محمد بن محمد بن عرفة بن حماد الورغمي، المولود بمدينة تونس كما قال تلميذه أبو حامد بن ظهيرة في معجمه ونقله عنه السيوطي في بغية الوعاة، ولم يولد بقبيلة ورغمّة كما ظنه بعضهم، الإمام العلامة شيخ الاسلام بالمغرب، كان مقرئا فقيها منطقيا فرضيا نحويا، اشتغل في مبدأ أمره بالقراءات والنحو والاصلين والمنطق وغير ذلك، وأقبل في آخر عهده على التوسع في درسة الفقه حتى صار فيه إماما مبرزا له في أنظار جيدة، نعته المجاري الاندلسي في برنامجه بقوله: الشيخ الفقيه المفتي المحدث الراوية إمام أهل زمانه في فتح إقفال المشكلات، وكف نقاب شبه المعضلات». -علمه أخذ عن والده كما قاله ابن الجزري نقلا عن التحفة لعبد الله بن غالب. وقرأ القرآن على الشيخ الصالح الفقيه محمد بن محمد بن حسن بن سلامة الانصاري، وعرض عليه الشاطبيتين في القراءات وفي الرسم، والجزولية في النحو، وسمع عليه جملة من الموطّأ تفقها. وقرأ عليه كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، والكافي لابن شريح، ومفردتي يعقوب للداني وابن شريح، ومفردته في الجمع بينهما من تأليفه. وقرأ عليه جملة من التفريع لابن الجلاب، وجملة من كتاب الارشاد لإمام الحرمين، وجملة من المعالم الدينية لفخر الدين الرازي، وأجازه جميع ذلك وجميع مروياته. وأخذ القراءات السبع عن محمد بن سعيد بن برّال الانصاري. وعرض عليه الشاطبية، وقرأ عليه التيسير ومفرده يعقوب لأبي عمرو الداني، وعقيلة أرباب المقاصد في الرسم للشاطبي، وأجازه جميع ذلك وجميع ما يحمله ويرويه. -مؤلفاته من أبرز مؤلفات الإمام ابن عرفة تفسير القرآن الذي اعتمد فيه على ابن عطية والزمخشري. الى جانب مؤلفات في الحديث النبوي الشريف والفرائض والفقه والتوحيد. كما ألف ابن عرفة كتابا في المذهب والمسائل المرتبطة بالاختلافات المذهبية والعقائدية ولم يتول أمامنا من المناصب سوى الخطابة والامامة بجامع الزيتونة، وذلك بداية من عام 772 ه/1370م وبعد وفاة الشيخ البسيلي عام 756 ه / 1355م تقدم عوضه لإمامة الخمس، وولي خطيبا عام 772. وفي هذا العام تولى الفتوى بجامع الزيتونة المعمور. توفي الإمام ابن عرفة في 24 من جمادى الاولى وقيل في 27 رجب/6 أكتوبر 1401م. ودفن بالزلاج تحت مقبرة أبي الحسن المنتصر على مقربة من مقام أبي الحسن الشاذلي المعروف بالمغارة السفلية.