بدا واضحا أن الرئيس قيس سعيد "مقبل وغير مدبر" على ما اعتبره صناعة تاريخ جديد لتونس ، فلا " مجال للعودة إلى الوراء "، ولا حوار مسرطن أو مع خلايا مسرطنة ، والحوار فقط مع الشرفاء الصادقين ..والكلام للرئيس . قيس سعيد ، حسم أمره منذ يوم 25 جويلية الفارط ربما بعد تحقيق ودراسة مستفيضة للواقع السياسي والحزبي والإداري والأمني التونسي ، ليفرغ "كيس قمح " المعلومات التي استجمعها في حديثه مع المدير العام لديوان الحبوب ومن خلاله إلى الشعب التونسي ككل . "أعشاش الدبابير" التي تلاعبت بقوت الشعب التونسي تكاثرت وتناسلت وأن الأوان لاستئصالها ومحاسبتها ب "نار القانون" .. التلاعب بقوت الشعب يبدأ بالاحتكار والمضاربة والمتاجرة في السلع المغشوشة المسرطنة ، ليمر إلى حرمان التونسي من الوظيفة و"قوت العيال" ويبلغ مرحلة التلاعب باللقاحات أو على أقل عدم الحرص على جلب اللقاح لإنقاذ الآلاف من الشعب التونسي الذي سلم أمره وروحه وحياته ومماته "لأولي الأمر" ، فخذلوه . بلغنا أعلى معدل وفيات بفيروس كورونا ، وحققنا أعلى النسب في الإصابات إفريقيا وعربيا ، وحكامنا رغم كل التنبيهات والكتابات والتحاليل والتعليقات ، لم يحركوا ساكنا وبرروا ذلك في البداية بانتظار نتائج التلاقيح بعد تجربتها في الخارج ، ثم عللوا غياب اللقاحات بنقصها في العالم وتهافت الدول على اقتنائها ، منتظرين العطاءات والهدايا حتى لا ينفقوا من خزائن الدولة والشعب حماية للأرواح ،فاتحين الحدود ليفتحوا بها أبواب البلاء على الشعب المسكين . الرئيس قال انه نجح في جلب 6 مليون لقاح ومليون قادم و4 ملايين في الطريق في ظرف زمني وجيز ، و"أولو أمرنا" عجزوا عن جلب ربع هذه الكمية في أكثر من عام ونصف تقريبا رغم الوساطات والعلاقات والتدخلات واليد السفلى لمنظومة "كوفاكس" التي لم تكن سخية معنا .. خصوم الرئيس يتساءلون : إذا كان بالإمكان جلب كل هذه الكميات من اللقاح الآن ، لماذا لم يجلبها قيس سعيد من قبل؟ ..هم يتساءلون اليوم وعجلة التاريخ تتقدم، فبالأمس الأحد انطلقت الحملة الوطنية للتلقيح من وباء عطل البلاد والعباد وربما سيكشف عن تجاوزات أخرى ومقايضة للشعب التونسي أو ربما ملفات أخرى لا تقل خطورة مما ذكرنا ومما لم نذكر .. الرئيس قال مجال للعودة إلى الوراء ربما لفتح هذا الموضوع وغيره من المواضيع التي من اجلها انطلقت الإيقافات والإقامات الجبرية التي تحتج عليها حركة النهضة في انتظار المحاسبة "بنار القانون " ، وبالقانون يمكن صناعة تاريخ جديد لتونس التي عبث بها حكام وأحزاب ومحتكرون وتجار موت بعضهم ربما يفكر اليوم في الهرب ومغادرة البلاد . طريق صناعة تاريخ جديد لتونس في جغرافيا الفساد ، ليست مسؤولية الرئيس فقط، بل مسؤولية الجميع، فأعشاش الدبابير كثيرة في بلد أفرز في السنوات الأخيرة فاسدين ومفسدين وباعة وهم ومحتكرين في الإدارات والأحزاب والشوارع والمزارع والوديان ..هم هنا وهناك منتشرون ويشربون من دماء التونسيين في انتظار الحساب .. راشد شعور