لوحت أمس كتائب شهداء الأقصى بضرب الصهاينة في قلب تل أبيب ردا على اغتيال من مناضليها في غارة جوية على سيارتهم في جنين.. وجاءت الغارة الجديدة في سياق الاستهداف الشامل للمقاومة الفلسطينية وفي وقت يواجه فيه شارون تمردا من جانب المستوطنين وحلفائهم المناهضين للانسحاب من قطاع غزة. واستشهد الناشطون الثلاثة في كتائب شهداء الأقصى حين أطلقت مروحية صهيونية من نوع أباتشي صاروخا على السيارة التي كانوا يستقلونها. رد في قلب تل أبيب والشهداء الثلاثة هم محمود خليفة الذراع اليمنى لزكرياء الزبيدي قائد كتائب الأقصى في جنين وأمجد حسني ويامن أبو الحسن وتتراوح أعمارهم بين 25 و28 عاما. وقال شهود ان المروحية قصفت السيارة بينما كانت تسير وسط جنين غير بعيد عن مبنى البلدية. وكان محمود خليفة وأمجد حسني قد نجيا في نهاية الشهر الماضي من قصف صاروخي اسرائيلي أسفر عن تدمير منزل بأحد أحياء جنين السكنية. ومباشرة بعد غارة أمس التي استشهد فيها مساعده محمود خليفة لوّح زكرياء الزبيدي قائد كتائب الأقصى في جنين بالرد بسرعة على هذه الجريمة. وتعهد الزبيدي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية بالرد على هذه الجريمة في قلب تل أبيب في أقل من 24 ساعة. وفي شمال الضفة الغربية أيضا فرضت أمس القوات الصهيونية طوقا شاملا على مدينة طولكرم واحتجزت عدة آلاف من الفلسطينيين على مدى ساعات طويلة. وفي الوقت نفسه أسفرت الحملات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية الليلة قبل الماضية عن اعتقال عدد من المناضلين الفلسطينيين في الخليل وبيت لحم ورام الله... وفي قطاع غزة استشهد الشابان رواد ابراهيم السويركي (24 عاما) وداود أبو جزر (18 عاما) متأثرين باصاباتهما البليغة الناجمة عن اعتداءات اسرائيلية سابقة والقت أول أمس مروحيات اسرائيلية مناشير فوق مخيم جباليا وبيت حانون شمالي قطاع غزة تتضمن تهديدا بهدم منازل الاهالي وتخريب اراضيهم ومزروعاتهم اذا حاولوا مساعدة المقاومين الذين يطلقون الصواريخ على المستوطنات الصهيونية داخل القطاع وفي جنوبفلسطينالمحتلة. وأصيب أول أمس جنديان اسرائيليان حين سقط صاروخ من نوع «القسام» على مستوطنة في جنوب قطاع غزة. شارون والمستوطنون : الانقلاب؟ وتواصل التصعيد الصهيوني ضد المقاومة وضد المدنيين الفلسطينيين بينما يواجه رئيس حكومة تل أبيب أزمة داخلية في ظل المعارضة المتزايدة لخطة الانسحاب من قطاع غزة. وكان عشرات الآلاف من المستوطنين وبينهم أعضاء في حزب الليكود قد تظاهروا مساء أول أمس في القدسالمحتلة مرددين دعوات لاستقالة شارون الذي أوصله هؤلاء الى الحكم قبل أكثر من ثلاث سنوات. ونظمت المظاهرة الحاشدة في القدسالمحتلة على وقع تحذير غير مسبوق من اندلاع حرب أهلية في الكيان الصهيوني بسبب خطة الانسحاب من قطاع غزة. وحذر أمس رئيس مجلس مستوطنات الضفة وغزة مجددا من احتمالات المواجهة في وقت أعلن فيه شارون تصميمه على تنفيذ الخطة رافضا دعوة من وزير المالية بنيامين نتانياهو لتنظيم استفتاء حول الانسحاب المفترض من القطاع ومن المقرر أن يصوت اليوم اعضاء الطاقم الأمني الإسرائيلي على مشروع قانون حول تعويض 8 آلاف مستوطن مشمولين بالانسحاب المقرر من القطاع على أن يقع عرض المشروع لاحقا على الكنيست لاقراره. وقال أمس مسؤول كبير في حكومة شارون أن الأخير مصمم على تنفيذ خطته وفق الجدول الزمني المقرر. ويعتزم شارون اخلاء 21 مستوطنة في قطاع غزة و4 مستوطنات معزلة في الضفة الغربية بحلول سبتمبر 2005 . وبسبب تصميم شارون على تنفيذ خطته تعتزم بعض الأحزاب اليمينية الانسحاب من الائتلاف الحاكم.