يعود بناء برج العربي زروق الى أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر للميلاد، وتم انجازه في نفس فترة بناء قصر الوردة وقصر قبة النحاس. وقد كان العربي زروق وزيرا لحمودة باشا ثم وزيرا أول لمحمود باي. ورث حفيد العربي زروق هذا القصر الذي صار في ما بعد على ملك الجنرال رشيد، ثم على ملك عائلة محسن وأخيرا على ملك البارون ديرلانجي. وقد حولته السلطة التونسية بعيد الاستقلال الى أملاك الدولة ليستعمل في المصلحة العامة. تظهر الخصائص العامة للهندسة المعمارية الخاصة بمنوبة كذلك في هذا القصر، باستثناء بعض التأثيرات الايطالية التي كانت منتشرة زمن بنائه في بداية القرن التاسع عشر للميلاد، ويلاحظ التأثير الايطالي لأول وهلة في الباب الضخم المنقوش بوريدات متلألئة على النمط الايطالي. عدا هذا، فإننا نجد في هذ القصر مجمل عناصر فن المعمار في قصور منوبة : فناء بأبوابه، غرف صاحب الدار والطابق، ولم تغب الفخامة والأبهة عن هذا القصر جريا على عداة عصر بانيه ومراعاة لمكانته الرفيعة.