بسعة امكاناته وغزارة عطائه وقوته الفنية والبدنية في «العبث» بأعتى الخطوط الدفاعية استطاع المهاجم الدولي زياد الجزيري ان يبقى منذ أن لمع نجمه مع النجم الرياضي الساحلي القوة الضاربة التي ازدادت صلابة مع مر المواسم سواءً في المنتخب الوطني أو في عالم الاحتراف مع «قيزينتاب سبور» التركي ومع جميع خصاله الممتازة كمهاجم تهابه أقوى الدفاعات يملك زياد الجزيري نضجا كبيرا يعبّر عن عمقه في التعاطي الرصين مع طموحاته وأهدافه بعد العودة من رحلة المالاوي استضافت لكم «الشروق» زياد الجزيري في هذا الحديث الذي تناول عدة نقاط ومواضيع. * ماذا تقول عن حظوظ الترشح الى نهائيات كأسي العالم وافريقيا 2006 بعد التعادل الاخيرة في المالاوي؟ حظوظنا مازالت وافرة وقائمة بشكل كبير، نحن تعادلنا ولم ننهزم.. نجحنا في اقتلاع نقطة التعادل بعد ما كنا منهزمين بهدفين لصفر أمام منتخب أكد صعوبة مراسه على ميدانه بعد ان تعادل مع المغرب وغينيا.. ومثلما شاهد الجميع الحكم الاوغندي أمعن في التغاضي عن ضربات جزاء واضحة لفائدتنا حتى أننا أصبحنا نلعب ضد منافسين وأعني منتخب المالاوي والحكم... لكن مهما يكن من أمر فإن عودتنا في النتيجة ونحن متأخرين بهدفين تحسب في اعتقادي لقوة شخصية منتخبنا الوطني ورباطة جأشه ومقدرته في ظروف صعبة على تحويل الهزيمة الى تعادل منطقيا وبحسب ما عرفته المباراة من تقلبات يعتبر ايجابيا ولن يقلل في شيء من حظوظنا في المراهنة على الترشح. * بعد التتويج بكأس أمم افريقيا حدث شيء من التراجع في نتائج المنتخب الوطني.. بماذا تفسّر ذلك؟ كأس افريقيا للأمم فزنا به عن جدارة واستحقاق وقمنا من اجل ذلك بتحضيرات نموذجية ولعبنا أمام جماهيرنا التي عانقت الروعة وكانت بحق اللاعب رقم وليس رقم .. التراجع الذي أشرت اليه في سؤالك لا أريد أن أتحدث فيه عن المباريات الودية لأنه مهما كانت تبقى ودية تحضيرية.. وهزيمتنا في كوناكري امام المنتخب الغيني تفسيرها كثرة الغيابات التي عرفتها تشكيلة منتخبنا اضافة الى الظروف التي جرت فيها المباراة.. ثم جاءت مقابلة المغرب في الرباط امام منافس من العيار الثقيل كان يرغب في الفوز للثأر من المنتخب الذي هزمه في الدور النهائي لكأس أمم افريقيا.. ومع ذلك كنا في المستوى وقدمنا أداءً جيدا وحققنا تعادلا ثمينا أمام منافس كبير.. وأخيرا في المالاوي ومثلما سبق وان ذكرت خرجنا بتعادل ثمين. لا يجب ان يكون هناك خوف بقدر ما ثمة ثقة تجلت بوضوح على المستوى الذهني للاعبين اذ رغم مظالم الحكم الاوغندي نجحنا في اقتلاع التعادل ومثل هذه المواقف من شأنها ان تزيد في تقوية المجموعة وتمنحها جناحين للتحليق نحو النجاح.. لذلك أرى انه ليس هناك اي موجب للتشاؤم.. حظوظنا مازالت وافرة وسندافع عنها بكل بسالة وطبيعة الاجواء في المنتخب الوطني تتضمن عدة مؤشرات ايجابية تؤكد بأن فريقنا على السكة الصحيحة. * من هو اللاعب الذي يستحقه المنتخب الوطني وهو غير موجود أو لم يمنح فرصة الالتحاق بالمنتخب؟ حاتم الطرابلسي حين يكون في أوج عطائه يساعدنا كثيرا فهو القيمة الثابتة وصاحب الاضافة النوعية في المردود العام اضافة الى دوره ككل داخل المجموعة. أما من يستحق المنتخب الوطني ولم توجه له الدعوة فأعتقد ان ذلك شأن المدرب الذي يعرف ماذا يفعل وليس من حق اي كان ان يتدخل في مسألة تخص المدرب وحده. * لنتكلم الآن عن البطولة الوطنية.. فكيف رأيت القمة التقليدية بين الترجي والنجم؟ أهم ما لاحظته ان هناك كثيرا من النقد والغضب من أحباء النجم الرياضي الساحلي الذين ساءهم التعادل وانتظروا الانتصار.. في السابق كنا نلعب ضد الترجي في المنزه ونقدم مردودا أفضل منه ولكنه يفوز علينا بكرة ثابتة.. والنتيجة الاخيرة التي حققها النجم تعتبر ايجابية لأنها كانت أمام المنافس المباشر وعلى ميدانه بمعنى ان ذلك يحافظ على الحظوظ خاصة وان النجم يستقبل الترجي في الاياب.. صحيح ان الانتصار على الترجي في المنزه كان في المتناول ولكن تلك هي الكرة والمقابلات الكبرى.. ومن ثمة فإن النجم الساحلي في هذه المرحلة يحتاج لتشجيع ومسادنة جمهوره الذي يجب ان يعرف بأن فريقه على السكة الصحيحة وطنيا وقاريا.. أتساءل عن سر الانتقادات والحال ان النجم يحتل صدارة الترتيب ومترشح الى نصف نهائي كأس رابطة الابطال الافريقية. * كيف رأيت مردود النجم خلال هذا الموسم وماذا تقول عن بصمات المدرب مراد محجوب؟ رغم أنني لم أشاهد جميع المباريات التي لعبها النجم الرياضي الساحلي خلال هذا الموسم الا أنني لدي الثقة الكبيرة في المدرب مراد محجوب من حيث مقدرته على اضافة عدة أشياء ايجابية للفريق مثلما فعل مع النادي الصفاقسي.. سي مراد أعرفه وقد سبق ان درّبني وهو من الكفاءات الكبيرة.. لكن يبقى المشكل في الضغط المعنوي من الجمهور المطالب مثلما سبق وأن ذكرت بالتحلي بالصبر وشد أزر الفريق.. واعتقادي أنه بشيء من الوقت ستعرف الامور كثيرا من التوازن وسيزداد عمل المدرب وضوحا. * رأيك في ما قدمه الى حد الآن المهاجم الايفواري كانديا تراوري من اضافة للنجم الساحلي؟ أظن أن «كانديا» نجح في تقديم الاضافة وسجل بعض الاهداف وهو أمر ايجابي للغاية يؤكد بأن المهاجم جاء ليضيف الكثير للنجم.. واذا لم يحالفه الحظ في بعض المباريات ولم يتمكن من التسجيل فالامر عادي للغاية ويحدث مع كل اللاعبين.. بالنسبة الى كانديا تراوري قلت منذ انضمامه للفريق بأنه سيكون من الصفقات الرابحة لأنه مهاجم ممتاز ويعرف جيدا البطولة التونسية. * هل تعتقد بأن بطولة هذا الموسم ستأتي مختلفة عن سابقاتها؟ الى حد الجولة الخامسة هناك تقارب كبير في رصيد النقاط بين الاربعة أندية «الكبيرة» وحين يكون هؤلاء قريبين من بعضهم البعض بالتأكيد سيكون هناك حماس وتشويق بما يعطي الانطباع على ان بطولة هذا الموسم ستكون فعلا مختلفة عن سابقاتها من حيث النكهة والروح.. ولا أتحدث هنا عن المستوى الفني.. لكن متعة البطولة حين يكون هناك تقارب في رصيد النقاط بين الرباعي الكبير. * ماذا عن وضعيتك مع فريقك التركي «قيزينتاب سبور»؟ وضعيتي مريحة للغاية.. ألعب جيدا وأنشط في ظروف ممتازة من جميع النواحي شأني شأن زميلي رياض البوعزيزي. أما على صعيد النتائج المسجلة مع «قيزينتاب سبور» فقد فزنا على فرق كبيرة وباتت الاندية الاخرى تحتاط كثيرا من فريقنا وكل شيء يسير معنا على أحسن ما يرام «والله ورضاية الوالدين». * المكانة الكبيرة التي تتمتع بها في البطولة التركية هل ألغت من ذهنك فكرة مغادرة «قيزينتاب سبور»؟ لا أنكر بأنني أتمتع بامتيازات كبيرة ومكانة جيدة لدى الجمهور والفنيين بقي ان مسألة خروجي مازالت مطروحة. * ... بمعنى؟ الاتصالات مع نادي سوشو الفرنسي مازالت متواصلة وامكانية التحاقي بهذا الفريق خلال الفترة القادمة لتنقلات اللاعبين في شهر ديسمبر قائمة من خلال ما أفادني به وكيل أعمالي. * هل مازلت متحمسا للإلتحاق بزميلك في المنتخب الوطني سيلفا دوس سانطوس؟ الاتراك متمسكون ببقائي ووضعوا من اجل ذلك عديد الامتيازات المادية.. لا أنكر بأنني مرتاح جدا مع فريقي الحالي ومسألة خروجي تبقى مطروحة ومن هنا الى غاية شهر ديسمبر ستتضح الامور اكثر. * الى جانب سوشو الفرنسي هل هناك عروض أخرى أمامك؟ العرض الجدي والرسمي من سوشو.. أما البقية فهي اتصالات غير رسمية. * ماذا أضاف الاحتراف لزياد الجزيري؟ يبقى الحكم والتقييم للجمهور والفنيين.. من ناحيتي أشعر بأنني أصبحت أقوى من ذي قبل وطموحي مستمر نحو الافضل والله ولي التوفيق. * لاعب انتظرته ليحترف في أوروبا ولكنه بقي في تونس؟ لدينا العديد من اللاعبين الممتازين.. لكن المشكل أنك تتوقع ان يدعم هذا اللاعب أو ذاك ما أنجزه لكنه في نهاية المطاف تجده يتأخر في عطائه ومستواه والامثلة على ذلك كثيرة من دون ان نذكر الاسماء. * ماذا تقصد؟ بمعية بعض أبناء جيلي استفدنا من اللعب الى جانب زبير بية وشكري الواعر وغيرهما.. أتساءل لماذا لا نأخذ من بعضنا البعض ونتعلم ونستفيد من مثل هذه المراحل. * لعبت في المنتخب الوطني وفي صفوفه محترفون يعدون على أصابع اليد الواحدة واليوم أنت في منتخب معظمه من المحترفين.. اي فرق واية اضافة للاحتراف في تقديرك. هنالك فرق مما لا شك في ذلك، وبصمة المحترفين واضحة وجلية وبإمكانك ان تلمس ذلك في عديد النواحي التي ساهمت بشكل او بآخر في اضافة الكثير على مستوى ذهنية اللاعب وغيرها من النقاط المتصلة بالمردود العام.. ثم ان نجاح اللاعبين المحترفين مع أنديتهم ساهم في مزيد اشعاع الكرة التونسية ناهيك ان بعض الاتراك حرصوا على التحول الى تونس لمتابعة القمة الاخيرة بين النجم والترجي خاصة وان رقم اللاعبين التونسيين في البطولة التركية ارفع وجميعهم يقدمون مردودا مشرفا.. في انقلترا راضي الجعايدي يتألق بامتياز مع «بلطن» وأصبح من خيرة اللاعبين الاجانب في واحدة من أهم البطولات.. عموما هي علامات ايجابية للغاية زادت في تلميع صورة الكرة التونسية وفتحت الباب للاقبال على اللاعب التونسي وفي كل ذلك المستفيد الاول هو المنتخب. * ماذا عن الورقة الحمراء التي رُفعت في وجهك مؤخرا في احدى مباريات البطولة التركية؟ لقد أخد اقصائي صدى كبيرا في وسائل الاعلام ولدى الجمهور التركي لأن الحكم بشهادة الجميع وبما قدمته «المافيولا» التركية ظلمني وتعسّف عليّّ... كنا نلعب أمام صاحب الطليعة الذي لم ينهزم في اية مباراة وكانت هناك رقابة مسلطة عليّ من أحد لاعبي الفريق المنافس وجاءت اللقطة التي أصابني فيها هذا اللاعب.. انتظرت مثلما انتظر الجميع ان يتم اقصاؤه.. لكن الحكم ما راعني الا وهو يرفع في وجهي الورقة الحمراء وهو قرار وصفه رئيس «قيزينتاب سبور» في تصريحه بعد المباراة بأنه جنون من الحكم الذي تعرض الى حملة صحفية بسبب قراره الظالم. * بماذا تختتم هذه الجلسة.. واية رسالة تود ان تتوجه بها الى الجمهور؟ أولا اسمح لي بتوجيه التحية الى قراء «الشروق» الاعزاء.. أما بالنسبة الى الجمهور العريض وفي ما يتعلق بمشوارنا مع المنتخب الوطني على درب تصفيات كأسي العالم وافريقيا 2006 أطلب من الجمهور ان لا يشك فينا فقط لأن حظوظنا في الترشح قائمة بنسبة مائة بالمائة ولا مجال في اعتقادي للانتقادات لأن كل شيء لم يُحسم بعد وتعادلنا الاخير في المالاوي يضعنا في موقع أفضل من المنتخبين الغيني والمغربي اللذين تعادلا بدورهما مع المنافس ذاته وبلغة الاهداف المدفوعة والمقبولة من حيث التعادل في المالاوي نحن أفضل من غينيا والمغرب أضف الى ذلك نتيجة التعادل التي حسمت لقاء المنتخبين في كوناكري. خلاصة القول لا يجب ان نتشاءم لأن حظوظنا وافرة للغاية.. ورسالتي الثانية أود أن أتوجه بها الى جمهور النجم الرياضي الساحلي الذي أدعوه الى تشجيع فريقه ومساندته خاصة وهو يسير على السكة الصحيحة ثم ان اللاعب يجب ان يشعر بأن الجمهور معه وليس ضده وليتأكد جمهور النجم الساحلي بأن «العام صابة» بحول الله ما دامت هناك عدة مؤشرات ايجابية على ذلك.