عبّر تقرير سرّي إسرائيلي عن مخاوف وزارة الخارجية الإسرائيلية من احتمال تشبيه الكيان الإسرائيلي بنظام الميز العنصري السابق في جنوب إفريقيا والاكتشاف وإن جاء متأخرا جدّا من قبل الإسرائيليين إلا أن الأمر حقيقة فعلية كان ينبغي أن يتوصّل إليها المجتمع الدولي قبل ذلك بكثير ولكن استقالة أفراده وخاصة إزاء ما يحدث في فلسطين جعل هذه الحقيقة تكبر وتكبر حدّ الانفجار في وجه الإسرائيليين أنفسهم كما يحدث الآن من خلال المخاوف التي ضمنوها في تقاريرهم السرية. ولكن ماذا بعد هذا الاعتراف؟ إسرائيل لم تصبح دولة عنصرية فقط لأنها تبني جدارا فاصلا سيعزل الفلسطينيين ويحوّل قراهم ومدنهم إلى معازل كما كان نظام الفصل العنصري السابق يفعل في جنوب إفريقيا... إسرائيل كيان عنصري منذ بدأت العصابات الإسرائيلية المتسلّلة بدعم بريطاني إلى فلسطين تمارس الإبادة ضد الفلسطينيين. إسرائيل كيان عنصري منذ أن أعلنت «دولة لليهود» وعايش فيها الفلسطينيون شتى أنواع الميز العنصري، فيما دُفع الالاف منهم نحو الحدود دون عودة. إسرائيل كيان عنصري استئصالي لم يخف قياداته منذ اليوم الأول الذي وجدوا فيه مواطىء قدم لهم في فلسطين إن بقاءهم يمرّ عبر استئصال الفلسطينيين وإنهاء وجودهم وهو الأمر الذي يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي الذي عايش كل الممارسات العنصرية الإسرائيلية منذ قيام هذا الكيان وصولا إلى جدار الفصل العنصري الذي أصبح العنوان الفاضح لعنصرية إسرائيل وما كانت قيادات إسرائيل لتصل إلى مرحلة بناء المعازل للفلسطينيين لو تحرّك المجتمع الدولي وألزمها بتنفيذ عشرات القرارات التي اتخذت كما أنه ما كانت هذه القيادات لتصل إلى مثل هذه المرحلة من الممارسات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني لو تحلى أعضاء المجتمع الدولي بقدر ضئيل من المسؤولية في التعامل مع الخروقات الإسرائيلية المستمرة وهي خروقات تجاوزت حقوق الشعب الفلسطيني إلي حقوق المجتمع الدولي لدى هذا الكيان... اليوم وقد اعترف الإسرائيليون أنفسهم بأن ممارساتهم تدفع بهم إلى العزلة التي عاشها نظام الفصل العنصري فإنه على المجتمع الدولي أن يتحرك بأكثر فاعلية لوضع حد إلى ما تمثّله إسرائيل من استثناء في العلاقات الدولية وللظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم. موقف المجتمع الدولي السلبي إزاء الممارسات الإسرائيلية هو الذي شجّع إسرائيل على مواصلة ممارساتها العنصرية وحتى وصول الإسرائيليين إلى حقيقة الشبه بينهم وبين نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا فلن يغيّر من ممارساتهم في شيء لأن هذا الكيان محكوم باستمرار نهجه العنصري ولذلك لا بد للمجتمع الدولي من التحرّك لتغيير الوضع الشاذ الذي نشأ في ضوء عنصرية القيادات الإسرائيلية فمن غير المنتظر أن يغيّر الإسرائيليون ذلك من أنفسهم.