أربعة مسلسلات عربية تبثها الفضائيات في هذا الشهر الكريم يشارك فيها ممثلون تونسيون بتميّز كبير. فتحي الهداوي يمثل احد الادوار الاساسية في مسلسل أبو زيد الهلالي الذي يبث على قناة ابو ظبي اما سامية العياري فتمثّل دورا اساسيا في مسلسل شهرزاد والحكاية الاخيرة اخراج التونسي شوقي الماجري ويبث هذا المسلسل على الشاشة القطرية في الحادية عشرة والنصف ظهرا وعلى الفضائية السورية في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل. أما مسلسل «فارس بني مروان» الذي تشارك فيه درّة زروق فيبث على عديد الفضائيات العربية في حين يقتصر بث مسلسل: يا هلا الذي تشارك فيه منى نورالدين وحمادي الوهايبي على قناة LBC اللبنانية. حضور هذا الشهر الكريم الذي يمثّل ذروة المشاهدة في العالم العربي حقّق رقما قياسيا في المشاركات التونسية في اعمال عربية وهي نسبة لم تتحقق في السابق اذ اقتصر الحضور التونسي في السنوات الاخيرة على حضور تونسي في اعمال سورية واغلبها من انتاج مشترك مع تونس من هؤلاء نذكر عبد المجيد الاكحل ومنصف السويسي وألفة الطرودي ودرصاف مملوك ومحمد السياري ومنجي بن ابراهيم وعماد الوسلاتي. وقد كان المرحوم عمر خلفة سباقا للمشاركة في الاعمال العربية مثل دور «القعقاع» في شريط «القادسية». هذا الحضور التونسي الذي أصبح يكبر يوما بعد اخر اغلبه في مسلسلات باللغة العربية الفصحى يؤكد ان قدرات الممثل التونسي تمكّنه من افتكاك دوره في الاعمال العربية لكن هذه الامكانيات الفنية لم تصاحبها امكانيات تقنية ومالية ففي الوقت الذي يحضر فيه الممثلون التونسيون على شاشات الفضائيات العربية يغيب الانتاج التونسي. فالوكالة الوطنية للنهوض بالانتاج السمعي البصري بامكانها أن تستفيد من نجاح الممثلين التونسيين بابرام عقود انتاج مشترك مع بعض الفضائيات والشركات العربية بل بامكانها تنفيذ انتاج مسلسلات لفضائيات عربية فأغلب الفضائيات العربية مثل دبي وقطر وابو ظبي وmbc والشارقة... أنتجت اعمالها عن طريق شركات انتاج مصرية وسورية واردنية ولبنانية فماذا تفعل اذن 530 شركة انتاج سينمائي وتلفزيوني في تونس؟! وتنتظر بالتأكيد دعم وزارة الثقافة والشباب والترفيه ولكن الى متى ستستمر حالة الانتاج التلفزيوني على ما هي عليه فالتجربة السورية او الاردنية ليست بعيدة في مستوى محدودية السوق ونقص التجربة قياسا بمصر ومع ذلك تجاوزونا بعشرات السنين. فالسوق الخليجية توفّر امكانيات كبيرة للانتاج والترويج فلماذا لا تبادر الشركات التونسية للاستفادة من السمعة الطيبة التي صنعها نجومنا مثل فتحي الهداوي وشوقي الماجري وهند صبري ومنى نورالدين وغيرهم. فإذا كانت الامكانيات المالية قليلة بالنسبة لانتاج اعمال ضخمة فإن التعاون مع تلفزيونات خليجية عن طريق صيغة المنتج المنفذ بامكانه ان يفتح السوق امام الممثل التونسي والانتاج التونسي لكن يبدو ان شركات الانتاج على كثرتها تنتظر من الدولة ان تبرم عقودا بدلا عنها وتمنحها لهم ليكونوا بذلك منتجين دون ان يبادروا لانتاج أي شيء دون دعم من الدولة وهذه معضلة الانتاج التونسي في السينما والتلفزة؟!