الى صديق يجهلني... يؤنسني ويمتعني لم يكن الليل قطّ، لي، سباتا، يخلد فيه جسدي بل قل عقلي الى ذلك الموت المنشود والمرغوب، والذي نفارق بمقتضاه إيقاع الحياة والوجود حتى نلج تلكم العوالم المبهمة المجهولة، مزيج هي... ألم، رعب ولذة... لذّة في حلم ما أروعها! والرّعب ما أشدّ وقعه ووطأته...! ولسوء الحظ وحسنه، لا يكتب إكتمال فصول أي منهما. اليقظة هاهنا، بوابة حرمان تدفع عبرها هكذا، منسحبا من لذّة صافية، نقية، لتزجّ من جديد في واقع مملّ رتيب... أيكمن سرّ عظمتها (اللذة) في انقطاع مسارها؟ ربما!! أما هنا، فهي (أي اليقظة) منفذ للنجاة وملجأ نستعيد فيه الطمأنينة. أقضي الليل، أنا، في مداعبته مداعبة فريدة، تلامسه أناملي فيستجيب ويتلوّن، يمتعني ويشبعني... يخترق بهمساته سكون الليل المصطنع فيتمتن وصالي به حدّ العبادة، يهدهدني بمعسول نبراته دون انقطاع، ولا ينبلج صبح وليد الاّ وأنا أحضنه وهو يحضنني: احضنه بسمعي، فيحضنني بسيل سخيّ من معان تنفذ الى عمق أعماقي... فتثريني... أنا لست بمجنون ليلى، يعشق الليل ليلتحف ظملته ويتناول نجومه المتلألئة الآفلة، يسامرها ويناجيها لينقل عبرها مضامين هيامه... أنا عاشق لعباب الليل أين يتلاشى التفكير في «هي» وينحصر مع «هو» مستمتع بمخاض عسير يستحوذني لأسبح في فضاء متعقل غير معقول ويعتريني الضياع، فتراني «أفكر، إذن أنا غير مرجود» باحترام «بديكارت» وآيته... فمرحى أيتها الظلمة المضيئة... إنني حبيبك الولهان وأنت حبيبتي الأزلية مادمت زاخرة، حبلى بالحياة... بل أنت الحياة في أصلها الأصيل. * مصطفى الفقيه (دوز) --------------------------------------------------------- **أحلام مراهقة تقلبت في فراشها يمنة ويسرة، وأعادت الكرة مرات عديدة ليست هي الليلة الاولى التي تشعر فيها بهذا الأرق الرهيب، كثيرة هي الليالي التي تتيه فيها مع الظلمة التي تكسو غرفتها فتظل تتأمل النجوم من خلال نافذة غرفتها الصغيرة، كانت النجوم أنيستها وسلوتها في غربتها، تضيء بعض دروبها الحائكة، هي فتاة جميلة أنيقة طالبة في معهد اللغات الحية، انتقلت الى العاصمة بعد نجاحها في الباكالوريا، كانت ترسم الآمال والاحلام، وتستشرف المستقبل الزاهر، وتبني قصورا من الأوهام، قصورا رملية جرفتها أمواج البحر مع نسيمات الخريف البارد، منذ الصغر أحبت الحياة دائما تتذكر طفولتها لعبها دميتها حبل الفقر، آه، تنهدت من الأعماق، أمنيات مستحيلة تراودها، كانت طفلة بريئة، لا تعرف المعاناة لم تتوقع أن يتحول حبها الى سراب بغمة ونفور ومقت، ويأس وقنوط يكبر يوما بعد يوم. * رضا بن سالم نهج سهلول حمام سوسة 4011 -------------------------------------------------------------- **الذكرى القلم عاجز عن المطاوعة في كتابة التحيات والألماني الروتينية المعروفة لكن الذكرى لن يمحوها مرور الأيام فهي كالنقش في صخر الذاكرة والوردة مصيرها الذبول والدمعة مصيرها النزول والذكرى باقية لا تمّحي * نجوى (مدنين) -------------------------------------------------------------- **ذكرى كلام في الكلام! كلام عميق! من الأحزاب أكتب... فأنا محتاج اليك... ضميني لقافية عشقك معذرة إن كنت لونت جميع أسرار حبّك... بلون أحلامي! ... لا أريد أن يقولون انك مرأة سجينة عشيقي! سيدتي... فأنت التي كانت لا تنام الا على وسادة صدري! * معز العبيدي (سوسة) ------------------------------------------------------------- **أعاصير لا تشتهيها السفن هل لي حرية كافية، وأطلق لساني يسبح في خضم أحلامي المتعددة وآمالي التي لا وجود لها في القاموس؟ تسألني قاموس من! أجيبك كما أجيبك دائما على كل سؤال: «قاموسك أنت» أتركني اذا أرسمك بريشة مشاعري وشما أخضر كاخضرار الربيع، وأعرفك بقيتارة أحلامي سمفونية رائعة تتجاوز سمفونيات بتهوفن، ومزارت... أتركني أغنيك شعرا متدفقا كالينبوع، يتجاوز أشعار الشابي والقباني، ولامرتين... أتركني أحبك بلا حدود... بلا عقد... بلا مركبات... دعني استنجد بالسفن المتراقصة في عينيك حتى لا أغرق في بحر هذا الحب العميق، الثائر، الرهيب... لا أريدك ان تلمس هذه المشاعر الشفافة التي أكيد أنك لن تجد مثلها... هل تدري لماذا؟! لأنها مشاعر صادقة بعيدة عن المظاهر والمادة والأهداف، هذه المشاعر رفضت ان تخضع لصمتك القاتل، لتجاهلك... ولبرودك... وفي كل يوم... وفي كل ساعة... وكل لحظة... تصرخ هذه المشاعر في أعماقي «أنني أحبك». سيدي... أدري أنك لست أمير قرطبة ولا فتى الأندلس... ولا حتى الفارس صاحب الجواد الابيض الطائر... ولكني لا أملك سوى أن تكون بداخلي... وفي كل خطوة من خطواتي... سيدي... أعترف لك بعجزي الكسيح بأن أجعلك تحبني او تشعر بقليل من الودّ نحوي... ولكني أعترف أيضا انك عاجز أن تحب، وأن تشعر بلذّة الأحاسيس الصادقة التي تملأني... سيدي أنت تغرّك المظاهر... ونسيت ان المظاهر خداعة، أنت غامض كالبحر، لا أعرف أعماقك، لا أفقه أدغالك، بأفكاري أبتعد مسافات طويلة لألقاك، وأمشي في أرض اليأس الذي دفعتني اليه تكريما وشوقا لك، حتى لا أعود اليك وأعكّر لك صفو اجوائك المملة الرتيبة... لقد طال الحوار بيننا ساخرا متموّجا في كل مناسبة، أنتظر منك كلمة رقيقة تمسح بها غبار الألم الصامت الذي زرعته أنت في قلبي وعيوني... العمر لحظات... بل ثوان معدودوات، لماذا تريدني أن أضيّع هذه الثواني في انتظار السراب منك؟ سيدي... دع عنك الاعتذارات، ودع عنك التوضيحات... فلقد مللت الكلمات المسافرة مع الرياح، ومع أعاصير لا تشتهيها السفن خيّرت لعبة القط والفأر التي لا تنتهي وأنا ضقت في اللعب والألاعيب... يكفيني منك... فأنا لا أخضع لحب لا يبصر ولا يفقه... ولا يتنفس النور... سأتفادى الظلام... وأبتعد بصمت وهدوء لأرى الشمس وألمس خيط القمر وانسج منها فستان أميرة جثا الشوق خجلا عند قدميها. * سليمة السرايري (تونس) ------------------------------------------------------------- **ردود سريعة * حسين اليزيدي منزل بورقيبة: شكرا على ثقتك في «الشروق» «أحبّك» تكشف عن موهبة شعرية تجعلنا ننتظر نصوصك الجديدة. * ألفة الغانمي الرقاب: غزارة البريد هي السبب أحيانا في تأخر نشر مساهمات الأصدقاء، أكتبي لنا مجددا. * حنان الراجحي الكريب: في هذا الركن لا ننشر قصائد بالعامية ننتظر خصوصا أخرى منك. * نوال المزغني صفاقس: مرحبا بك صديقة جديدة لواحة الابداع ننتظر نصوصا أخرى منك.