حذرت السلطات العسكرية الاسرائيلية أمس من أن تؤدي دعوات الحاخامات الى التمرد ورفض الخدمة العسكرية الى تمزّق اسرائيل وفشل خطة الانسحاب المزعوم من غزّة التي يروّج لها رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون قبل أيام من عرضها على الكنيست. وبدت وزارة الدفاع الاسرائيلية وهيئة أركان الجيش في حالة قلق ورعب بعد الدعوات التي وجهها حاخامات من اليهود اليمينيين الى الجنود الاسرائيليين للتمرد احتجاجا على خطة الانسحاب من غزّة. ودعت السلطات العسكرية الاسرائيلية الى عدم حشر الجيش في المسائل السياسية. وأوفدت وزارة الدفاع الاسرائيلية أمس أليعازر سترن مكلف بالتعبئة في الجيش الاسرائيلي الى قادة المؤسسات التلمودية لاقناعهم بالكف عن الدعوات الى التمرد وإقناع الجنود بالبقاء في الخدمة العسكرية. وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز من أن تؤدي الدعوات الى التمرد الى تمزق اسرائيل وقال موفاز انه يخشى تمزق اسرائيل بسبب دعوات الحاخامات الذين يحثون الجنود على عصيان أية أوامر بإجلاء المستوطنين من غزة أو أجزاء من الضفة الغربية. وأضاف موفاز في تصريح إذاعي من أشدود أن «العصيان سيمزقنا وهذا هو بالتحديد ما يريده أعداؤنا» على حدّ تعبيره. ودعا موفاز الحاخامات الى التحلي بالمرونة، مشيرا الى أن «صورة الجيش في اسرائيل هي أن يكون بوتقة تنحى فيها كل الخلافات السياسية جانبا». وقال موفاز «أبعدوا الجيش الاسرائيلي وأجهزة الأمن عن المشاحنات السياسية» وهو ما يبرز مخاوف في اسرائيل من حدوث تمرّد في الجيش حيث يسيطر ضباط وجنود من اليهود المتدينين على وحدات من المرجح أن يتم استدعاؤها لتطبيق أوامر إخلاء المستوطنات. وانضمّ قائد أركان الجيش الاسرائيلي موشي يعالون من جهته الى صفّ موفاز محذرا من أن مثل هذه الدعوات الى التمرد تمثل خطرا على الصهيونية. وقال يعالون ان «مثل هذه الدعوات تهدد القادة السياسيين وتضعهم في مواقف حرجة لأن رفض الأوامر العسكرية خطير على الجيش وهذه ظاهرة غير شرعية تهدد الصهيونية. وكان الحاخام أفراهام شابيرا وهو كبير حاخامات اسرائيل السابق والزعيم الروحي لليهود اليمينيين قال الأسبوع الماضي انه ينبغي للجنود أن يرفضوا إجلاء المستوطنين بموجب خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون لما أسماه بفكّ الارتباط مع الفلسطينيين. وجاءت تصريحات شابيرا لتزيد من ثقل دعوات مماثلة أطلقها حاخامات من تيار اليمين قبل التصويت بالبرلمان. الأسبوع المقبل بتفكيك 21 مستوطنة في غزة و4 في الضفة الغربية خلال عام 2005. وأعرب 60 من الحاخامات تأييدهم لرؤية شابيرا الذي اعتبر أن دعوته الى التمرد ستخلق شيئا من الضغط على الطبقة السياسية وعلى رئيس الوزراء الاسرائيلي وقال انه يأمل في أن يمنع ذلك من إخلاء نحو 8000 مستوطن من مستوطنات قطاع غزة بموجب خطة شارون.