رغم كلّ الجوانب السلبية لفضيحة المنشآت الرياضية في بلادنا فإن أزمة الملاعب لم تخل من الإيجابيات. فكيف ذلك؟ صَحيح أن أزمة الملاعب تسبّبت في لخبطة تنظيمية كبيرة ومُرهقة للجَميع (الرابطة – الأندية – الأحباء – الأمن - وسائل الإعلام). كما أن هذه الأزمة فرضت على العديد من أندية الرابطة «المُحترفة» الأولى التنقّل بين المُعتمديات والولايات بحثا عن ميدان لإستقبال ضُيوفها وإجراء تدريباتها اليومية. هذا إلى حين حلّ «لغز» الميادين المُغلقة وسط اتّهامات مُباشرة بوجود شُبهات فساد من بنزرت إلى المتلوي «المُهاجر» إلى أجل غير معلوم. مُعاناة حقيقية المَأساة تَتضاعف في ظلّ المشاكل والعَراقيل التي تُواجها الجمعيات «اللاّجئة» بسبب شروط الولاة الذين حشروا أنفسهم في ملف تنظيم المُباريات بصفتهم كأوصياء على سلامة المنشآت وأمن الجهات. كما أنّه لا يخفى على أحد أن عددا من الأندية التي تعيش «هِجرة قَسرية» عَانت الويلات بفعل بعض الأطراف الغارقة في التَعصّب الأعمى للجمعيات والتي لم تتخلّص بعد من النّعرات الجهوية المَقيتة. وهذا التعصّب دفع البعض إلى إثارة الشغب على هامش استضافة الجمعيات التي تَفتقر إلى ملاعب تَأويها. أهمية التضامن كلّ هذه الصُور القاتمة لم تحجب الجَوانب المُضيئة التي أفرزتها أزمة المنشآت من حيث لا تَعلم. وتكمن هذه النقاط الايجابية أساسا في تكريس روح التضامن بين الجمعيات اللاّجئة والجهات المُستقبلة لها بصفة مُؤقتة. وقد فتحت عدّة جهات داخلية ملاعبها لإستقبال الأندية «اللاّجئة» مُؤكدة أن شعار «التونسي للتونسي رحمة» ليس مُجرّد كلام للإستهلاك وإنّما هو قيمة ثابتة وتَبرز للعِيان في أوقات الشدّة. ويكفي أن تستشهد في هذا السياق بالهبّة الشعبية لمُساندة نابل على هامش الفَيضانات التي اجتاحتها في 2018. وبَعيدا عن التجاوزات الشّاذة من الضروري تَقديم باقة ورود لكلّ المُعتمديات والولايات التي استقبلت الجمعيات «اللاّجئة» وأنقذت بذلك مَسار البطولة المحلية وجَنّبت مُمثلي تونس في المسابقات الخارجية فَضيحة مُدوية. وتضمّ قائمة الجهات «المُتضامنة» مع الأندية «اللاّجئة» كل من المنستير وحمّام سوسة والكرم ومنزل بوزلفةوالمظيلة والعَالية وجرزونة التي استقبلت مُؤخّرا النادي البنزرتي الذي يفتقر إلى ملعب رغم أنه أوّل فريق يُهدي تونس لقبا افريقيا. وهذه من عَجائب الزمان. عيّنة عن «الأندية اللاجئة» والملاعب المُستقبلة لها النادي البنزرتي: العالية / المنزه / جرزونة نادي حمّام الأنف: المنزه / الكرم نجم المتلوي: المظيلة النجم السّاحلي: المنستير / حمّام سوسة / رادس مستقبل سليمان: منزل بوزلفة هلال الشابة: المنزه
