تشهد ولاية قبلي تراجعا ملحوظا في مستوى المائدة المائية جراء استغلالها المفرط في القطاع الفلاحي، في ظل تنامي مساحة التوسعات الخاصة التي دخل الكيثر منها طور الانتاج ليوفر كميات هامة من دقلة النور عالية الجودة المعدة للتصدير ورغم ادراك فلاحي الجهة بالاشكاليات التي باتت تعانيها المائدة المائية بالجهة، الا انهم لا يرون بديلا عن التوجه لاحداث التوسعات الخاصة بغراسة اشجار النخيل من نوع دقلة النور وذلك بسبب عدم تنوع القاعدة الاقتصادية للجهة والمحدودية في فرص التشغيل لابنائهم، الى جانب عدم انجاز المشاريع العمومية في المجال الفلاحي منذ سنوات، ودعوا السلط الجهوية والقائمين على الشان الفلاحي الى التفكير في كيفية تقنين هذه المساحات من الناحية العقارية حتى تتمتع بامتيازات الدولة الموجهة خاصة للاقتصاد في مياه الري وذلك للحد من هدر المياه رغم ان الكثيرين منهم باتوا يعولون على امكانياتهم الذاتية لتركيز منظومات الري "قطرة قطرة" بمستغلاتهم الخاصة على حد تعبيرهم ل"وات". وفي ذات الاطار، اوضح رئيس قسم المياه بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية مختار الجليدي ل"وات" ان الموارد المائية بولاية قبلي تستغل اساسا مائدتين جوفيتين غير متجددتين هي مائدة القاري الوسيط ومائدة المركب النهائي، وهو ما يتطلب اتخاذ جملة من الاجراءات المصاحبة للمحافظة على الثروة المائية بهذه الربوع واستغلالها بطريقة رشيدة خاصة في ظل تجاوز نسبة الاستغلال الحالية للمائدتين 200 في المائة واشار الجليدي الى ان السبب الرئيسي في الاستغلال المفرط للمائدة المائية، هو توسع رقعة التوسعات الخاصة حيث تبلغ المساحة الجملية للواحات بولاية قبلي حوالي 40 الف هكتار، منها 10500 هكتار مناطق سقوية عمومية وقرابة 30 الف هكتار من التوسعات الخاصة المحدثة حول الابار غير المرخص بها والتي فاق عددها 8 الاف بئر وهو ما بات يشكل خطرا على المائدة المائية التي تشهد تراجعا سنويا ملحوظا، فضلا على ما تشهده من ارتفاع في نسبة الملوحة مع ارتفاع المائدة السطحية في شبكة مياه الصرف، وهو ما يقتضي التفكير في ديمومة القطاع مع المحافظة على هذه الثروة المائية للاجيال القادمة. واكد على ضرورة التوجه نحو استتغلال المائدة المائية بالاعتماد على جملة من الاجراءات المصاجبة اهمها تكثيف عمليات توعية الفلاحين بضرورة الاقتصاد في مياه الري والتفكير في التوجه نحو استعمال المياه غير التقليدية على غرار المياه المعالجة، واشار الى ان المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية تنجز سنويا عدة تدخلات لصيانة الشبكات المائية بالمشاريع العمومية، وذلك للحد من هدر المياه، كما انها تقوم بالتصدي لظاهرة حفر الابار العشوائية وتتدخل في الكثير من المرات عبر حجز الات الحفر وايقاف الاشغال بهذه الابار يشار الى ان ولاية قبلي قد انتجت في الموسم الفلاحي الفارط قرابة 250 الف طن من التمور منها 13 الف طن من التمور المطلق و237 الف طن من دقلة النور عالية الجودة الموجهة اغلبها للتصدير والتي تنتج اغلبها في التوسعات الخاصة، الامر الذي يطرح معادلة صعبة في كيفية المحافظة على هذه التوسعات التي باتت تساهم بالقدر الاكبر من المنتوج الجهوي والوطني من التمور، مع المحافظة على المائدة المائية المهددة بالاستنزاف في ظل عدم توقف سيل التوسعات الخاصة التي تحدث حول الابار والتي تحفر بصفة عشوائية الأولى
