عامر بحبة: الحرارة متواصلة هذا الأسبوع واحتمال عودة ارتفاعها في نهايته    حرب شوارع في لوس أنجلوس.. وترامب يهدد بإرسال المارينز    عاجل/ جيش الاحتلال يختطف السفينة "مادلين" المتوجّهة الى غزّة    تنطلق اليوم: قافلة "الصمود" من تونس إلى غزّة.. #خبر_عاجل    وفاة مراهقة أميركية بعد ممارستها "تحدي تيك توك"    الاحتلال يسيطر على سفينة ''مادلين'' ويختطف المتضامنين الدوليين    حظر سفر مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة يدخل حيّز التنفيذ    باكالوريا 2025: أكثر من 151 ألف مترشح يستأنفون اليوم اختبارات الدورة الرئيسية    الحرارة تصل 42 درجة اليوم.. #خبر_عاجل    اريانة:جلسة عمل حول متابعة تدخلات النظافة بكافة البلديات    جامعة كرة القدم: إلغاء اللقاء الودي بين تونس وإفريقيا الوسطى    وزير التربية يتابع سير العمل بمركزي إصلاح امتحان البكالوريا بولاية سوسة    ثلاثة أعمال كبرى من السينما التونسية ستعرض نسخها المرمّمة في مهرجان "السينما المستعادة" سنة 2025 في إيطاليا    الغاء المباراة الودية بين المنتخب التونسي ومنتخب جمهورية افريقيا الوسطى    البرتغال تفوز على إسبانيا بركلات الترجيح لتتوج بدوري الأمم الأوروبية    ألكاراز يحتفظ بلقب فرنسا المفتوحة بعد انتفاضته أمام سينر    علاقات مثيرة وحسابات مُعقّدة...ماذا بين جامعة الكرة والمغربي فوزي لقجع؟    «شروق» على مونديال الأندية .. جدل لا يَنتهي حول المنافع والأضرار من تنظيم كأس العالم بمشاركة 32 فريقا    بتكليف من رئيس الجمهورية ،وزير الشؤون الخارجية يترأس الوفد التونسي في أشغال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث بمدينة نيس..    بالمرصاد... التنّ الحي أراده الله رحمة للبحّار... فانقلب إلى نقمة    إجراءات هامة لرفع درجات اليقظة وحماية صابة الحبوب بهذه الولاية..    الليلة..خلايا رعدية وأمطار بهذه الجهات..    مع الشروق : في انتظار النبض !    في غياب هيكل تعديلي .. التلفزات الخاصة إثارة وانحرافات بالجملة    أولا وأخيرا .. أسعار لها مخالب وأنياب    وراء قصة القهوة ... نضال أفريقيا ضد الاستعمار    لحسن تنظيم موسم الحج: تونس تتحصل على الجائزة البرونزية الأولى 'لبّيتم' في خدمة الرحمان    قابس : تدارس السبل الكفيلة بحماية صابة الحبوب من الحرائق    بعد عقود من الغياب: أول "بيركن" تظهر للنور في مزاد عالمي    زيت الزيتون التونسي يتألق دوليًا: 57 تتويجًا في مسابقة إسطنبول لجودة الزيت    كونكت تنظم ورشة عمل ضمن الدورة السابعة للبارومتر الوطني لصحة المؤسسات الصغرى والمتوسطة    7 نصائح لحماية سيارتك في صيف تونس الحار...تعرف عليها    بسام الحمراوي: '' أريار الڨدام''... فكرة خرجت من حب الماضي وتحوّلت لسلسلة كاملة بفضل الجمهور    وزارة الفلاحة وبنك التضامن يصدران منشورا يقضي بتمويل موسم حصاد الاعلاف الخشنة    عطلة جديدة تنتظر التونسيين في نهاية شهر جوان    35% فقط يصلون إلى البكالوريا... أين الخلل؟    شنوة لازمك تاكل في كلّ مرحلة من حملك باش تضمن راحة وسلامة ليك وللصغير؟    عاجل/ حريق ضخم يلتهم 27 هكتارا من الحبوب والحصيدة في البطان..    السباحة ماكنتوش تحطم الرقم القياسي العالمي لسباق 400 متر حرة    في ثالث ايام العيد.."الصوناد" توجه نداء هام للتونسيين..#خبر_عاجل    وزير التربية يؤدي زيارة تفقدية إلى مركز إصلاح الباكالوريا بالمهدية    عاجل/ حالات ضياع في صفوف الحجيج التونسيين : وزارة الشؤون الدينية توضّح وتكشف..    رئيس البعثة الصحية لموسم الحج يدعو الحجاج إلى أخذ الاحتياطات اللازمة في ظل ارتفاع درجات الحرارة    غدا الاثنين.. استئناف اختبارات الدورة الرئيسية للباكالوريا 2025    رفع أكثر من 45 ألف مخالفة اقتصادية في خمسة أشهر من 2025    تطور التعويضات المالية المسددة من شركات التأمين بنسبة 3ر14 بالمائة مع أواخر الثلاثية الأولى من 2025    عاجل/ النيابة العمومية تأذن بمباشرة الأبحاث حول شبهات فساد بهذه الشركة..    محاولة اغتيال مرشّح رئاسي في كولومبيا.. عملية جراحية عاجلة بعد إطلاق النار    3 علامات في رقبتك لا يجب تجاهلها: قد تكون إشارة لمرض صامت يهدد الملايين!    ما عندكش وقت للرياضة؟ تقسيم المشي على النهار ينجم يكون سرّ صحة قلبك    أزمة مالية تهدد استعداد المنتخب الزامبي قبل مباراتي تونس الوديتين    قصة رجم الشيطان في منى: عبادة تعبّر عن الطاعة والتضحية    جائزة محمود درويش تضيء على إرث الصغير أولاد أحمد وشعر المقاومة    تسليم كسوة الكعبة لسدنة بيت الله الحرام    في حفل تكريم الموسيقي لسعد المؤخر ...موسيقيون لأول مرّة يجتمعون وبالذكريات يتأثرون    منح جائزة محمود درويش الأولى بعد الوفاة للشاعر الصغير أولاد أحمد عن مجمل أعماله (لجنة تحكيم)    فريق طبي بولاية القصرين ينقذ حياة مريضين تعرضا لجلطة قلبية حادة بفضل منصة "نجدةTN"    وزيرة الشؤون الثقافية ونظيرها الإيطالي يدشنان معرض "مانيا ماتر: من روما إلى زاما    









نجيب الشابي يكتب: الرئيس من كوكب آخر
نشر في الشروق يوم 16 - 06 - 2021


الرئيس من كوكب آخر
فعلا لم يخطئ الرئيس حينما قال انه من كوكب آخر.
الرئيس لا يعترف بوجود ازمة اقتصادية في تونس. تونس لها ثروات عظيمة، بعضها مهرب الى الخارج وبعضها في الداخل بين ايدي الفاسدين. وحل الأزمة يكمن في استرجاع هاته الاموال. لا ازمة للمالية العمومية ولا ازمة للمبادلات الخارجية وما يتبعها من أزمة للمديونية وانهيار للعملة الوطنية. لا ازمة للادخار ولا ازمة للاستثمار. كل هذا يلغى بمجرد استرجاع الاموال المنهوبة.
اما الازمة الصحية فلا ذكر لها في خطاب الرئيس خلال لقائه يوم امس برؤساء الحكومات السابقين.
الرئيس لا يؤمن بأن الحوار يقع بين فرقاء النزاع بحثا عن تسوية تفتح على مخرج من الازمة.
الرئيس يؤمن ان هناك فسطاطان: فسطاط الشعب وفسطاط الفساد والخيانة. والشعب ليس شعب المواطنين الذين استرجعوا حريتهم واختاروا من ينوب عنهم في الحكم وانما هو شعب القطيع الذي يتلخص وجوده في شخص الرئيس الملهم.
الرئيس لا يؤمن الا بالشرعية التي اتت به الى السلطة، اما تلك التي جاءت بباقي السلطات، فلا شرعية لها وحُق شل مؤسساتها من الداخل وهدمها من الخارج، باي ثمن ... ولو تعرضت البلاد الى الفتنة والدمار.
لا حوار بين المعسكرين في رأي الرئيس، وانما الحوار داخل معسكر الشعب، وموضوعه تغيير النظام السياسي، دون التأكد من ان ما يقصده الرئيس من اصلاح هو ذات الاصلاح الذي تصبو اليه غالبية المواطنين.
وهكذا يضعنا الرئيس بين خيارين: خيار التمسك بالشرعية الدستورية بما هي احترام لإرادة الناخبين ولمواعيد التداول وآلياته وبين الذهاب الى المغامرة باسم التغيير، والتغيير مطلب مواطني عريض، بعد ان فشللت كل المؤسسات المنتخبة في اداء وظيفتها، كلها دون استثناء: الرئاسة والحكومة والبرلمان.
في وجه هذا التحدي لا نملك سوى التمسك بالشرعية الدستورية، بما هي تمسك بالسلم الاهلية وبالاستقرار والعمل على احداث التغيير من خلال الصندوق وفي آجاله. ومن مقتضيات هذا التحدي الحفاظ على الاستقرار من خلال حوار وطني بين فرقاء النزاع يصوغ عقدا اجتماعيا جديدا لإخراج البلاد من ازمتها الخانقة ويضع توافقا على الاصلاحات السياسية المتأكدة.
صحيح ان اغلالا وضعت على كل فصول الدستور بما حوله الى بناء جامد غير قابل للتطور. فإذا لم تسلم القوى المتحاورة بحق الشعب في ممارسة سيادته من خلال الاستفتاء فإن الامر مرشح للانفجار.
في وجه المغامرة التي يريد الرئيس جرنا اليها، مزمجرا مهددا، ومشرعا في وجوهنا الاحكام الاستثنائية للفصل 80 تمهيدا للانقلاب على المؤسسات، وإزاء حالة الجمود والشلل التي آلت اليها مؤسسات الدولة، لم يبق للوطنيين الصادقين، الذين لا تعنيهم سوى مصلحة تونس اليوم وغدا، الا ان يجتمعوا على كلمة سواء من خلال مؤتمر شعبي للإنقاذ، يضع تصورهم للخروج من الازمة الاقتصادية ومشروع اصلاحهم للنظام السياسي ويوحد التونسيين من حولهم لاسترجاع حقهم في ممارسة السيادة عبر الاستفتاء.
هذا هو التحدي الذي يواجه قوى الاصلاح والتغيير، فهل ترتقي الى رفعه؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.