تونس والجزائر توقّعان اتفاقا للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة    هيئة الدفاع عن موسي: ''نُطالب الوكيل العام بإخلاء سبيل منوبتنا حالا'    وزارتا التربية والداخلية تنظمان الندوة الوطنيّة حول التوقي من العنف والسلوكات المحفوفة بالمخاطر في الوسط المدرسي    الاتّفاق، في لقاء وزيرة الأسرة بوزير التنمية الاجتماعيّة الفلسطيني، على تنظيم أوّل ملتقى تونسيّ فلسطينيّ حول التمكين الاقتصادي للأسرة ومقاربات مناهضة العنف ضدّ المرأة    ولاية توزر تسجل حضورها في الصالون الدولي للسياحة والسفر بباريس في الجناح الخاص بالسياحة الصحراوية    وزيرة التجهيز والإسكان تفتتح فعاليات الصالون المتوسطي للبناء    نتفليكس : نحو رفع سعر هذه الخدمات    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة الافتتاحية للموسم الرياضي 2023-2024    رسميا.. المغرب تستضيف مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال    ما الفرق بين الفلفل الأحمر والأخضر والبرتقالي؟    17 نصيحة للتعامل مع أمراض فصل الخريف    عاجل/ إصابة طفل ثان بجرثومة "شيغيلا" في سيدي بوزيد    سميرة مقرون : ''خفت على ولادي من دبي على خاطرها باهية برشا''    فلاحون يستغيثون: شحّ مياه وتفشي الحشرة القرمزية وتزايد الخنزير الوحشي بهذه الولاية    زلزال عنيف يضرب الفلبين    البريمرليغ: يورغن كلوب يطالب بإعادة مواجهة ليفربول وتوتنهام    هجوم أنقرة : منفذا العملية قدما من هذه الدولة العربية    التبادل التجاري بين تونس والجزائر حقق تطورا بنسبة 58 بالمائة مع موفي اوت 2023    صادم/جريمة بشعة: عذب زوجته وقطع رقبتها ثم أحرق جثتها..!!    بوزغاية : خلال 15 يومًا فقط، تم حجز 80 غ من مادة الزطلة و900 قرص مخدر في محيط المؤسسات التربوية.    الكرة الطائرة 2024 : المنتخب التونسي ينقاد الى خسارة رابعة امام نظيره الامريكي صفر-3    باحث من أصل تونسي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء لسنة 2023    عزل رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن ماكارثي في سابقة تاريخية    المنار: النيابة تعاين جثة شاب.... الاسباب    معدل سعر القمح اللين الاوروبي تراجع خلال سبتمبر 2023 وعلى اساس سنوي بنسبة 4ر27 بالمائة    الكاف: دورة تدريبية في مجال فنون السينما لفائدة 115 شابا وشابة    مدنين : افتتاح موسم جني الزيتون يوم 25 اكتوبر وتقديرات صابة ب45 الف طن من الزيتون    بعد أمّها وأخيها.. "عروس الحمدانية" تُودّع والدها متأثّراً بحروقه    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    مباراة ودية: الأولمبي الباجي يواجه اليوم نادي الأولمبي للنقل    قفصة : محاضر عدلية و تنبيه ضد الباعة العشوائيين    الترجي الرياضي: هذه المرحلة الدقيقة تقتضي إلتفاف كل الترجيين والوقوف صفا واحدا    القيروان : إصطدام سيارة جزائرية بشاحنة ثقيلة    تونس: هكذا توفّي شاب ال17 سنة تحت عجلات المترو    تونس: سقوط خمسيني من حضيرة بناء وإصابته بإصابات خطيرة    أريانة: تعطل رفع الفضلات بسبب الغلق المفاجئ لمصب برج شاكير و مركز التحويل بشطرانة    انتبه : هذه العلامات تدل على غزو ''البق'' لمنزلك    بايرن ينتفض ليحافظ على سجله القياسي بالفوز 2-1 على كوبنهاجن    "فيروس نيباه": منظمة الصحة العالمية تعلن تطورات جديدة بخصوص هذا الوباء القاتل..#خبر_عاجل    «الشروق» تقتحم عالم تجارة السّموم...متورّطون في المخدّرات... رجال أعمال، أمنيون وسياسيون!    مع الشروق ..الكرامة قبل الخبز... دائما    وفاة الصحفي الفرنسي الشهير جان بيار ألكاباش    رئيس وزراء النيجر يدعو الجزائر للعمل معا على رسم بنود مبادرتها للتسوية    المجموعة البريطانية «Easyjet» تدعم الوجهة السياحية التونسية    الهند: فقدان أثر 23 جنديا بعد سيول وفيضانات مفاجئة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    مؤشرات    باجة: استرجاع 87 هك من العقارات الدولية المستولى عليها    كشفته وزارة المالية... خاص...تهرّب ضريبي بالمليارات من أطباء المصحّات الخاصة    صفاقس: برمجة ثقافية متنوعة خلال شهر اكتوبر بالمسرح البلدي    المتحف الوطني بباردو: تدشين قاعة "كنز شمتو" اكتشاف مذهل لثروة هائلة من المسكوكات الذهبية    تفاصيل براءة زوج نانسي عجرم من تهمة القتل العمد    حجب رباط سوسة وإقامة عمارات في المناطق الأثرية..من المسؤول عن الاعتداءات المتكرّرة على تراث سوسة؟    ذكرى المولد النبوي: الاحتفال والمسؤوليّة    ظواهر فلكية نادرة خلال هذا الشهر.. وهذه أبرزها    مواقف عظيمة في حياة الفاروق عمر بن الخطاب    خطبة الجمعة: حرّم الله الغش والجشع...أضرار الاحتكار وغلاء الأسعار !    الأمة العربية و الإسلامية تحتفي اليوم بذكرى مولد سيد الخلق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساجد تونس تؤرّخ لكل العصور...
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

تزخر البلاد التونسية بعديد المساجد والجوامع التي تغطي كل المحطات التاريخية الكبرى التي مرت بها بلادنا. فمن المساجد ما يؤرخ من عصر الولاة (مسجد رباط المنستير) ومنها ما يعود للعصر الأغلبي (جامع القيروان وسوسة والزيتونة بتونس) ومنها ما هو فاطمي (جامع المهدية) ومنها ما هو صنهاجي زيري (جامع صفاقس، مساجد المنستير) ومنها ما هو موحدي (مسجد بلاد الحضر بتوزر) ومنها ما هو حفصي (جامع القصبة بتونس) ومنها ما هو عثماني (جامع حمودة باشا ويوسف داي وسيدي محرز ويوسف صاحب الطابع... إلخ).
ويعدّ جامع القيروان أوّل المعالم الدينية لبلادنا ويعود في أصله الى عصر القائد العربي عقبة بن نافع، وبمرور الزمن، حظي المعلم بعناية مختلف الولاة الذين تداولوا على البلاد، غير أن أهم التحويرات التي عرفها جدّت في العصر الأغلبي حين أعاد زيادة الله تشييده كليا. وقد بناه مراعيا فيه التأثيرات العباسية التي نلمحها في: تخطيط المعلم وبعض جوانب البناء كالزخرفة التي تعتمد تنضيد الآجر والنقش على الجصّ والرّخام وفي استعمال قطع الزليج التي تحلي المحراب وهي قطع جلبت من العراق خصيصا لهذا المعلم مثلما مثل الخشب الذي صنع منه المنبر. ولكنه كان في نفس الوقت معلما افريقيا اذ جلبت الاساطين والتيجان والحجارة من مختلف أرجاء افريقية وخاصة من منطقة القيروان. كما تمكّن المهندسون من إيجاد حلول فذّة، خاصة عند بنائهم لقبّة المحراب التي استعملت، ولأول مرة في تاريخ العمارة، حنايا ركن على شكل صدفات. أمّا المئذنة، فقد استلهمت من منارة الاسكندرية من الموروث الروماني الكلاسيكي.
تأثير
أثّر جامع القيروان في العديد من المساجد خارج بلادنا فنسج على منواله في فاس بجامع القرويين وفي قرطبة، غير أن أعمق أثر له كان ببلادنا فبني على منواله جوامع مدينة صفاقس وتوزر والزيتونة بتونس.
على منوال مثال القيروان لم يعتمد دون دراية. ففي سوسة التي كانت حصنا ومرفأ للجيوش العربية، شيّد جامغ تغلب عليه الصبغة العسكرية ولا نرى أثرا للفن القيرواني الا في قبة أقيمت في مربع المحراب. وعلى هذا الشكل المحصن أقيمت بقية مساجد سوسة والمنستير وجلّ مدن الساحل.
ظرفية
خضع المعمار الديني مثله مثل سائر العمائر الأخرى، الى الظرفية التاريخية فهي التي تفسر لنا تحويل بعض الكنائس المسيحية لمساجد، ومثال ذلك ما نراه في الكاف وجامع القصر بتونس. وهي التي تفسر لنا اعتماد عبيد الله في مسجده مدخلا يوحي بعظمة الخليفة ورواقا يشقّ الصحن كان يمشي فيه محاطا بهالة لا نراها عند السنة. والتاريخ هو الذي يفسر لنا وجود محراب من الطراز الموحدي في توزر، وهو الذي يفسّر لنا ايضا تشييد جوامع شبيهة بما وجد في اسطمبول وتركيا في مدينة تونس العثمانية. وهو الذي يبرر قيام معمار متميز في المدن والقرى الأندلسية.
طابع فذّ
على أنّ هذا تلازم مع عمارة محلية التي نلمسها في كل قرية ومدينة، فجوامع جزيرة جربة تميزت بطابع فذّ تفسره لنا خصوصية المنطقة وطغيان المذهب الخارجي بها. كما تأثرت مناطق أخرى من البلاد بإرثها الحضاري وثقافتها فأنجز في الكثير من القرى بالجنوب التونسي بالخصوص مساجد محفورة في طبقات الطمي المترسبة (تطاوين) او في المغارات الصخرية الجبلية (بني زلطن).
كلّ هذا يضفي ثراء على العمارة الدينية التي كما نرى عمارة متعددة الاوجه متحولة عبر الدوام متطورة باستمرار مبدعة في أكثر من مناسبة لكنها عمارة منسجمة في بيئتها مندمجة فيها اندماجا لا نرى فيه النشاز أو التعسف. انسجاما يحترم الذوق السليم والتاريخ العريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.