عبرت الفنانة شهرزاد هلال عن المها الشديد لاستغلال فكرة عملها «نساء و نصف» في عرض «تونسيات… تاريخهن» الذي عرض مؤخرا في مدينة الثقافة بالعاصمة. و قالت انها تحولت من مؤلف الى مشاركة في التأليف. تونس (الشروق) قدم المنتج عبد الكريم الباسطي مساء الثلاثاء الماضي 3 ديسمبر بمسرح الجهات في مدينة الثقافة، عرضه الجديد «تونسيات...تاريخهن» وذلك في إطار تظاهرة تونس عاصمة الثقافة الإسلامية وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية وصندوق التشجيع على الانتاج الأدبي والفني، وهذا العرض عبارة عن مغناة، سلطت الضوء على شخصيات نسائية تونسية كان لهن بصماتهن في تاريخ تونس، على غرار عليسة، ومونيكا أم أغسطينيوس، والكاهنة البربرية، وأروى القيروانية، والجازية الهلاليّة، والسيدة المنوبيّة، وعزيزة عثمانة، والمرأة البدويّة.. وذلك في عرض فرجوي يجمع الموسيقى، بالأداء التمثيلي، والرقص والملابس. كل هذه الفنون جمعها المخرج منير العرقي بخبرته، وألبسها أشعار ونص الشاعر الشاذلي القرواشي التي لحنها ووزعها قائد الفرقة الموسيقية المرافقة للعرض منير الغضاب، ليقدم عرضا مبهرا جماليا هو عرض «تونسيات... تاريخهنّ» وصممت كوريغرافيا العرض مريم الفرشيشي، بينما أدى الأغاني الفنانون إيمان محمد، وشيماء المنصوري، ومنير المهدي ونبيل محمد، وأثث اللوحات التمثيلية كل من أسامة الماكني، وصافية الطرابلسي وصبري عبد اللاوي. بصمة المخرج المسرحي منير العرقي كانت واضحة في العرض، بل إنها مثلت عودته إلى إخراج مثل هذه العروض بعد غياب طويل. وأبدعت الأصوات المؤدية للأغاني وخاصة الفنانتين إيمان محمد وشيماء المنصوري، وفي هذا الإطار كان لنا لقاء خاطف مع المطربة إيمان محمد التي جسدت شخصية عليسة وشخصية الكاهنة البربرية وشخصية أروى القيروانية في ديو مع الفنان منير المهدي. وعن هذه المشاركة، قالت إيمان محمد: «سعيدة جدا بالمشاركة في هذا العرض الضخم ألحانا وتوزيعا، وتحية للمخرج الكبير منير العرقي، الذي ساعدنا كمطربين بأن نكون أيضا ممثلين في جانب ما.. وسعيدة بتجسيدي لهذه الشخصيات النسائية التي كان لها تأثير في تاريخ تونس، فهي شخصيات قوية ومؤثرة، وجدت نفسي فيها، وربما صوتي وحضوري الركحي كانا من الأسباب التي جعلت المسؤولين عن العرض يختارونني لتجسيد هذه الشخصيات». أين المرأة المعاصرة ؟ عرض «تونسيات...تاريخهنّ»، يجمع بين الإبهار شكلا ومضمونا، إبهار فرضه النص والأشعار للشاذلي القرواشي أولا، ثم الإخراج المميز لمنير العرقي، لكن رغم أن العرض كرم المرأة التونسية من خلال شخصيات نسائية كانت فاعلة في تاريخ البلاد التونسية، وكذلك من خلال تكريم المرأة البدوية أو المرأة الكادحة في آخر مشهد من العمل، فقد ظلم المرأة التونسية المعاصرة، المتعلمة والمثقفة، والأسماء كثيرة في هذا الجانب من جامعيات وطبيبات وحقوقيات ومهندسات... خاصة وأنه إثر نهاية العرض تم تكريم الشاعر والمخرج ورئيس جمعية الأخوة المصرية التونسية أحمد سمير، وخاصة تم تكريم أول سائقة طائرة تونسية علياء المنشاري والتي قيل في شأنها ما كان يمكن أن يخصص له مشهد بأكمله في نهاية العرض. فكرة العرض ورغم القيمة الفنية والجمالية ل»تونسيات... تاريخهنّ» لعبد الكريم الباسطي، تبين أن فكرة العرض ليست جديدة اذ عبرت الفنانة شهرزاد هلال عن ألمها الشديد لاستخدام فكرة عرضها «نساء ونصف» في هذا العمل قائلة «اتصل بي منير المهدي ليعلمني أن عبد الكريم الباسطي يريدني أن أشارك في عرضه، صدمت لأن فكرة العرض هي نفسها فكرة عرضي «نساء ونصف»، تصوروا بعد تعبي وانتاجي الخاص الذي وضعت فيه كل ما أملك من مال ولم أربح منه، أصبح مشاركة في عرض مقتبس عن عرضي، هم شاهدوا عرضي وأنا على يقين من ذلك لأنه بخلاف عرضه في مهرجان الحمامات 2018 ومدينة الثقافة 2019، عرض يوم 01 أوت 2018 ويوم 01 جوان 2019 على التلفزة التونسية، ورغم ذلك واصلوا انتاج عرضهم..». وتابعت شهرزاد هلال: «إذا كان استغلال واستعمال الفكرة التي تبقى الأهم في نظري في أي عرض، إذن يمكن لي أن أتنقل من ولاية إلى أخرى وأبحث في تراث كل جهة، كما فعل محمد علي كمون في عرضه 24 عطرا، وأنتج عملا أيضا بتلك الضخامة؟ هذا غير معقول ولا مقبول.. أنا لا أحتكر موضوع المرأة لكن تناول الموضوع يجب أن يكون ناتجا عن فكرة تتعب لإيجادها لا أن تأخذها عن الآخرين وتنفذها في شكل جديد، عموما ربي يعينهم...».