الجامع الكبير او الجامع الاعظم بمدينة المهدية هو اول واخر جامع عربي فاطمي بناه الخليفة ا لاول عبد الله المهدي. وكان ذلك سنة 921م، ويكون بذلك قد شيد قبل جامع الازهر بالقاهرة. شيد هذا الجامع على مساحة اقتطعت من البحر ويوجد على مقربة من قصر القائم بأمر الله. ويروى ان مقرا خاصا كان يوجد ويربط الجامع بالقصر. يتميز هذا المعلم الديني الهام بعدم وجود صومعة به وبروعة هندسته وفن معماره الشبيه بأقواس النصر الرومانية. أعيد بناء الجامع اكثر من مرّة بحكم مخلفات غزاوات اعداء الاسلام الذين دمروه عديد المرات حتى أنه لم تبق منه الا الواجهة الامامية. وإذا كان الزبيريون قد صوبوا نحوه مدافعهم من البحر فاصابوا قفاه ومناطقه الجوفية فإن الملك شارل كان حوّله الى كنيسة ثم وعند رحيله سنة 1554 فجّر به شحنات من البارود قبل ان يجهز عليه تاركا وراءه بصمات تجسد انتهاك الاسبان للمقدسات الدينية، ذلك ان هؤلاء الاعداء جعلوا في بداية الامر من هذا الجامع اسطبلا لبغالهم وحميرهم وحرقوا مصاحفه وكتبه. انهار هذا الجامع سنة 1950 ثم اعيد بناؤه في الفترة الممتدة ما بين 1960 و1965، وقد تمت مراعاة مميزات نشأته الاولى حيث اقيم على أسس وتباليط الجامع الفاطمي الاول.