اضطراب متواصل في حركة القطارات السريعة الفرنسية إثر أعمال تخريب    توزر: متابعة عمليات التزويد ومراقبة أسعار الغلال بعد ارتفاع أسعارها    بنزرت: تدخلات عاجلة لتأمين التزود بالماء إثر عطب على مستوى قناة تحويل مياه    ضابط إسرائيلي: قدرات هائلة لحماس وتفكيكها صعب    خلال عام من اندلاعها.. الحرب السودانية تخلّف 9 مليون نازح    على الحدود السورية التركية.. لقاء مرتقب بين الأسد وأردوغان هو الأول منذ 2011    باريس 2024 "مبارزة": فارس الفرجاني يتأهل إلى الدور ثمن النهائي    إنتقالات: أتليتيكو مدريد يتعاقد مع نجم أوروبا    الكاف: حرص على تسريع نسق انجاز مشاريع تلاقي صعوبات مختلفة    المنستير: حريق يلتهم مركب صيد على متنه 17 بحّارا في عرض البحر    عاجل/ قضية التلاعب بمحجوز: بطاقة إيداع ضد رئيس منطقة أمن سابق    المخرج والممثل نصر الدين السهيلي يترشح للانتخابات الرئاسية    ارتقاء 20 شهيدا في غارة إسرائيلية على مدرسة تأوي نازحين بدير البلح    متساكني مدينة العامرة يطلقون نداء إستغاثة و السبب ؟    استبيان: %40 من رواد الأعمال في تونس يعطون الأولوية للاستثمار في الطاقات المتجددة    الجيدو: أميمة البديوي تغادر المنافسات بعد الهزيمة أمام الفرنسية بوكلي    جربة: ايقاف 6 أشخاص بينهم طبيب وحجز مواد وأقراص مخدرة    لهذه الأسباب .. فريق مسرحي يقرر تعليق كل عروضه في المهرجانات الصيفية !    سباق التجديف: محمد الطيب ينهي التصفيات في المركز الخامس    قتلى وجرحى في تصادم 13 سيارة بالسعودية    مصنوعة من الورق.. أسرّة أولمبياد باريس تثير الجدل!    يدعم 750 ألف حريف... التمويل الصغير بوابة لمعاضدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة    ''فيروس هانتا '' الإصابات في إرتفاع .. مالقصة ؟    جندوبة: عامل حضيرة ينقذ عائلة من إنفجار سيارتهم.. ثم يلقى حتفه    طقس اليوم: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    الكشف عن أول حالة تعاطي منشطات في أولمبياد باريس.. التفاصيل    هكذا علق رئيس الوزراء الكندي على ظهور سيلين ديون في حفل إفتتاح أولمبياد باريس 2024    عاجل/ السعودية ترصد زلزالا وسط البحر الأحمر    صفاقس : تعيين مدرب جديد للتقدم الرياضي بساقية الدائر    زغوان: انطلاق مشروع دعم المرأة الريفية بالمجامع النسائية والشركات الأهلية    القرض الرقاعي الوطني 2024: انطلاق الاكتتاب في القسط الثالث ب700 مليون دينار من 3 الى 11 سبتمبر 2024    أجندا المهرجانات من 27 جويلية إلى 2 أوت    مسرحية وصايا الديك ...حين تحاكي الأسطورة الواقع    الالعاب الاولمبية 2024 - برنامج مشاركة الرياضيين التونسيين يوم السبت 27 جويلية    منها نسبة النمو والتضخم والتحكم في الدين صندوق النقد العربي يتوقع تحسّن مؤشرات الاقتصاد التونسي    حالة الطّقس ليوم السبت 27 جويلية 2024    ألف مبروك .. رقيّة ردّادي المتألّقة في البكالوريا بمعهد أبوالقاسم الشابي توزر.. أمّي وأبي قدوتي في العمل والحياة    حديث الناس...المبدع المسرحي عيسى حراث.. قامة إبداعية شاهقة... تتوجع تحت وطأة المرض !    هنية العشي مديرة مهرجان الريحان بعين دراهم...صعوبات مالية ترافق الدورة 33 للمهرجان !    مهرجان نسمات المتوسط بحلق الوادي في دورته الثالثة...عروض فرجوية متنوّعة ومجانية    القرض الرقاعي 2024: انطلاق الاكتتاب في القسط الثالث في سبتمبر    أولا وأخيرا .. شرط العودة    أولمبياد باريس: سيلين ديون تتغلّب على المرض وتغنّي في حفل الافتتاح    الصحة العالمية ترسل أكثر من مليون جرعة من هذا اللقاح الى غزة    وزارة التشغيل تمنع تسجيل المتكونين الأجانب الموسم القادم    إرتفاع قيمة صادرات المنتجات الفلاحية البيولوجية العضوية بنسبة 16 بالمائة    شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة توجه بلاغا    وفيات جراء مرض خطير ينتشر بين الفئران وينتقل للبشر في أمريكا    عمليات مراقبة مكثفة لمحلات بيع المياه المعدنية والمواد الغذائية بهذه الولاية وتحرير محاضر..    المنستير تعرض 16كشفيا إلى حالة إغماء    الحماية المدنية: 9 حالات وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    السعودية تأمر المواطنين بحماية حيواناتهم من حرّ الصيف وتعاقب المخالفين    مخربون يهاجمون خطوط سكك حديد بفرنسا قبل ساعات من افتتاح الأولمبياد..ما القصة..؟    مفاجأة.. فيتامين يمكن أن يزيد طولك بعد سن العشرين..!    علم نفس: علامات تدل على أنك شخص جيد حتى لو لم تكن تعتقد ذلك    إتحاد الشغل ترك فراغا كبيرا …سارة عبد المقصود    حدث غير حياتي...عائشة معتوق.. النّجاح لا يُهدى ولا يُمنَح على طبق من ذهب بل يُصنعُ بالجهد والمثابرة والصّبر !    السعودية: بدء مراسم غسل الكعبة المشرفة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساجد تونس تؤرّخ لكل العصور...
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

تزخر البلاد التونسية بعديد المساجد والجوامع التي تغطي كل المحطات التاريخية الكبرى التي مرت بها بلادنا. فمن المساجد ما يؤرخ من عصر الولاة (مسجد رباط المنستير) ومنها ما يعود للعصر الأغلبي (جامع القيروان وسوسة والزيتونة بتونس) ومنها ما هو فاطمي (جامع المهدية) ومنها ما هو صنهاجي زيري (جامع صفاقس، مساجد المنستير) ومنها ما هو موحدي (مسجد بلاد الحضر بتوزر) ومنها ما هو حفصي (جامع القصبة بتونس) ومنها ما هو عثماني (جامع حمودة باشا ويوسف داي وسيدي محرز ويوسف صاحب الطابع... إلخ).
ويعدّ جامع القيروان أوّل المعالم الدينية لبلادنا ويعود في أصله الى عصر القائد العربي عقبة بن نافع، وبمرور الزمن، حظي المعلم بعناية مختلف الولاة الذين تداولوا على البلاد، غير أن أهم التحويرات التي عرفها جدّت في العصر الأغلبي حين أعاد زيادة الله تشييده كليا. وقد بناه مراعيا فيه التأثيرات العباسية التي نلمحها في: تخطيط المعلم وبعض جوانب البناء كالزخرفة التي تعتمد تنضيد الآجر والنقش على الجصّ والرّخام وفي استعمال قطع الزليج التي تحلي المحراب وهي قطع جلبت من العراق خصيصا لهذا المعلم مثلما مثل الخشب الذي صنع منه المنبر. ولكنه كان في نفس الوقت معلما افريقيا اذ جلبت الاساطين والتيجان والحجارة من مختلف أرجاء افريقية وخاصة من منطقة القيروان. كما تمكّن المهندسون من إيجاد حلول فذّة، خاصة عند بنائهم لقبّة المحراب التي استعملت، ولأول مرة في تاريخ العمارة، حنايا ركن على شكل صدفات. أمّا المئذنة، فقد استلهمت من منارة الاسكندرية من الموروث الروماني الكلاسيكي.
تأثير
أثّر جامع القيروان في العديد من المساجد خارج بلادنا فنسج على منواله في فاس بجامع القرويين وفي قرطبة، غير أن أعمق أثر له كان ببلادنا فبني على منواله جوامع مدينة صفاقس وتوزر والزيتونة بتونس.
على منوال مثال القيروان لم يعتمد دون دراية. ففي سوسة التي كانت حصنا ومرفأ للجيوش العربية، شيّد جامغ تغلب عليه الصبغة العسكرية ولا نرى أثرا للفن القيرواني الا في قبة أقيمت في مربع المحراب. وعلى هذا الشكل المحصن أقيمت بقية مساجد سوسة والمنستير وجلّ مدن الساحل.
ظرفية
خضع المعمار الديني مثله مثل سائر العمائر الأخرى، الى الظرفية التاريخية فهي التي تفسر لنا تحويل بعض الكنائس المسيحية لمساجد، ومثال ذلك ما نراه في الكاف وجامع القصر بتونس. وهي التي تفسر لنا اعتماد عبيد الله في مسجده مدخلا يوحي بعظمة الخليفة ورواقا يشقّ الصحن كان يمشي فيه محاطا بهالة لا نراها عند السنة. والتاريخ هو الذي يفسر لنا وجود محراب من الطراز الموحدي في توزر، وهو الذي يفسّر لنا ايضا تشييد جوامع شبيهة بما وجد في اسطمبول وتركيا في مدينة تونس العثمانية. وهو الذي يبرر قيام معمار متميز في المدن والقرى الأندلسية.
طابع فذّ
على أنّ هذا تلازم مع عمارة محلية التي نلمسها في كل قرية ومدينة، فجوامع جزيرة جربة تميزت بطابع فذّ تفسره لنا خصوصية المنطقة وطغيان المذهب الخارجي بها. كما تأثرت مناطق أخرى من البلاد بإرثها الحضاري وثقافتها فأنجز في الكثير من القرى بالجنوب التونسي بالخصوص مساجد محفورة في طبقات الطمي المترسبة (تطاوين) او في المغارات الصخرية الجبلية (بني زلطن).
كلّ هذا يضفي ثراء على العمارة الدينية التي كما نرى عمارة متعددة الاوجه متحولة عبر الدوام متطورة باستمرار مبدعة في أكثر من مناسبة لكنها عمارة منسجمة في بيئتها مندمجة فيها اندماجا لا نرى فيه النشاز أو التعسف. انسجاما يحترم الذوق السليم والتاريخ العريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.