أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه سيقبل على مضض تسلم حكومة إسلامية على النهج الايراني مقاليد الحكم في العراق اثر الانتخابات العراقية المزمع اجراؤها في جانفي القادم. وقال بوش في مقابلة صحفية على متن طائرة الرئاسة خلال جولة ضمن حملته الانتخابية في نيوجيرسي انه سيصاب بخيبة أمل في حال تفضيل العراقيين لحكومة إسلامية على حكم علماني. وتتعارض اشارة بوش إلى احتمال قيام حكم اسلامي في العراق مع تعلقات سابقة لمسؤولين في الادارة الأمريكية رفضت قيام دولة اسلامية في العراق على النهج الايراني عقب احتلال العراق. وقال مسؤول كبير في الادارة الأمريكية رفض الكشف عن اسمه أن بوش يعتقد أن الاسلام لا يتعارض مع ما وصفه ب»الديمقراطية». ويرى بوش ان فرص قيام «حكومة ديمقراطية» في العراق دليل على أن إدارته تحرز تقدما في ما يصفه ب»الحرب على الارهاب». وجاءت تصريحات بوش في الواقع على «خلفية» الاستعدادات الجارية للانتخابات العراقية المتوقع اجراؤها في جانفي القادم وكشف عضو قيادي في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق في هذا الصدد أن أكبر حزبين شيعيين في العراق (وهما المجلس الأعلى وحزب الدعوة الاسلامية) أعلنا رسميا تحالفهما مع الحزبين الكرديين الديمقراطي والكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وقال المصدر ذاته ان الاتفاق على صيغة الترشح وفق لوائح الهيئة العامة المستقلة في الانتخابات لم تنضج بعد مشيرا إلى أن الحزبين الكرديين الرئيسيين والحزبين الشعبيين الرئيسيين قد قررا تشكيل تحالف بينهما والانضمام إلى قائمة الحكومة التي سيتم تقديم مرشحيها إلى الانتخابات في وقت قريب. اتهامات... وإهانات وبالتوازي مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية والأمريكية بدا الوضع في العراق هو «المسيطر» على خطابات كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ومنافسه الديمقراطي جون كيري. فقد تبادل بوش وكيري أمس الأول مجددا «الاتهامات» و»الاهانات» حول العراق بل أن كيري تهكم على بوش أصلا واتهمه ب»التمسك» بالفكرة القائلة بأنه يحرز تقدما كبيرا في العراق وباخفاء الحقيقة عن الشعب الأمريكي حول الوضع في العراق. وقال كيري: «سيادة الرئيس يمكنك أن تقدر تجاهل الوقائع لكن في نهاية المطاف لا يمكنك اخفاء الحقيقة عن الشعب الأمريكي». وأضاف: «إن إدارتك السيئة للحرب جعلت العراق وأمريكا أقل أمنا مما كان يجب أن نكون عليه اليوم. وبالنسبة إلى كيري فإن بوش لا يزال يلقي خطابات حازمة جدا حول ما قام به بخصوص القوات المتواجدة بالعراق لكن بدون اعطائها التجهيزات اللازمة من أجل الحرب في العراق. وكان المرشح الديمقراطي اتهم بوش في وقت سابق بتجاهل نصائح العسكريين حول العراق بشكل متغطرس وعقائدي».