ادعت امس تل ابيب ان مخابراتها «أحبطت» محاولة من جانب حركة «حماس» لتفجير مكتب رئيس الوزراء الصهيوني شارون في القدسالمحتلة. وعلى الميدان بدأت امس في الضفة الغربية اشغال تطويق احدى اكبر المستوطنات الصهيونية في الاراضي المحتلة بالجدار العازل تمهيدا لضمها الى المناطق المحتلة عام 1948 وذلك في اطار تنفيذ خطة شارون المسماة «فك الارتباط مع الفلسطينيين». وجاء في بيان نشره امس مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان اجهزة الامن الصهيونية اعتقلت ناشطا من «حماس» من سكان القدسالشرقية وزعمت انه كان يخطط لتفجير مكتب شارون. **خطة اغتيال؟ وحسب البيان فإن المعتقل حسام النابلسي (38 عاما) كان يعتزم تفجير مكتب رئيس حكومة تل ابيب في القدسالغربية لأنه يستطيع الوصول الى مواقع حكومية اسرائيلية بحكم عمله في شركة اسرائيلية توزع مطبوعات رسمية على مختلف المؤسسات الحكومية. وقال البيان ان النابلسي اعتقل في اطار عملية مشتركة للشرطة وجهاز المخابرات الداخلي «شين بيت». ووفق البيان الاسرائيلي فإن حسام النابلسي المتهم من جانب اجهزة ا لامن الاسرائيلية بالضلوع في عمليات فدائية بالقدسالمحتلة اعترف اثناء استنطاقه انه كان يعتزم وضع قنبلة في مكتب شارون او في كنيس يهودي بالقطاع الشرقي المحتل من المدينة المقدسة وتحديدا في حي «مياشعاريم» الذي تسكنه احدى طوائف اليهود الارثودوكس. وحسب نص البيان الذي نشرته رئاسة الوزراء الاسرائيلية فقد كان حسام النابلسي يخطط لتفجير عبوة ناسفة بواسطة هاتف محمول. وزعم البيان الاسرائيلي ان افراد الشرطة وجهاز الامن الداخلي «شين بيت» عثروا في قرية «نبالا» شمالي القدسالمحتلة على العبوة الناسفة التي كان يفترض ان يستخدمها الناشط في «حماس» في عملية التفجير المفترضة. ووفق المصدر الاسرائيلي ذاته فقد كان بامكان المعتقل الفلسطيني الوصول الى مكتب شارون ومواقع اخرى حكومية باعتبار عمله مع شركة التوزيع الاسرائيلية المذكورة. ولم يوضح البيان الاسرائيلي ما اذا كانت الاجهزة الامنية الصهيونية متفطنة الى كون النابلسي من اعضاء حركة «حماس» مع انه يعمل لحساب شركة اسرائيلية. **الجدار لابتلاع الضفة وعلى الارض شرعت سلطات الاحتلال في اعمال البناء تمهيدا لضم مستوطنة «ارييل» وهي احدى اكبر التجمعات الاستيطانية في الضفة الى المناطق المحتلة عام 1948 بواسطة الجدار العازل. ويعني ضم هذه المستوطنة والمستوطنات الاخرى الكبرى في الضفة الغربية بواسطة الجدار الفاصل، «ابتلاع» مساحة كبيرة من الاراضي الفلسطينية. وقال امس رئيس بلدية المستوطنة الصهيونية المذكورة «رون نعمان» ان اعمال بناء الجدار بدأت في قطاع مستوطنة «ارييل» مضيفا ان المستوطنة باتت مشمولة بالجدار وعلى هذا ستكون (مستقبلا) جزءا من الكيان الصهيوني. ويأتي التمهيد لضم هذه المستوطنة تنفيذا لخطة شارون التي يطلق عليها فك الارتباط مع الفلسطينيين وتجسيما لموقف الرئيس الامريكي جورج بوش الذي ايد مؤخرا بوضوح الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية التي تقع عليها المستوطنات (في الضفة) بدعوى «الاخذ باعتبار الحقائق الديمغرافية» أي انه لا يمكن الغاء الاستيطان في اطار اي تسوية محتملة بين الصهاينة والفلسطينيين. ولأجل بناء القسم الجديد من الجدار حول مستوطنة «ارييل» التي تقع بعمق حوالي 20 كيلومترا داخل الضفة الغربية سلم جيش الاحتلال الاسرائيلي عددا من المواطنين الفلسطينيين في مدينة سلفيت اوامر بنزع ملكية اراضيهم. ونقلت يومية «هآرتس» العبرية عن مسؤول في وزارة الحرب الاسرائيلية ان اشغال تطويق مستوطنات ارييل وعمانويل وكدوميم (في الضفة) بواسطة الجدار لاجل ضمّها ستنتهي قبل حلول ماي من سنة . وفي الضفة ايضا اعتقلت قوات الاحتلال في اطار توغل ومداهمات بجنين ومخيمها حوالي 10 فلسطينيين من حركتي فتح والجهاد الاسلامي. واعتقل جنود الاحتلال فلسطينيين اخرين في قلقيلية ورام الله وبيت لحم. وبينما يتواصل العدوان على الاراضي، تفادى امس شارون ثلاث مذكرات لحجب الثقة عن حكومته في الكنيست مع ان الائتلاف الحاكم الذي يقوده لم يعد يتوفّر على الاغلبية في الكنيست.