يمارس الكثيرون عادات خاطئة اثناء فترة السحور فالبعض يستيقظ ليأكل ثم ينام وهذا امر مغلوط. السحور هو وجبة مهمة لمواجهة فترة طويلة من الصيام لذلك يجب تناول اغذية بطيئة الهضم في هذه الوجبة مثل البروتينات وبعض النشويات التي تحتوي على زيوت نباتية. ويجب عدم ملء المعدة بالسكاكر خاصة الأحادية لان امتصاصها وهضمها سريع حيث تنفرغ المعدة بسرعة. كذلك يمكن اخذ كمية من الاغذية الغنية بالألياف وبعض البروتينات. ولا ينصح بالنوم مباشرة بعد وجبة السحور. وفي الدول الحارة يجب مراعاة كمية المياه الواردة والمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم التي يمكن ان تطرح اثناء فترة النهار خلال الصيام. لذلك يجب زيادتها قليلا في فترة السحور. النوعية وليس الكمية من خلال ما اوردنا في الفقرات السابقة بإمكاننا القول ان بالامكان تناول ما شاء الصائمون بين فترة الافطار والسحور. لكن بمراعاة معدل الطاقة الواردة الى الجسم. فلو اخذنا على سبيل المثال وليس الحصر انسانا وزنه 70 كيلوغراما ويقوم بنشاط معتدل يوميا فهذا يعني انه بحاجة الى ما يعادل 3000 سعيرة حرارية من الطاقة. وهذه الكمية من الطاققة موجودة في 334 غراما من الشحوم، او في ما يعادل كيلوغرام من السكريات او كيلوغرام من البروتينات. وبدل ان يتناول الانسان نصف كيلوغرما من الشحوم او كيلوغرام من السكاكر او ما يعادله من البروتين يمكن ان يوزع هذه الكمية الحرارية بأخذ الحاجة اليومية من البروتينات وهي 70 غراما والحاجة اليومية من السكاكر (200 غرام) والحاجة اليومية من الشحوم (50 غراما). احذروا السهريات الرمضانية تونس «الشروق» ارهاق، تعب، تثاؤب، فنوم بالحدائق العمومية وبوسائل النقل وأحيانا على المكاتب المخصصة للعمل فتأِثير الصيام والسهرات الرمضانية اصبح يعطي مفعوله، فماهي تأثيرات السهر على صحة الصائم؟ يجد البعض في شهر رمضان مناسبة للسهر بالبيت وبالمقاهي وببعض الفضاءات الأخرى وغالبا ما يتواصل هذا السهر الى ساعة متأخرة من الليل وبمرور الايام يظهر التعب والارهاق يقول الدكتور لسعد الرياحي: «السهر الى ساعة متأخرة وعلى مدى ايام هو شكل من رغبة في تغيير نسق الحياة لكن «السهريات» عندما تكثر يكون لها مفعول عكسي على صحة الانسان والنتيجة: تعب وارهاق. وللإشارة فإن بعض الدراسات العلمية الطبية اكدت ان حرارة الجسم ترتفع لدى الصائم في الليل وذلك جرّاء الارهاق. ان الصائم في حاجة الى الراحة والنوم العميق وللتأكيد فإن كثرة السهريات ينتج عنه النوم المتقطع والشعور بعدم الراحة. ان الليل من المفروض انه مخصص للراحة، راحة بعض الاعضاء فالكلى مثلا تشتغل براحتها في فترة النوم دون اي مجهود وكذلك القلب اما التنفس فيكون طبيعيا وهناك هرمونات تزيل الاحساس بالألم «الكرتزون» وتتقلص فعاليتها مع حلول الليل، فالنوم ضروري ولو لربع ساعة بعد الافطار لأنه يساهم في ترسيخ المعلومات وتنشيط الذاكرة وحتى في صورة السهر يجب ان لا يتجاوز ذلك منتصف الليل من اجل الحصول على ساعة نوم كافية لمزيد تجديد نشاط الجسم. ان اجسامنا لها علينا حق فإراحتها وعدم تعذيبها بالسهر الى اوقات متأخرة من شأنه ان يعود بالضرر على مردودنا المهني والدراسي بل ينتج عنه خمول ونعاس. وقد أكد بعض المختصين في علم النفس ان السهر له تأثير ايضا على مزاج الصائم بل هو سبب من الاسباب المباشرة للنرفزة الزائدة او ما يعرف ب «حشيشة رمضان»! رضا بركة من الطب النبوي: للغذاء كدواء اعتمد الطب النبوي العلاجي في الاصل على اخذ الغذاء كدواء اي حسن اختياره وانتقائه وللتمثيل على ذلك نذكر على سبيل المثال قوله ص : «عليكم بالرمّان كلوه بشحمه فإنه دباغ للمعدة» وقوله ايضا : «عليكم بالسّنا والسنوات فإنه فيها شفاء من كل داء». وقوله كذلك: «عليكم بالمردقوش فإنه جيّد للخشام».