كشفت مصادر اسرائيلية أمس عن مخطط استيطاني كبير وخطير تعتزم حركة استيطانية متطرفة تنفيذه أسفل الجامعة العبرية بشق طرق جديدة تربط بين 3 بؤر استيطانية لاستكمال تهويد القدسالشرقية. ويأتي ذلك تزامنا مع تكثيف رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون جهوده للحصول على تأييد الكنيست لخطته المزعومة للانسحاب من غزة. وقالت مصادر قانونية اسرائيلية إن حركة «عطرات كوهنيم» الاستيطانية المتطرفة تخطط لتنفيذ مشروع استيطاني لإيجاد تواصل بين ثلاثة بؤر استيطانية في القدسالشرقية وهي «بيت أوروت» على جبل الزيتون و»صديق شمعون» في الشيخ جراح و»مينروشيل» في المصرارة. خطة خطيرة وأوضحت المصادر ان هذا المخطط يهدف الى إحكام السيطرة على الجزء الشرقي من القدسالمحتلة ومحاصرة أحياء الشيخ جراح والعيساوية ووادي الجوز والطور مشيرة الى ان الحركة الاستيطانية المتطرفة تركّز معظم أنشطتها في السنة الاخيرة على البلدة القديمة الى جانب المناطق المشار اليها. وأضافت المصادر انه سيجري شق طريق استيطاني خاص يربط البؤرة الاستيطانية «بيت أوروت» على جبل الزيتون من المنطقة التي تعلو النفق الرابط بين مستوطنة «معاليه ادوميم» بالقدسالغربية بحيث لا يضطر المستوطنون الى دخول أحياء فلسطينية مثل جبل الزيتونة والصوانة ووادي الجوز كما سيمتد هذا الشارع ليربط منطقة الشيخ جراح بالطريق رقم 1 الذي يفصل القدسالشرقية عن الغربية. وقد بدأت جرافات الاحتلال الاسرائيلي باقتلاع الاشجار وتسوية نحو 50 دونما من الاراضي الرابطة بين الجامعة العبرية ومقبرة الجنود البريطانيين من أراضي جبل المشارف في القدسالمحتلة تمهيدا لمصادرتها وبناء مستوطنات فيها. وفي سياق متصل أكد تقرير رسمي نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية امس خطوطه العريضة ان سلطات الاحتلال قدمت سرا دعما كبيرا للمستوطنات العشوائية. وقال التقرير إن جيش الاحتلال وعدة وزارات اسرائيلية قدمت دعما ماليا يبلغ ملايين الدولارات لإقامة هذه المواقع. ويتولى الجيش حماية هذه المستوطنات وتقدم لها وزارة البنى التحتية الكهرباء وتمولها وزارة التربية بإقامة دور لحضانة الاطفال. وأضاف التقرير ان مسؤولين عسكريين مكلفين بإخلاء هذه المستوطنات أبرموا اتفاقات سرية مع المستوطنين للإبقاء على مساكنهم. جهود شارون وبينما تعمل حكومة الاحتلال الاسرائيلي سرا وعلنا على دعم الاستيطان يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى الترويج لخطة الانسحاب المزعوم من غزة التي يعارضها المستوطنون بشدة. وقالت مصادر في الحكومة الاسرائيلية إن شارون يحظى حتى الآن بتأييد 66 نائبا من بين 120 نائبا في الكنيست. ويمثل التصويت على الخطة الكنيست الاثنين المقبل مرحلة من مسار طويل ينتظر شارون قبل البدء في تنفيذ الخطة. وأعلنت كتلة الجهبة الديمقراطية في الكنيست التي تضم 3 نواب عرب أنها ستصوّت ضد خطة شارون ردا على تصريحات مسؤول حكومي اسرائيلي قال فيها ان الهدف من الخطة هو تجميد عملية السلام. وأكد العضو العربي في الكنيست عزمي بشارة ان خطة شارون لما يسمى بفك الارتباط ليست خطة للانسحاب من جانب واحد بل هي خطة لتكريس الاستيطان. وقال بشارة في بيان صحفي إن «ما يسعى اليه شارون في الحقيقة ليس الاتيان بحل أو التوصل الى اتفاق وانما منع الحل والالتفاف على امكانية التوصل الى اتفاق سياسي وتكثيف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية».