الصوم سبب في سعادة الدارين، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ان النبي ص قال: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عن لقاء ربه»، فعند فطره، يفرح بما أنعم اللّه عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح اللّه له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعا منه حال صيامه، وعند لقاء اللّه يفرح حين يجد جزاء صومه كاملا في وقت هو أحوج ما يكون إليه. ومن الفضائل أن خلوف فم الصائم وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو المعدة من الطعام أطيب عند اللّه تعالى من ريح المسك، فهذه الرائحة وان كانت مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند اللّه جل وعلا، لأنها من آثار العبادة والطاعة، وهو دليل على عظم شأن الصيام عند اللّه. فهذه بعض فضائل الصوم، وتلك هي آثاره، وهي في مجموعها موصلة العبد إلى الغاية التي من أجلها شرع الصوم، وهي تحصيل التقوى، لينال رضا اللّه في الدنيا والآخرة، نسأل المولى عز وجل أن يجعلنا من المتقين، لننال رضاه وجنته.