قبل ساعات من انطلاق مُنافسات البطولة تُواجه عدة جمعيات كابوسا مُزعجا بفعل «أزمة الملاعب» التي كان من المفروض على الجهات المعنية مُعالجتها من زمان لا «تخريبها» بطريقة مُمنهجة وتُثبت للعيان تُهمة الفساد في المُقاولات والصّفقات العمومية المتعلّقة بصيانة العديد من المنشآت الرياضية. ومن خلال الإطّلاع على التقارير الخاصّة بالملاعب الحاضنة لأندية الرابطة «المُحترفة» الأولى نلاحظ أن النسخة الجديدة للبطولة تعيش على وقع أزمة حادّة بعنوان الملاعب. خارج نطاق الخدمة تؤكد التقارير الرسمية التي تحصّلت عليها الرابطة الوطنية لكرة القدم «المُحترفة» أن ثلاث جمعيات ستواجه «الهجرة القسرية» إلى أجل غير معلوم نتيجة غلق ملاعبها من أجل الصّيانة. ويتعلّق الأمر بالنجم السّاحلي الذي سيلجأ إلى خوض مواجهاته المحلية في ميدان حمام سوسة (الطريف أن الملف الرسمي لصلوحية هذا الملعب لم يصل بعد إلى مكتب الرابطة). وتضمّ قائمة «المهاجرين» كرها لملاعبهم النادي البنزرتي الذي تحوّل معقله إلى لغز مُحيّر حتى أن بعض الجهات تؤكد أن الملف قد يُحسم في أروقة المحاكم. وتتضمّن لائحة «المُرحّلين» كذلك نجم المتلوي الذي وقع التلاعب بأعصاب أنصاره على امتداد أشهر طويلة قضّاها الفريق «لاجئا» بين الرديف وتوزر بل أن النادي «استضاف» ذات مرّة الترجي في المنزه وهي سابقة غريبة وتضرب مِصداقية البطولة في الصّميم. في الانتظار بالتوازي مع غلق ميادين سوسة وبنزرت والمتلوي تُعاني العديد من المنشآت الرياضية الأخرى من بعض الاخلالات التي وجب معالجتها للحصول على التراخيص الرسمية من لِجان صلوحية الملاعب. وتفيد التقارير التي بحوزة الرابطة الوطنية لكرة القدم «المُحترفة» أن عدة ملاعب تُسابق الزمن لتدارك النقائص الناتجة عن الاهمال والحصول على تراخيص عادية أوحتى «ظرفية» لإستقبال ضيوفها بمناسبة منافسات البطولة التي ستنطلق يوم السبت 24 أوت. وتشير تقارير الرابطة إلى أن قائمة الملاعب التي تخضع إلى اصلاحات جزئية و»جراحات تجميلية» صغيرة تتضمّن سليمان وحمّام الأنف وبن قردان والشّابة. ومن المرجّح أن يقع الإعلان عن جاهزية هذه الميادين لإحتضان المباريات لكن يبقى الإشكال قائما حول نوعية الشهادة التي ستمنحها اللّجان المُختصّة. ومن المعلوم أن توصيات الجهات الأمنية تشدّد على إجراء المقابلات دون حضور الجمهور إذا تعلّق الأمر بالتراخيص الاستثنائية: أي تلك التي تُتيح لأصحابها استغلال الميادين مع الإلتزام بمعالجة الاخلالات الموجودة في أسرع الأوقات. وضعية رادس على هامش «فينال» الكأس بين «السي .آس .آس» والنجم لاحظ الجميع الحالة السيئة لأرضية ملعب رادس وهو الصّرح الكروي الأكبر والأضخم في البلاد. والحقيقة أن الصّورة الرديئة التي ظهر عليها عشب رادس تعكس الوضعية الكَارثية للمنشآت الرياضية المُمتدة من شمال البلاد إلى جنوبها. الجدير بالذّكر أن المعلومات التي بحوزتنا تفيد بأن المُشرفين على الحي الوطني الرياضي على وعي تامّ بالأضرار الكبيرة التي قد تلحق رادس بفعل كثرة الاستعمال وتتّجه النية إلى فتح المنزه بين الحين والآخر لتخفيف الأعباء المسلّطة على رادس (في هذا السياق وقع ترحيل لقاء النادي الافريقي و»البقلاوة» من رادس إلى المنزه في نطاق الجولة الأولى من البطولة ومن المعلوم أن اللّقاء سيدور دون حضور الجمهور وهوما يتوافق مع وضعية المنزه الذي يُعاني من اخلالات كبيرة على صعيد شروط السّلامة العامة). «الكذِبة الكبرى» في ظلّ استفحال «أزمة الملاعب» قامت جامعة الكرة بمُبادرة «تاريخية» تتمثّل في جلب «الخبراء الدوليين» لتشخيص وضعية الميادين وتقديم الحلول الكفيلة بإصلاح الأوضاع. وقد اعتمدت الجامعة آنذاك على شهادة خبير من فرنسا وآخر من ألمانيا. ورغم أن مُبادرة الجامعة جعلتها تتجاوز حدودها وتتدخّل في ملف هو من اختصاص الدولة التونسية ووزارة شؤون الشباب والرياضة فإن تلك الخطوة وُصفت ب»الجريئة» لكن بمرور الأيام لم نلمس أية نتيجة ولم نُلاحظ تغييرا يُذكر في ملف المنشآت الرياضية بل أن الأوضاع ازدادت تدهورا. والأمل كلّه أن لا تكون حكاية «الخبراء الدوليين» مُجرّد «كِذبة» من صناعة الجامعة التي تضخّمت أدوارها دون النجاح في إجراء «الإصلاحات العَميقة» في الكرة التونسية التي تواجه المجهول. وما «غزو» لاعبي شمال افريقيا لبطولتنا سوى دليل قاطع وبرهان ساطع على حجم «الإفلاس».. والقادم أسوأ. الوضعية العامّة للملاعب (حسب التقارير الرسمية للرابطة) أولمبي سوسة: خارج الخدمة 15 أكتوبر: خارج الخدمة ملعب المتلوي: خارج الخدمة رادس: جاهز (طاقة التحمّل مشكوك فيها) المنزه: جاهز للإستغلال بترخيص استثنائي الهادي النّيفر: جاهز الطيّب المهيري: جاهز مصطفى بن جنات: جاهز القيروان: جاهز تطاوين: جاهز ملاعب حمّام الأنف والشابة وسليمان وبن قردان: تعاني من بعض النقائص ولم تتلق الرابطة مراسلات رسمية تفيد جاهزيتها لإحتضان المُباريات الرسمية.