تونس – الشروق: يجمع خبراء علم النفس والصحة على أن الخوف والتوتر والقلق كلها عوامل من شأنها إضعاف المناعة, وجعل الإنسان فريسة سهلة للأمراض والمتاعب الصحية والنفسية. فما هو دور التوازن النفسي في التغلب على فيروس كورونا؟ منذ ظهور وباء كورونا وانتشاره في تونس, تغيرت نفسية التونسيين وأصبحوا أكثر هوسا بالنظافة والتنظيف لدرجة اقرب ما تكون للإصابة بالوسواس القهري. فيمكن للشخص تنظيف الأشياء وإعادة تنظيفها العديد من المرات بشكل فيه الكثير من الهوس والخوف كما أصبح عدد لا بأس به من التونسيين يعانون من فوبيا كورونا تتمثل في فوبيا الاختلاط بالناس وفوبيا الخروج من المنزل لقضاء شأن من الشؤون حتى لو كان لفترة وجيزة. زد على ذلك الضغط النفسي الذي أصبح يعانيه نتيجة حبسه داخل أسوار المنزل وعدم زيارة الأبوين والأشخاص المقربين منه. هذه الحالة من التوتر النفسي والشد العصبي يؤثران حتما على المناعة ويتسببان في ضعفها وتدهورها. فكيف يمكننا الحفاظ على توازننا النفسي وبالتالي الإبقاء على مناعتنا قوية وقادرة على مجابهة الإصابة بفيروس كورونا؟ التوتر والقلق يضعفان المناعة حسب خبراء الصحة يتسبب التوتر والخوف والفزع في نقص الخلايا والافرازات المسؤولية عن تنظيم الجهاز المناعي بشكل عام وهو ما يضعف من قدرته على محاربة الفيروسات المعدية والأجسام الدخيلة ويقلل بالتالي من كفاءته ويجعل الجسم يستغرق وقتا أطول في التعافي. كما أن القلق المفرط يعد اضطرابا نفسيا يؤثر على الشخص نفسه وكذلك على المحيطين به ويتسبب في اضطراب الأجهزة الحيوية بالجسم مما يؤثر على الوظائف الرئيسية لتلك الأجهزة ويضر الجهاز المناعي بالجسم والقادر على الحد من الالتهابات ومقاومة العدوى التي تهاجم الجسم. نصائح للحد من الخوف من كورونا يشير الدكتور منذر جعفر المختص في علم النفس السلوكي إلى أن فيروس كورونا أوقع سكان العالم في حالة من عدم اليقين، فسيل الأخبار المتدفق أصابهم بالقلق المستمر، مما يؤثر سلباً على صحتهم النفسية وحتى الجسدية، وخاصة أولئك الذين يعانون مسبقاً من حالات القلق والوسواس القهري. ولتفادي مثل هذه الحالات النفسية ينصح الدكتور منذر جعفر المختص في علم النفس السلوكي التونسيين بما يلي: أولا: الابتعاد عن المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي لفترات طويلة، إلى حين التخلص من حالة القلق التي يعاني منها الشخص. ثانيا: التقليل من الوقت الذي يقضيه الشخص الذي يعاني من التوتر والخوف في قراءة أو مشاهدة الأشياء التي تزعجه، ويحدد أوقات معينة لقراءة الأخبار. ثالثا: هناك الكثير من المعلومات الخاطئة المنتشرة حول الفيروس في المواقع الإخبارية، لذلك التزم بالمصادر الموثوقة للمعلومات مثل مواقع الحكومة ووزارة الصحية العمومية. رابعا: أرح نفسك من قراءة سيل المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يتعمق توترك وبالتالي تضعف مناعتك وتصبح فريسة سهلة لفيروس كورونا عافانا وعافاكم الله. كورونا مباشر