غزة القدسالمحتلة (وكالات) : استشهد فلسطينيين جدد في أول أيام شهر رمضان المعظم الذي استقبله الفلسطينيون بمجابهة المزيد من الاعتداءات الصهيونية في وقت تروج فيه تل أبيب لتخفيف وتيرة العدوان في شمال قطاع غزة. وفي أول جمعة في شهر رمضان ايضا منعت سلطات الاحتلال فلسطينيي الاراضي المحتلة عام من الصلاة في المسجد الاقصى في ظل حالة الاستنفار الكبيرة التي حولت القدسالمحتلة الى منطقة عسكرية مغلقة. وبحلول أول أيام شهر رمضان تواصل العدوان الصهيوني في قطاع غزة بوتيرة عالية موقعا شهداء على الاقل وهو ما يرفع حصيلة الاجتياحات التي بدأت قبل أكثر من أسبوعين الى نحو شهيدا ومئات الجرحى... شهداء في رمضان وسقط الشهداء الاربعة فجر أمس ومساء امس في غارة جوية اسرائيلية واعتداءات أخرى على مخيم جباليا الذي دفع العدد الاكبر من الشهداء والجرحى. وأطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية بلا طيار صاروخا على المقاومين في منطقة الفالوجة (وليس الفلوجة) بجباليا مما أدلى الى استشهاد المقاومين الثلاثة وهم رائد أبو سيف وأمين مسعود من كتائب شهداء الاقصى ووائل نصّار من كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس». وجاءت الغارة بعد قصف جوي مماثل أسفر عن استشهاد مقاوم آخر من كتائب القسام في مخيم جباليا أيضا. وفي المخيم ذاته أصيب فلسطينيين بينهم سيدة حامل برصاص جنود الاحتلال. وفي وقت لاحق استشهدت السيدة الفلسطينية فاطمة الحسيني ( عاما) برصاص جنود الاحتلال في جباليا. واستمر تساقط الشهداء بهذه الوتيرة العالية في وقت تروج فيه حكومة شارون لتخفيف العدوان على مناطق شمال قطاع غزة بدعوى انها تأخذ في الاعتبار حلول شهر رمضان. لكن عملية اعادة الانتشار التي أمر شارون بتنفيذها في جباليا وبيت لاهيا اثر اجتماعه بوزير الحرب شاؤول موفاز تأتي في الواقع بسبب ضغوط قادة جيش الاحتلال الاسرائيلي الذين زادت مخاوفهم من احتمال تعرض قواتهم في شمال قطاع غزة لعمليات فدائية توقع عددا كبيرا من القتلى. وذكرت امس الاذاعة العبرية ان شارون وافق على اعادة نشر القوات الصهيونية في شمال قطاع غزة في حين قال نائب وزير الحرب «زئيف بوئيم» ان عدوان «أيام الندم» لم ينته وانما سيتم خفض نسقه زاعما ان هذا العدوان حقق الاهداف المرجوة منه خصوصا في ما يتعلق بخطر الصواريخ الفلسطينية التي قال ان معدل اطلاقها انخفض الى حد كبير. ونفى المسؤول الصهيوني ان يكون خفض مستوى العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة قد تم بسبب ضغوط أمريكية مدعيا ان تل أبيب قررت منذ البدء ان تأخذ في الاعتبار حلول شهر رمضان المعظم. حصار وعراقيل وفي أول أيام هذا الشهر الكريم الذي صادف أول جمعة فيه نشرت تل أبيب الآلاف من أفراد الجيش والشرطة في القدسالمحتلة التي تحولت الى منطقة عسكرية مغلقة بمناسبة صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشرقي. وكما هوالحال منذ اندلاع انتفاضة الاقصى منعت سلطات الاحتلال الفلسطينيين القادمين من الاراضي المحتلة عام من الوصول الى المدينة المقدسة باستثناء الرجال الذين تفوق أعمارهم الستين وفرضت اجرءات أمن مشددة حول الحرم القدسي الشريف. وتمكن حوال ألف فلسطيني من سكان القدسالشرقية والاراضي المحتلة عام من الوصول الى المسجد الاقصى لكن القادمين من الضفة الغربية لم يجدوا أي منفذ للدخول الى المدينة المقدسة التي أقامت القوات الصهيونية عددا كبيرا من حواجز التفتيش عند مداخلها وبينما ضرب المئات من أفراد الجيش والشرطة طوقا حول المسجد الاقصى. واشتبك امس فلسطينيون من بيت لحم مع جنود الاحتلال الذين منعوهم من العبور الى القدسالمحتلة القريبة. وقبل اندلاع انتفاضة الاقصى كان عدد المصلين الفلسطينيين في المجسد الأقصى يتراوح بين ربع ونصف مليون أيام الجمعة خلال شهر رمضان لكن العدد تقلص تدريجيا في ظل الاجراءات القمعية الصهيونية.