قدّم عبد العزيز المحرزي مسرحيته الجديدة «آه... آه يا محبوبة» في المسرح البلدي في عرضين متتاليين يومي الأربعاء والخميس بحضور جمهور كبير وإطارات بلدية تونس وفي مقدّمتهم السيد عبّاس محسن شيخ مدينة تونس. هذه المسرحية من إنتاج فرقة مدينة تونس التي أنتجت هذا العمل بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها وهي من تأليف وإخراج عبد العزيز المحرزي وتمثيل فرحات الجديد وإكرام عزوز وكوثر الباردي وعزيزة بولبيار. مسرحية «آه.. آه يا محبوبة» كانت مهرجانا للضحك فعلى مدى ساعة ونصف لم ينقطع الجمهور عن الضحك إذ أعادتنا مسرحية المحرزي الجديدة بشخصياتها الطريفة بسذاجتهم وأحلامهم الصغيرة إلى أجواء مسرح «الفونفيل» الذي أصبحنا نفتقده بسبب طغيان التجريب على المسرح التونسي. حكاية بسيطة أبطالها زوج وزوجته والسائق والخادمة... ففي الرابعة صباحا يعودصلاح المربّع (إكرام عزوز) إلى شقته بعد سهرة حمراء في نادي الفنانين ليجد زوجته هالة (كوثر الباردي) في انتظاره لتبدأ بينهما المعركة الليلية حول عودته المتأخرة إلى البيت بعد ثماني أشهر من الزواج وحول إفراطه في تناول الكحول وإهدار ماله فيتعلّل صلاح المربّع بأنه «ارتستو» لا يعبأ بالاعتبارات الاجتماعية ككل الفنانين رغم أن إفلاسه الدائم سبّب له مشاكل مع البنك لأن حسابه دائما في «الروج»... تستنجد هالة بخادمتها رشيدة (عزيزة بولبيار) حتى تكون شاهدة على معاناتها... يغضب صلاح المربّع ويعكس الهجوم بإظهار عدائه لحماته محبوبة في الأثناء يطرق الهاشمي (فرحات الجديد) سائق والدتها ليعلمها بأن أمّها توفّاها اللّه. يفرح صلاح وتبكي هالة وفي الأثناء يكشف الهاشمي السائق الجديد الساذج عن رغباته تجاه هالة المرأة الجميلة لتبدأ المعركة مع زوجها صلاح... ثم يكشف صلاح وهالة أن المرأة التي ماتت ليست أمها بل أم جارتها وأن الهاشمي سائق مغفّل أخطأ في العنوان. ضحك حكاية بسيطة لكن المحرزي صاغها في أسلوب ساخر وبرع الممثلون في الأداء وخاصة فرحات الجديد في شخصية الهاشمي التي كشف فيها عن قدرات مذهلة في التحكم في جسده وصوته حتى أن الكثيرين لم يعرفوه في البداية. هذه المسرحية يبدو أنها ستذكر الجمهور في نجاحات فرقة مدينة تونس للتمثيل في المسرح الشعبي خاصة.