تكبدت امس قوات الاحتلال البريطانية والامريكية مزيدا من القتلى والجرحى في اطار هجمات جديدة للمقاومة العراقية التي أسرت احد جنود «المارينز»... ومع تلقيهم ضربات موجعة بشكل منتظم فجر امس الامريكيون «قنبلة» اعتقال ابي مصعب الزرقاوي لكنهم تراجعوا لاحقا وكذبوا الشائعات التي سرت حول عملية الاعتقال الوهمية. ولم تهدأ وتيرة عمليات المقاومة العراقية على الرغم من نقل جانب من صلاحيات سلطة الاحتلال الى الحكومة المؤقتة في بغداد، اذ ا وقعت تلك العمليات قتلى وجرحى جدد في صفوف الامريكيين كما البريطانيين. قتلى امريكان وانقليز واعترف امس الجيش الامريكي بمصرع أحد جنود المارينز يوم السبت الماضي في هجوم للمقاومة بمحافظة الانبار. وتمكن رجال المقاومة قبل هذا التاريخ بخمسة ايام تقريبا من اسر احد جنود المارينز بعد استدراجه الى كمين محكم. وبثت اول امس قناة «الجزيرة» شريط فيديو ظهر فيه الجندي الامريكي (من أصل باكستاني) ويدعى يوسف حسنون الذي اسرته المقاومة قرب مدينة الفلوجة. وهددت الجماعة التي أسرت الجندي الامريكي والتي تطلق على نفسها «الردّ الاسلامي» بقتله اذا لم تطلق قوات الاحتلال الاسرى العراقيين في معتقلاتها. وأكّد جيش الاحتلال الامريكي اول امس اختفاء الجندي كما اكدت عائلته انه وقع في الاسر ودعت الى الافراج عنه. وكان جندي امريكي قد لقي مصرعه اول امس اثر قصف قاعدة امريكية في بغداد بواسطة القذائف الصاروخية. وقد يكون العسكري الامريكي قتل داخل ما يعرف بالمنطقة الخضراء التي تضم المقر العام لسلطة الاحتلال والتي تعرضت اول امس للقصف بمدفعية الهاون. وقتل اول امس ايضا عسكري امريكي اخر كان على متن طائرة عسكرية استرالية اصيبت بنيران المقاومة بعد لحظات من اقلاعها من مطار بغداد الدولي. وفي بغداد كذلك تعرض امس مقر وزارة الثقافة لاطلاق نار لم يسفر عن اصابات ولقي أمس جندي بريطاني مصرعه في حين اصيب اخران بجروح متفاوتة الخطورة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية لقوات الاحتلال في البصرة. وقتل امس عراقيان وجرح ثالث اثر انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية امريكية شمال غربي مدينة بعقوبة. وكان القتيلان وهما مزارعان على متن سيارة مدنية كانت تمر بالصدفة من المنطقة. وفي منطقة بعقوبة كان 6 من عناصر الحرس الوطني العراقي (الدفاع المدني سابقا) قد لقوا مصرعهم اول امس في هجوم استهدف نقطة تفتيش امنية. وفي محيط كركوك فجر امس رجل نفسه عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة العراقية مما ادى الى مصرعه على الفور وحدوث اصابات بين بعض المدنيين والحاق اضرار بسيارات متوقفة. قنبلة من دخان و»فجّر» امس الجيش الامريكي «قنبلة» اعلامية حين روّج لاعتقال ابي مصعب الزرقاوي الذي تقول واشنطن انه يقود معظم المقاتلين الاجانب (المفترضين) في العراق... وسرت شائعات قوية حول عملية الاعتقال المفترضة ثم تطورت هذه الشائعات الى ما يشبه الخبر اليقين حين نقلت وسائل الاعلام عن مصادر في الجيش الامريكي ان الزرقاوي اعتقل في مدينة الحلة جنوب يبغداد. لكن الجيش الامريكي الذي روّج لهذه الشائعات بالتزامن مع عملية «نقل السلطة» لحكومة اياد علاوي ونفى لاحقا على لسان مارك كميت نائب مدير العمليات في قوات الاحتلال صحة الخبر. وحسب كميت فإن القصف الذي استهدف الجمعة الماضي موقعا في الفلوجة ربما «اوشك» على قتل الزرقاوي زاعما ان قافلة من السيارات شوهدت وهي تبتعد عن المبنى المستهدف بعد اصابته. غير ان المتحدث الامريكي لم يوضح لم لم تقصف الطائرات الامريكية قافلة السيارات المزعومة التي ربما كان الزرقاوي فيها. وكان اهالي الفلوجة قد رفضوا بقوة المزاعم الامريكية بشأن وجود الزرقاوي في مدينتهم.