التلفزات العربية الشهيرة بانتاج المسلسلات التاريخية لإغراق سوق متعطشة الى بطولات الماضي أصابتها فجأة السكتة أو قل نزلة خجل لأنها أحجمت عن مثل هذه المسلسلات. أما السبب فهو جلي وواضح وضوح هلال رمضان في الفوازير. تلك المسلسلات التي تكلف المنتج أطنانا من اللحي المصطنعة كانت تملأ شعورا في واقع المواطنالعربي.. واقع الهزيمة على كل الجبهات.. تلك المسلسلات التي كانت تستحضر الذين ماتوا وشبعوا موتا منذ قرون ليدافعوا عن عرض وأرض الأحياء الخاسرين لم تعد تجد مكانا بين أحياء متلفين بالأكفان.. تلك المسلسلات التي كانت كلها بركة على حوانيت الحدادة لصناعة السيوف بارت سلعتها في زمن الحروب بالرّوموت كنترول... حتى التخدير الموضعي مساحة مسلسل صبياني التأليف والاخراج صار أمرا ممجوجا... قعقعة السيوف تتحول الى ضجيج تآمري على استقرار البلدان... حيث السكوت والسكون والنوم العميق... لماذا نصبّ الملح في الجرح.. لماذا نقلّب الاوجاع وها هنا في فلسطين يقتل الناس في الليل والنهار وما بينهما... صار الموت مرادفا لحب الوطن... لحب الحياة... صار الموت لباسا تقليديا فلسطينيا... بها تبدأ الأخبار وبها تنتهي... وهناك في العراق... شقيقه النكبة الكبرى للعرب ولمنتجي المسلسلات.. فكيف يكون هناك مسلسل عن مجد تاريخ العرب ولا تكون بغداد في قلب المسلسل... وبغداد اليوم قيد السلاسل... رمضان بلا مسلسلات تاريخية... لحظة صدق عظيمة تعني بالأساس الاكتفاء بروزانا في روطانا في رمضانة... انه بيع الماضي بالحاضر...