ابتسامة ساحرة وموهبة ربانية ومهارات خيالية، هي التي كان يملكها النجم البرازيلي السابق «رونالدينيو» والتي استقطب بها عشاق الساحرة المستديرة، ولكن مسيرة حياة هذا «العبقري» نموذج من «التدمير الذاتي» لمستقبل لاعب كرة القدم. فهذا النجم الذي يصعب تكراره في تاريخ الكرة اعتزل اللعب مبكرا وتركته الأضواء وهو في عز شبابه، وقد انزلق لمستنقع اللهو والكحول والحفلات حتى وصل به الأمر حد الغرق في الديون والعجز عن مغادرة البرازيل علاوة على سحب جواز سفره. نساء وكحول وحفلات في باريس سان جرمان في عام 2001 عندما انتقل إلى باريس سان جرمان قادما من غريميو البرازيلي وكان اللاعب آنذاك طائشا إلى حد أنه كان يفعل كل شيء، ليهرب من التدريبات والذهاب إلى الحفلات لمقابلة النساء واحتساء الكحول والرقص. ويروي الفرنسي جيروم ليروي زميله السابق في باريس سان جرمان في مقابلة صحفية عام 2016، أنه «لم يكن يتدرب طيلة أيام الأسبوع ويكتفي بالتمارين في اليوم الذي يسبق المباراة». وحتى عندما كان يدخل الفريق في تربص تحضيري للمباريات كان يهرب ليتسكع في شوارع باريس، وعن شخصية رونالدينيو، قال سليم بن عاشور زميله السابق في الفريق الباريسي إنه «قبل إحدى المباريات ذهبنا معا لتناول الطعام ثم صعدنا للغرفة ولعبنا بلاي ستيشن حتى الحادية عشرة مساء وخلدنا للنوم، وعلمت لاحقا أن رونالدينيو ترك المجموعة وأمضى الليلة في إحدى الحانات حتى الخامسة فجرا». الأمور لم تقف هنا لكنه عندما كان يعود من الخارج للعاصمة الفرنسية يذهب ليرقص مع النساء ويشرب ثم يعود أدراجه لمكان انعقاد المباراة. وهذه الحادثة كشفها البرازيلي باولو سيزار أيضا، إذ قال: «كنت أعاني من إصابة وطلب مني الطبيب العودة إلى باريس وكان رونالدينيو معي في الغرفة نفسها، وقال لي سأعود معك لباريس، فدخل الغرفة وقام بتشغيل المكيف على أعلى برودة ليصاب بزكام ويذهب للطبيب الذي أعطاه دواء وطلب منه العودة لباريس، ولدى وصولنا للعاصمة الفرنسية كانت سيارة مليئة بالنساء ليبدأ الحفل على طريقته الخاصة». برشلونة أطردته حفاظا على «ميسي» بعد عامين فقط انتقل رونالدينيو من باريس سان جرمان إلى برشلونة، وهنا أخذ الموضوع بعدا آخر. فقد انضمّ البرتغالي ديكو إلى رونالدينيو وكانا يأتيان للتدرب وهما في حالة سكر واضح مما دفع «البرصا» للاستغناء عنهما للحفاظ على الأرجنتيني ليونيل ميسي «جوهرة» برشلونة وقتها حتى لا يؤثر رونالدينيو فيه سلبا، لأن ميسي كان يحب البرازيلي ودائم الحديث عن فضله ومساعدته في التأقلم السريع مع الفريق الأول لبرشلونة. وبعد خمس سنوات مع برشلونة انتقل «العبقري» البرازيلي إلى ميلان، لكنه لم يقدم الكثير داخل الملعب وكانت هذه آخر محطاته الاحترافية خارج بلاده ليعود إلى البرازيل ويلعب مع أربعة فرق مختلفة خلال أربع سنوات، ليعلن بعدها اعتزاله عام 2015 وهو في سن 35 سنة. وكان حتما قادرا على المواصلة لولا مشاكله الكثيرة. رونالدينيو الذي فاز مرة واحدة بالكرة الذهبية عام 2005 أسقط مسيرته بالضربة القاضية بسبب تصرفاته الطائشة. هذا اللاعب الذي فاز بمونديال 2002 مع منتخب بلاده وبلقبين بالليغا الإسبانية ودوري الأبطال مع برشلونة وبطولة الدوري الإيطالي مع ميلان، وكأس ليبرتادوريس مع أتلتيكو مينيرو البرازيلي، كان يمكن أن يقدم مسيرة أفضل من ميسي وكريستيانو رونالدو لولا «الجانب المظلم من حياته». نهاية مأساوية احتفل الأسطورة البرازيلية رونالدينيو بعيد ميلاده ال40 منذ أسابيع، ولكن احتفاله هذا العام كان استثنائيا، في ظل تواجده خلف القضبان في الباراغواي. وقبع رونالدينيو مع شقيقه روبرتو أسيس منذ أوائل مارس الحالي، في أحد سجون الباراغواي، اثر القبض عليه في محاولة لدخول البلاد بجوازات سفر مزورة، بعدما قامت البرازيل بسحب جواز سفره، لرفضه دفع غرامة مالية قيمتها 2.5 مليون دولار، لقيامه ببناء مرسى للقوارب أمام منزله المبني في منطقة محمية طبيعية. رونالدينيو في أرقام الاسم الأصلي: رونالدو دي أسيس موريرا تاريخ الولادة: 21 مارس 1980 مع الأندية لعب: 529 مباراة سجل: 196 هدفا مع منتخب البرازيل لعب: 97 مباراة سجل: 33 هدفا بطولاته مع برشلونة الدوري الإسباني: 2004 - 2005 و2005 - 2006 كأس «السوبر» الإسباني في 2005 و2006 دوري أبطال أوروبا في موسم 2005 - 2006 بطولاته مع ميلان الدوري الإيطالي موسم 2010 - 2011 بطولاته مع فلامنغو كامبيوناتو كاريوكا عام 2011 بطولاته مع أتلتيكو مينيرو كوبا ليبرتادوريس عام 2013 بطولاته مع منتخب البرازيل كوباأمريكا 1999 كأس العالم 2002 كأس القارات 2005 إنجازات فردية الكرة الذهبية في كأس القارات عام 1999 الحذاء الذهبي في كأس القارات عام 1999 الكرة الذهبية عام 2005. أفضل لاعب في أوروبا موسم 2005 - 2006