يعتبر طارق عزيز الذي تضاربت الانباء امس حول وفاته في سجنه، من اشهر الديبلوماسيين الذين طبعوا العقدين الاخيرين في العالم واحد افضل الديبلوماسيين العرب وقد نال بالفعل اعجاب العالم العربي. ويعرف هذا الرجل الصغير ذو النظارات السميكة والشعر الابيض كأحد اهم رفاق الرئس العراقي صدام حسين. وما لا يذكره المؤرخون والسياسيون كثيرا عن طارق عزيز قليل في الواقع ربما باستثناء كونه لمسيحي الوحيد في القيادة العراقية التي تولت امور العراق خلال اكثر من عقدين والتي اطاح بها الامريكان. طارق عزيز ولد في مدينة الموصل سنة 1936 من عائلة بسيطة لمسيحيين آشوريين تحت اسم ميخائىل يوحنا عزيز واعتمد في ما بعد اسم طارق. وكان عزيز ثاني اشهر مسيحي في العراق الحديث بعد ميشيل عفلق مؤسس حزب «البعث». وتولى هذا «الرجل الصغير» ببراعة قيادة الديبلوماسية العراقية من 1983 الى 1991 وهي فترة شهدت المنطقة خلالها الحرب الايرانية العراقية والغزو العراقي للكويت.. وحين عاد سنة 1991 (مارس) الى منصب نائب رئيس الوزراء (اي نائب صدام حسين رئيس الوزراء) حافظ على «ديبلوماسيته» بما انه كان المحادث العراقي الرئيسي تقريبا للمسؤولين الأجانب الذين يزورون بغداد خصوصا بسبب مشاكل المفتشين الدوليين. طارق عزيز بدأ حياته «المهنية السياسية» كصحافي في مختلف صحف حزب «البعث» منذ سنة 1958 وأصبح في ما بعد المسؤول عن نشر اهم صحف «البعث» (الثورة) قبل ان يشغل خطة وزير للاعلام منذ 1974 ثم خطة نائب رئيس الوزراء من 1979 الى 1983 . وبدأ عزيز مع صدام (1979) مرحلة جديدة وحساسة بما انه سيكون المسؤول عن الدفاع عن الموقف العراقي طوال حربي الخليج وخلال فترة الحصار التي فرضت على العراق... وفي قائمة المسؤولين العراقيين المطلوبين التي اصدرتها قوات الاحتلال الامريكية جاء اسم طارق عزيز رقم 43 وقد سلم عزيز نفسه يوم 25 افريل 2003 . وكان عزيز احد المسؤولين العراقيين ال 11 الذين نقلوا مع صدام الى المحكمة التي شكلها الاحتلال لمحاكمتهم... وجاء في افادات متطابقة ان طارق عزيز يعاني منذ عدة سنوات من عدة امراض.