انعقدت اليوم الخميس 10 جويلية 2025، الندوة الصحفية الخاصة بالدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي، حيث تمّ تسليط الضوء على تفاصيل البرمجة الرسمية التي تم الإعلان عنها سابقاً، إلى جانب الاستعدادات التنظيمية والتقنية التي انطلقت منذ شهر جانفي الماضي. وأكدت هند المقراني، المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، أنّ التحضيرات لهذه الدورة تمت بالشراكة مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وبلدية قرطاج، مشيدة بتكامل جهود مختلف الأطراف لإبراز صورة مهرجان قرطاج كواجهة ثقافية وطنية. وفي هذا الإطار، شدّدت المقراني على الحضور القوي للقضية الفلسطينية في هذه الدورة، حيث سيُخصص افتتاح المهرجان لتحية فنية للقضية العربية، إضافة إلى عرض خاص للفنانة التونسية صوفية صادق، التي ستقدّم أغنية مهداة لفلسطين في سهرتها المقررة يوم 13 أوت المقبل. كما ستتضمّن برمجة المهرجان فقرة متميزة ضمن عرض "Tapis Rouge" لرياض الفهري، فضلاً عن حفل خاص للفنان الفلسطيني محمد عساف، في تأكيد واضح على التزام المهرجان بالقضايا العادلة. وعن ملامح البرمجة، أوضحت المقراني أنّ الدورة 59 تجمع بين التنوع والانفتاح، حيث تم المزج بين العروض الشرقية والغربية، مع مساحة كبيرة مخصصة للإنتاجات التونسية. كما حرصت الإدارة على التوفيق بين الحفاظ على الذوق العام ومتطلبات السوق الفنية، وذلك ضمن الميزانية المتوفرة. وبشأن الجانب المالي، كشفت المقراني أنّ ميزانية المهرجان بلغت 3 ملايين دينار كمساهمة من الدولة، لتصل في مجموعها إلى حوالي 8 ملايين دينار بفضل الاستشهار والمداخيل الذاتية. وأشارت إلى أن أحد أبرز التحديات كان ارتفاع أجور بعض الفنانين الأجانب، والتي تفوق أحياناً الميزانية الكاملة للمهرجان. وفي ما يخص الجدل الذي رافق إلغاء عرض الفنانة الفرنسية هيلين سيغارا، أوضحت المقراني أنّ المعطيات المتوفرة تثبت تقديمها لملف المشاركة ووجود تواصل بينها وبين إدارة المهرجان، غير أنّ القرار النهائي بإلغاء العرض جاء بعد مراجعة موقفها، وذلك في إطار الالتزام الواضح بدعم القضية الفلسطينية. كما تم التطرّق إلى غياب مدير فني رسمي للدورة، وهو ما أثار بعض التساؤلات. غير أن المقراني أكدت أنّ غياب مدير لا يعني غياب التنظيم، موضحة أنّ الهيئة المشرفة قامت بعمل جماعي دقيق لضمان نجاح العروض وتقديم دورة متكاملة على جميع المستويات. تعليقات