قتل أمس أمريكيين على الأقل في عملية فدائية مزدوجة داخل المنطقة الخضراءالحصينة في بغداد عشية بدء شهر رمضان، في تصعيد نوعي من جانب المقاومة العراقية التي أوقعت قتلى وجرحى أمريكيين آخرين في هجمات متعددة، بينما لقي حوالي 20 عنصرا من القوات التابعة لحكومة علاوي مصرعهم في عمليات موازية. وفي مقابل التصعيد من جانب المقاومة استهدف الطيران الأمريكي مجددا الفلوجة مخلفا عديد الشهداء والجرحى. وفي تطور غير مسبوق نفذت المقاومة العراقية أمس عملية فدائية مزدوجة داخل المجمع الرئاسي السابق في ما يسمى المنطقة الخضراء التي تضمّ مقرات سلطة الاحتلال العسكرية والمدنية وتضم أيضا سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومقر الحكومة العراقية المعينة من الأمريكيين. ضربة كبيرة مزدوجة وفجر استشهاديان عراقيان نفسيهما داخل مقهى وسوق تجاري يؤمهما عدد كبير من المدنيين والعسكريين الأمريكيين المقيمين داخل المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا بشكل كبير.. واعترف الجيش الأمريكي بمقتل أشخاص بينهم 4 مدنيين أمريكيين من وزارة الدفاع في حين أصيب عشرات آخرون بينهم عديد الأمريكيين بجروح متفاوتة الخطورة. وتردد في البداية أن الانفجارات التي حدثت داخل المنطقة الخضراء ناجمة عن قصف صاروخي لكن المصادر الأمريكية أكدت لاحقا أنها نتجت عن تفجيرين أحدهما على الأقل هجوم استشهادي. وقال نادل عراقي في المقهى المستهدف إنه شاهد رجلين يحملان حقيبتي ظهر مضيفا أنهما احتسيا الشاي ثم توجه أحدهما الى السوق التجاري بينما ظلّ الثاني في المقهى إلى أن حصل الانفجاران. وفي بيان بثه أحد المواقع على شبكة الانترنات أكدت جماعة التوحيد والجهاد أن إثنين من مقاتليها تمكنا من الدخول الى مجمع السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء حيث فجرا نفسيهما. ومن موقعي العمليتين ارتفعت سحابة من الدخان فيما أسرعت سيارات الاسعاف الى المنطقة التي وقع فيها الهجوم المزدوج لإجلاء القتلى والمصابين. وفور وقوع العملية الفدائية المزدوجة أغلقت القوات الأمريكية بالكامل المنطقة الخضراء ومنعت الدخول إليها أو الخروج منها. وقبل أن ينجح المقاومان العراقيان أمس في الوصول الى داخل المنطقة العراقية، كانت القوات العراقية قد عثرت مؤخرا على قنبلة في مقهى ربما يكون نفسه الذي شهد أمس احدى العمليتين. وقبل مدة وجيزة أيضا كان مسؤول عسكري أمريكي قد حذر من عملية ضخمة للمقاومة ضد هدف مهم لقوات الاحتلال مثل المنطقة الخضراء بمناسبة حلول شهر رمضان الذي يبدأ اليوم بالنسبة الى الطائفة السنية في العراق. وحسب بيان جماعة «التوحيد والجهاد» فإن عملية أمس المزدوجة هي أنجح عملية ينفذها مقاتلو الجماعة ضد القوات الأمريكية. ويعني تنفيذ العملية المزدوجة في قلب المنطقة الخضراء أن المقاومة العراقية قد حققت اختراقا كبيرا في مواجهتها مع قوات الاحتلال. وفي القسم الشرقي من بغداد لقي أمس جندي أمريكي مصرعه في حين جرح آخران حين فجّر مقاومون عبوة ناسفة في دورية لقوات الاحتلال مما أسفر كذلك عن تدمير احدى الاليات. وفي وقت لاحق قتل عسكري أمريكي آخر وسط بغداد بنيران المقاومين. وفي مدينة «القائم» الواقعة عند الحدود العراقية السورية كان 15 عنصرا من «الحرس الوطني» العراقي قد لقوا مصرعهم الليلة قبل الماضية في هجوم شنه مسلحون على مركز هم واستولوا اثر ذلك على أسلحتهم وفق البرقية التي تسلمتها شرطة الرمادي. وأكد نقيب من شرطة القائم (400 كيلومتر غربي بغداد) هذا الهجوم.. وأصيب 6 أفراد آخرين من الحرس الوطني إثر انفجار عبوة ناسفة على الطريق المؤدية الى الموصل في حين قتل ضابطان من الجيش العراقي الجديد في هجوم بالأسلحة الرشاشة على سيارتهما قرب بعقوبة. وفي منطقة البغدادي قرب الرمادي نجا قائد الحرس الوطني في قضاء «هيت» (الذي شهد قبل أيام مواجهات عنيفة بين المقاومة والأمريكان) من محاولة اغتيال. أما في الرطبة التي لا تبعد كثيرا عن مدينة «القائم» فقد هاجم مسلحون فجر أمس مركزا للحرس الوطني واستولوا على الأسلحة الموجودة بداخله. وفي بغداد اغتيل قاضي تحقيق وصحفية تعمل في محطة تلفزيون كردية برصاص مسلحين. قتل يومي في الفلوجة وفي مقابل التصعيد الكبير من جانب المقاومة التي ضربت بقوة داخل المنطقة الخضراء واستهدفت الأمريكيين قبل هذا بعمليات استشهادية في مدن عدة، جدّد الطيران الأمريكي قصف الفلوجة غداة الانذار الذي وجهه إياد علاوي لسكانها حين طالبهم بتسليم الزرقاوي ورجاله وإلا واجهوا الاجتياح. واستشهد أمس 5 عراقيين على الأقل وأصيب 16 آخرون في غارتين جويتين على منزلين في حي «جبيل» جنوب غربي المدينة وفي حي الجولان. وقالت مصادر عراقية أن القصف دمر المنزلين بالكامل. وزعم جيش الاحتلال الأمريكي أنه استهدف مخبأ أسلحة في حي «جبيل» ومقرا يجتمع فيه أنصار الزرقاوي في حي الجولان. وشن الطيران الامريكي الليلة الماضية مزيدا من الغارات على عدة أحياء في المدينة حيث دوت أصوات انفجارات عنيفة رافقتها تلاوة القرآن من مآذن المساجد.