كتب السياسي و الوزير السابق صادق شعبان عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الفاسبوك، تدوينة، دعا خلالها، الى تجنب الحقد لانه لا يني. وفيما يلي نص التدزينة: ليس النظام الحالي افضل من القديم ، لكن ... ليس النظام الحالي على ما يرام . و لا هو افضل من النظام القديم . لكن هذا لا يعني أني احب العودة إلى النظام القديم . انا من النظام القديم و أعتز به . لكن تونس اليوم تحتاج إلى شيء آخر . من يعتبر أن النظام القديم فاسد فهو خاطئ . كان هناك فاسدون لا أحد ينكر ذلك . لكن الفساد لم ينته بعدما انتهى النظام القديم ، و مؤشرات تظهر انه ازداد و توسٌع . من يعتبر أن النظام القديم دكتاتوري فهو خاطئ . من يقول هذا لم ير حقيقة الدكتاتوريات في التاريخ الحديث . صحيح ان النظام القديم لم يكن ديمقراطيا ، لكن لا تنسوا أن الديمقراطية ليست شكلا واحدا و لا نمطا جامدا صالحا لكل زمن و لكل مكان . كل المجتمعات تحتاج إلى نظام سياسي يخدم المرحلة دون المساس بالمبادئ الدنيا للعدل . كانت تونس زمن بورقيبة تحتاج إلى النظام قبل الحريات . كانت تحتاج زمن بن علي الى المزيد من الحريات . لكن لا يمكن لاي نظام ان يعيش دون نظام كما هو الحال الآن . اشكال التنظيم السياسي تطورت في تونس . و تصور التنظيم الافضل عمل دقيق لا يحذقه سوى المختصون . عندما لا تضع على الحريات ما يلزم من قيود ، و عندما لا تركز الدولة على قوة القانون و على مساواة الجميع ، تنقلب الحريات الى فوضى و تعجز الدولة امام سلطان اللوبيات و المافيات . من يعتبر أن النظام الحالي افضل من السابق فهو خاطئ . اليوم غابت الدولة ، و اذا غابت الدولة يا للدمار . غاب الاستقرار . تزعزعت الثقة . نعيش بالديون ، و ديون لتسديد ديون . الحل في استرجاع الدولة . و استرجاع الدولة لا يكون بالبيان رقم 1 . استرجاع الدولة يكون بافتكاك اغلبية كبرى و دحض ما لا نؤمن به من أفكار و توجهات . الحل اليوم في اتحاد واسع من اجل اغلبية كبرى ، نعيد بها تونس الى الطريق الصحيح . . تونس التجارب يجب أن تنتهي تونس التسيٌب يجب أن تنتهي تونس الاختراقات يجب أن تنتهي تونس الأجانب يجب أن تنتهي لا أقبل اليوم بنظام يقصي . فالاقصاء غير مقبول من حيث المبدا ، و غير ممكن من حيث الواقع . تونس لنا جميعا . كفي حقدا فالحقد لا يبني . كفى دمغجة فالدمغجة تضليلا . كفى عنتريات اليوم ، كعنتريات من اراد زمن بورقيبة إلقاء إسرائيل في البحر ، و عنتريات من قال امام بورقيبة طز في امريكا . لا أقبل بنظام يقصي ، إنما لا أقبل أيضا بنظام يمس من مدنية الدولة و من قيم الجمهورية . لا أقبل بالاقصاء ، و انما أفرض احترام قواعد اللعبة الديمقراطية . لا أقبل بالاقصاء، و انما اقاضي كل من لم يحترم سلمية التنافس و شفافية العمل السياسي . لا للعنف في السياسية . لا للسب و الكذب في الخطاب السياسي . لا للمال الأجنبي في الأحزاب و الجمعيات . لا لخيانة الوطن بأي شكل من الأشكال. أريد أن تكون تونس الجديدة افضل مما كانت سابقا . كما اريدها أن تكون افضل مما هي عليه اليوم . كانت هناك أخطاء، و اليوم هناك أخطاء. واجبنا أن نصحح هذه و تلك . علينا أن نتٌعظ من الماضي، و أن نغيٌر ما هو خاطئ اليوم بكل شجاعة. التوافقات و المحاصصات أدت دورها . يجب الآن أن تنته . بقاؤها أصبح مضرا للجميع ، و ينعكس على من يعتقد انه ينتفع منها الآن . التوافقات و المحاصصات هي التي شوهت العملية الديمقراطية ، و هي التي خلقت غضبا عند الشعب ، و سخطا على الاحزاب كلها و على الطبقة الحاكمة دون تمييز . التونسيون يريدون الوضوح . الناخبون يريدون الوضوح . ما هي الرؤى لتونس و ما هي الحلول ، في بدائل قليلة تحمل عناوين . من الحاكم و من المسؤول . لا أريد العودة إلى النظام السابق ، لكني لا أريد البقاء في النظام الحالي. نحن في فترة انتقال صعبة . نحتاج إلى وعي القيادات -كل القيادات ، للقبول بالإصلاحات السياسية الكبرى ، كي ننتقل إلى الاصلاحات الاخرى ، الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها . ما لم يحصل هذا الوعي ، و كلما إستمرينا في كركرة منظومة فشلت ، سوف نصل الى الطريق المسدود . انتخابات 2019 لن تقدمنا بشيء في العملية الديمقراطية و المشهد السياسي على حاله . ما لم نجمٌع الأسرة الوطنية الوسطية - عبارة سئمت من ترديدها لكنها واقع أليم - و ما لم نخفٌض من منسوب الأنا عند بعض القيادات ، لن نحصل على الاغلبية لتشكيل حكومة متجانسة و لا للقيام بالاصلاحات الكبرى . لا أريد العودة إلى النقطة الصفر . لا أريد نظاما يختنق من جديد . لا أريد من خلال الاقصاء إعادة إنتاج غضب من جديد ، و اندساسات ، و اضطرابات ، و قمع و استنجاد بالبوليس و تجاوزات و ملامح تصلب في الأفق و لجوء إلى ممارسات دكتاتورية لم تعد ممكنة و لا مقبولة . الإقصاء ليس حلا . أنه تأخير للحل، مع ما في التأخير من تعقيدات . الإقصاء كان سبب تصلب النظام القديم ، و سبب تعثر الديمقراطية. من اختار الديمقراطية لا يمكنه أن يختار معها الإقصاء. يجب ان نصلح كل ما يجب اصلاحه ، في اقرب وقت . يجب ان نعيد تونس على السكة . لن يكون هناك خاسر و لن يكون هناك رابح . تونس هي التي تخسر اذا لم نصلح ما هو موجود ، و تونس هي التي تربح اذا اصلحنا ما هو موجود . الحضارة تراكمات . لن تفسخوا التاريخ اصدقائي صديقاتي . في نفس الوقت لن تعيدوا التاريخ . الصادق شعبان ، 2018