في تونس لايزال قطاع التكوين المهني يعتبر القطاع المريض رغم كل هذه السنوات والعقود من الزمن ، لايزال هذا القطاع الهام قطاع إنتشال مهمته استقبال المطرودين من التعليم والذين تلفظهم المعاهد الى الشوارع سنويا... في بلدان اخرى متقدمة ومن بينها المانيا والصين وكوريا الجنوبية يعتبر قطاع التكوين المهني هو قاطرة التقدم وهو القطاع الذي يصنع التنمية ويمكن الدولة من الكفاءات ومن الخبرات لكن في تونس قطاع التكوين المهني قطاع مهمل يقتصر الالتحاق به على المنقطعين عن التعليم ... يحتاج قطاع التكوين المهني اليوم الى اصلاحات عميقة وجذرية ويحتاج الى نظرة جديدة، مراكز التكوين المهني اليوم تعمل تحت ادارة بيروقراطية تمنع كل نفس للمبادرة الحرة وتحول دون تحقيق الاقلاع، مراكز تفتقد للمتابعة وايضا تفتقد للشفافية في التصرف ووكالة التكوين المهني التي تشرف على هذا القطاع عاجزة اليوم عن تقديم تصور جديد لقطاع مريض ومنهك... لايمكن تحقيق اي تقدم في تونس دون اصلاح قطاع التكوين المهني فهو وحده القطاع القادر على انقاذ شبابنا من البطالة ولابد من تحويل هذا القطاع من قطاع انتشال الى قطاع استراتيجي يصنع التنمية والتقدم... في السنوات الماضية تم تقديم برنامج اصلاحي كبير يضمن بعث باكالوريا التكوين المهني وهي الشهادة التي تخول لصاحبها الدخول الى مدارس المهندسين لكن تم اجهاض هذا البرنامج ليبقى التكوين المهني مجرد قطاع مهمش... إصلاح التكوين المهني يجب ان يكون ضمن اقرار اصلاح شامل لكل منظومة التعليم التي انهارت في تونس خلال السنوات الاخيرة، انهار التعليم في كل مراحله واصبحت مدارسنا ومعاهدنا مؤسسات لطرد اكثر من مائة الف طفل وشاب كما تسجل جامعاتنا نسبة مرتفعة للانقطاع... للأسف خسرت تونس ولاتزال خسارتها مستمرة بسبب فقدان ارادة الإصلاح ليس فقط في قطاع التكوين المهني بل في كل القطاعات، بلدان كثيرة سبقتنا الى التقدم وحققت قفزات كبيرة في مجالات التنمية ونحن في تونس خسرنا الكثير من الوقت ولاتزال الخسارة مستمرة ... سفيان الاسود