في كل عودة جامعية يكتسي الحديث عن المبيتات الخاصة وغلاء أسعارها وتدني خدماتها، وبسبب كل الاتهامات الموجهة الى هذه المبيتات والى دواوين الخدمات الجامعية وللغرض اتصلت «الشروق» بالسيد سعيد بحيرة مدير عام ديوان الخدمات الجامعية للشمال قصد معرفة مدى تدخل الديوان في مسألة الاسعار الملتهبة والمراقبة. فأوضح أولا ان أصناف المبيتات الجامعية ثلاثة مقننة، والصنف الاول منها يتمثل في المبيتات التي تحصل أصحابها على منحة الاستثمار تبلغ من قيمة المشروع في أقصى الحالات مع اعفاءات على العقار والمداخيل ولها أسعار محددة للأسرة في كراسي الشروط القديمة او الجديدة الصادرة في نوفمبر ، ويبلغ سعر الغرفة ذات السرير الواحد 55 دينارا وذات السريرين 45 دينارا والثلاثة أسرة 40 دينارا. وأضاف المتحدث ان «ليس هناك مجال للتأويل ولا لإبدال الاسعار». أما الصنف الثاني فتمثله المبيتات الخاصة الخاضعة لكراس الشروط ولم يتمتع أصحابها بمنحة الاستثمار او ربما لم يطالبوا بها أصلا تبقى تسعيرتها حرة وتخضع الى قانون العرض والطلب ولا يمكن التدخل مبدئيا لتحديد التسعيرة طبقا لكراس الشروط و»لكن الملفت للانتباه» أضاف مصدرنا «أن عددا كبيرا من الطلبة يقبلون عليها ويقبلون شروطها في حين ان الصنف الثالث لا يزال في مرحلته الجنينية ويتمثل في المبيتات التي تحصل أصحابها على منح بالدينار الرمزي وتخضع الى كراس الشروط المتعلق بالسكن الخاص ولها أسعار محددة. فغرفة بسرير واحد ب45 دينارا وبسريرين 38 دينارا وثلاثة أسرة ب35 دينارا «ويفترض ان يكون الرأي العام قد تعرّف على هذه الاصناف في وسائل الاعلام ومؤسسات اعلام الشباب وموقع الواب الخاص بالديوان، ثم لابد من الاشارة الى ان 17 مبيتا خاصا في الشمال يعرض أسعارا تقل عن 50 دينارا وتفوق 37 دينارا للذكور والاناث وتصل طاقة استيعابها الى 400 سرير، وتعرض أغلب المبيتات تسعيرة تتراوح بين 55 و95 دينارا وتعد 44 مبيتا ولا ننكر ان هناك مبيتات تصل أسعارها الى 150 دينارا للغرفة ذات السرير الواحد». وتجدر الملاحظة ان نسبة استغلال المبيتات الخاصة تراوح بين 50 و70 في السنة الجامعية المنقضية 2004/2003 . أما بخصوص مسألة المراقبة فأفاد السيد سعيد بحيرة ان هذه «المبيتات تخضع للمراقبة الادارية والصحية والفنية من طرف الدواوين وقد قمنا السنة الماضية ب134 زيارة تفقد لمختلف هذه المبيتات». ويقع اثر الزيارات توجيه تنبيه كتابي في صورة المخالفة وتصل العقوبات الى الغلق. وكان للمطاعم الجامعية ايضا نصيب من الحديث اذ أفاد محدثنا ان بعض المطاعم الجامعية بدأت في استقبال الطلبة منذ 13 سبتمبر في مختلف بلدان الشمال كبنزرت وبلاريجيا وسليانة ونابل وزغوان وجندوبة ورادس وسيفتح مطعما منوبة وعلي الدوعاجي أبوابهما يوم 22 سبتمبر في انتظار يوم 27 من الشهر الحالي لتفتح بقية المطاعم، نظرا لأن هذه العملية مرتبطة بالأساس بحضور الطلبة وانطلاق الدروس. وسألت «الشروق» المدير العام للديوان عن سر الاكتظاظ الموجود في مدخل ديوان الخدمات الجامعية للشمال وتصرفات بعض الاعوان فأجابنا ان الاكتظاظ «يرجع الى طبيعة المحلات، فمقر الديوان عبارة عن عمارة وعندما لا يقع ازدحام فإننا نتساءل أحيانا عن السبب الا اننا نحاول دائما التحسين في نوعية الاستقبال وصيانة بهو الديوان وتحسين النوافذ وقمنا بتركيز عدّاد حتى يتسنى للقادمين عدم الانتظار ودعمنا أعوان الاستقبال بعونين على الاقل، ونطلب من الطلبة تفهم الادارة التي تتعامل معهم بصدر رحب».