتوحة وهي فرصة تتاح لهم للبروز والتعريف بقدراتهم التحكيمية. المتأمل في القائمة الدولية يرى أن عديد الأسماء قد تقدمت في السن كما أن مردود البعض الآخر جعل الكثيرين ينتقدون تواجدهم في القائمة.. فهل يمكن انتظار تغييرات على القائمة الخاصة بالسنة القادمة؟ لا يمكن أن تكون القائمة الدولية متكونة من عناصر شابة أو جميعهم متقدمون في السن وذلك لخلق عنصر الخبرة ونقل التجارب للجيل الجديد كما هو الحال مثلا لتعيين هيثم قيراط صحبة يوسف السرايري. فالحكم الشاب يجب أن يتعلم كيف التعامل مع الاجتماعات الفنية والتنقلات والتعامل مع الفندق ومع الفرق وغيرها.. أما الثابت فإن القائمة الدولية الجديدة ستكون مرآة عاكسة لمردود الحكام في الموسم الماضي ولن يكون البقاء إلا للأفضل. لنختم بسؤال حول بعض الأسماء التي تم استبعادها أو ظلمت في الموسم الماضي على الأقل.. هل سيتم النظر في وضعياتها؟ هو لا وجود لمظالم فقط هي خيارات واختيارات فشخصيا لا أحب هذه المصطلحات بما أننا في عائلة كعائلة التحكيم.. لكن المردود والمستوى هو الذي سيكون الفيصل في القائمة الدولية وسنعطي الفرصة لكل من هو قادر على إفادة التحكيم محليا وأيضا على مستوى القائمة الإفريقية.