رغم الطاقة الشمسية الهائلة التي نتمتع بها في تونس الا أن بلادنا محرومة من هذه النعمة ... فتونس هي البلد الوحيد في العالم الذي اتخذ قرارا بالتخفيض في نسبة الدعم للكيلواط الواحد من الطاقة الشمسية من 1200دينار الى 500دينار فقط فاسحة بذلك الدولة المجال لتوريد المحروقات والغاز لتوليد الكهرباء بالمليارات من العملة الصعبة ... وفي تونس اليوم تتعمد الدولة وأجهزتها عدم تمكين الشركات التي تتولى تركيز الطاقة الشمسية في المنازل والمؤسسات من مستحقاتها المالية مما يهددها بالإفلاس... كل هذا في الوقت الذي يتجه فيه العالم بسرعة كبيرة نحو الطاقات البديلة وتسعى بلدان مجاورة لنا الى تركيز محطات عملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ، لكن في تونس الى حد الآن 43 الف أسرة فقط تستغل الطاقة الشمسية لانتاج الكهرباء بسبب قلة الدعم وضعف التشجيعات ووجود ترسانة متخلفة من القوانين التي تعوق تطور انتاج الطاقة البديلة لنبقى تحت رحمة التوريد والتلوث ونخسر كل يوم طاقة مهدورة تمكننا من انتاج الكهرباء مجانا ... كل ما تم ترويجه وتسويقه سابقا حول الطاقات المتجددة كأولوية وطنية كان كذبة كبرى والأجهزة والادارات المسؤولة عن الطاقات المتجددة في تونس هي مؤسسات مهمتها إهدار المال العام. اليوم ونحن في سنة 2022 لم تتجاوز مساهمة الإنتاج من الطاقة الشمسية للشركة التونسية للكهرباء والغاز ال 1 بالمائة من اجمالي موارد الطاقة وهو رقم مخجل ... من المفروض ان ينطلق اليوم برنامج وطني شعاره ألواح للطاقة الشمسية في كل سطح منزل في تونس وهو برنامج لا يتطلب سوى ارادة حقيقية وصادقة لتحقيقه بعيدا عن ترسانة القوانين المتخلفة التي تحكمنا وتمنعنا من استغلال الطاقة الشمسية المهدورة في بلادنا على مدى كل أيام السنة... وبسبب عدم استغلال الطاقة الشمسية والطاقات البديلة تخسر تونس سنويا الاف مواطن الشغل بشكل مباشر وغير مباشر وتحرم مئات الشبان المتخرجين من الجامعات من بعث مشاريع خاصة وخلق فرص للعمل والتميز والنجاح ... كل الإدارات وما يسمى بالوكالات المسؤولة عن التحكم في الطاقة مقصرة ومسؤولة عن كل هذا الفشل ووجودها سيزيد الوضع تعقيدا وسيعطل مشاريع كثيرة.... تونس للأسف ستبقى محرومة من شمسها التي تسطع كل يوم بسبب البيروقراطية المقيتة وعدم وعي المسؤولين عن هذا القطاع وتمسكهم بقوانين بالية لا تتماشى وروح التطور ... آلاف المهندسين التونسيين الشبان هاجروا في السنوات الأخيرة لأن كل الأبواب أغلقت أمامهم وكل فرص النجاح والتميز إنعدمت ... كم ستخسر تونس بسبب هذه القوانين المتخلفة والبالية التي تحكم كل القطاعات حتى استغلال الشمس... نحتاج اليوم الى ثورة على تلك القوانين التي تعيق تطورنا وتكبل حياتنا وتجعلنا كل يوم نشعر أننا أمة متخلفة... سفيان الأسود