رئيس الجمهورية يؤكد: لا أحد فوق القانون... و لا تراجع عن المحاسبة    الرئيس التونسي يقدم التعازي للجزائر في ضحايا الحادث المأساوي    قبلي اليوم: رياح رملية وأتربة    صحة غزة.. ارتفاع حصيلة ضحايا الجوع إلى 251    البطولة التونسية: نتائج الجولة الثانية وانتصار الإفريقي على النجم    مونديال الوسطيات في الكرة الطائرة .. منتخبنا يحصل على المرتبة 22    عاجل: 3 حكمات توانسة في تصفيات رابطة الأبطال الإفريقية للسيدات    منى الباجي تحصد الذهب    تونس الليلة... أمطار وخلايا رعدية بهذه بالمناطق والحرارة توصل 35 درجة بالليل    مطر ورعد في الوسط و الساحل.. أكثر الكميات في أي ولاية ؟    عاجل: وفاة مدير تصوير مصري معروف    مرتضى الفتيتي في حفل بمهرجان سوسة الدولي...فقدت الوعي فعواطفي هي التي غنّت الليلة    كوميديا اجتماعية بلمسة نسائية .. «للاّهم» تُبهر جمهور مسرح قرمبالية    في الصّميم : شطحات السّالمي.. انحراف التّحكيم و«مافيولا» زهمول    تاريخ الخيانات السياسية (48) .. انقلاب على المقتدر بيومين    "جاءت في وقتها وكانت مفيدة".. بوتين يطلع كبار المسؤولين الروس عن نتائج قمته مع ترامب    الاتحاد التونسي للفلاحة يعتبر احترام مؤسسات الدولة ورموزها والمحافظة على السلم الإجتماعية مبادئ ثابتة    حجز أجهزة تكييف    طوابع جبائية الكترونية    تواصل تهاطل الأمطار الغزيرة بهذه الجهات وتحذير من السباحة    غليان في السويداء.. مظاهرات تدعو للقطيعة مع دمشق وفتح معبر نحو القنيطرة    فرنسا تندد بمشروع E1 الإسرائيلي في الضفة الغربية    الرابطة المحترفة الثانية: مستقبل القصرين يتعاقد مع اللاعب جاسر بن عتيق    الاتحادات الجهوية للشغل تجتمع للتعبئة استعدادا لمسيرة 21 أوت..#خبر_عاجل    نابل: انتهاء موسم جني وتحويل الطماطم بإنتاج حوالي 260 ألف طن    لكسر الحصار على غزة: أسطول الصمود المغاربي ينطلق من تونس يوم 4 سبتمبر…    ناج من حادث الجزائر يروي لحظات الرعب : تفاصيل صادمة    عاجل/ جمعية القضاة تدعو إلى الإفراج عن المسعودي..    حجز 4 محركات ضخ وقوارير غاز منزلية بمنطقة الزقب بأوتيك..    القصرين: أعوان شركة عجين الحلفاء والورق يعيدون تشغيل معدات معطّلة منذ سنوات رغم الصعوبات المالية    إلغاء عرض "كي-ماني مارلي" بمهرجان قرطاج وتعويضه بتكريم للفاضل الجزيري    كرة اليد: جناح الترجي يمضي للنجم الساحلي    عندما تسحر "الزيارة" جمهور مهرجان صفاقس الدولي    عاجل بالفيديو: أمطار رعدية في حمام الأغزاز من ولاية نابل...توخي الحذر مطلوب    احذر.. النوم المفرط قد يدمّر صحتك بدل أن يحسّنها!    تنبيه جوي: تقلبات قوية منتظرة هذا السبت وهذه هي المناطق المعنية    عاجل/ نواب بالبرلمان يقررون مقاضاة هؤلاء المسؤولين..    المرصد الوطني للمناخ يُحذّر...نابل، سوسة، المنستير وزغوان الأكثر تأثراً بحالة عدم الاستقرار    علاش ''اللبن الرائب'' حاجة باهية لصحة الجسم في الصيف؟    تصل إلى 40 مم: أمطار أحيانا غزيرة بهذه المناطق بعد الظهر    وزارة الصحّة تدفع نحو تطوير الطب النووي وتحقيق الاكتفاء الدوائي    أمل حمام سوسة يعزز صفوفه باللاعب فادي سليمان    اتحاد تطاوين يتعاقد مع اللاعب ريان القديري    حملة وطنية لمراقبة ''الكليماتيزورات'' تسفر عن حجز آلاف الوحدات غير المطابقة...شنيا لحكاية؟    عاجل: قمة بوتين وترامب بألاسكا.. محادثات مثمرة بلا أي اتفاق رسمي    عاجل/ حادث مرور مروع بهذه الطريق..وهذه حصيلة الضحايا..    تركيا.. إيقاف 42 شخصا في إطار تحقيقات فساد ببلدية إسطنبول الكبرى..#خبر_عاجل    دراسة تحذّر من ظاهرة صحية خطيرة مرتبطة بعطل نهاية الأسبوع    عاجل: نزل البحيرة، رمز تونس المعماري، يواجه الهدم    تاريخ الخيانات السياسية (47) ..وزراء و أمراء زمن الخلافة العباسية يحتكرون السلع    الحملة الوطنية لمراقبة أجهزة تكييف الهواء الفردية تفضي الى حجز أكثر من 3380 مكيف هواء وتسجيل 146 مخالفة    وزارة التربية تدعو القيمين العامين المعنيين بحركة النقل إلى الإطلاع على المراكز المعنية بالحركة    عاجل/ كارثة طبية..مسكّن ألم ملوّث يُودي بحياة 96 مريضا..!    وزارة الاسرة تنظم باليابان فعالية للتعريف بأبز محطات الفعل النسائي على امتداد مختلف الحقبات التاريخية    عاجل: أحلام الإماراتية توضح للتونسيين حقيقة أجرها في مهرجان قرطاج    خطبة الجمعة...التوسّط في الإنفاق ونبذ الإسراف والتبذير    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق.علاقات تونس الخارجية بين التنويع... والمحافظة على الثوابت » !
نشر في الشروق يوم 14 - 04 - 2023

لا يجب أن يتحول ملف التحالفات الاقتصادية الخارجية لتونس إلى سبب من أسباب الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا والمس من وضعها المالي والاقتصادي. فالمعيار الوحيد للتحرك في هذا الاتجاه او ذاك لا يمكن ان يكون سوى المنفعة او الفائدة التي يمكن ان تتحقق من وراء ذلك لبلادنا ولا أي شيء آخر.. والتحالفات الاقتصادية والمالية، سواء كانت في اتجاه الشرق أو نحو الغرب او الشمال او الجنوب، يجب ان تكون مبنية على منطق "الربح المتبادل" gagnant – gagnant بعيدا عن كل اشكال العواطف او الإيديولوجيا وعن كل الضغوطات الخارجية التي تظهر بين الحين والآخر..
وتاريخيا، بُنيت السياسة الخارجية لتونس ودبلوماسيتها على مبادئ وثوابت معروفة في مقدمتها الحياد تجاه الأزمات التي تحصل بين البلدان والعمل على التدخل والوساطة لتسويتها بطريقة سلمية، وكذلك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وأيضا الاحترام المتبادل مع بقية الدول. غير أن هذه الثوابت أصبحت في السنوات الأخيرة مهددة بعد أن أصبحت تونس "في مرمى" بعض الصراعات الدولية والإقليمية وعرضة لبعض محاولات "الاستقطاب الاقتصادي والمالي" من هذه القوى او تلك لبعض الضغوطات والاغراءات خاصة في المجالين المالي والاقتصادي.
ولا يمكن لتونس اليوم أن تكون منحازة لهذا الطرف او ذاك او ان تخضع للاغراءات والضغوطات القادمة من اتجاه وحيد بل يجب في المقابل ان تحاول الصمود وعدم الإذعان لاي شكل من أشكال محاولات التأثير او الضغط والابتزاز. فعلاقاتها يجب ان تتواصل جيّدة مع كل الدول دون استثناء بقطع النظر عن الميولات الاستراتيجية لتلك الدول وتحالفاتها، وأن يكون المعيار الوحيد لذلك هو منطق الربح المتبادل والعلاقات الاقتصادية الناجعة والمبادلات التجارية المُربحة للطرفين والشراكات الاستثمارية المتنوعة والتعاون المالي النزيه والاحترام الديبلوماسي المتبادل.
وتحتاج تونس اليوم الى ربط علاقات تعاون وشراكة مع كل دول العالم دون استثناء. فهي تحتاج الى مواصلة ثوابت شراكاتها التاريخية والتقليدية ومع شمال وغرب الكرة الأرضية، أي مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وكندا.. وهي في حاجة كذلك لمزيد تطوير الشراكات مع النصف الشرقي من الكرة الأرضية للاستفادة من الاقتصادات الصاعدة جنوب شرق آسيا في عديد المجالات او الاقتصادات الكائنة شمال القارة الآسيوية وفي مقدمتها روسيا.. وتونس تحتاج أيضا إلى مزيد تقوية شراكاتها وعلاقاتها الاقتصادية مع الجزء الجنوبي وتحديدا مع دول إفريقيا جنوب الصحراء بشقيها الغربي والشرقي إلى جانب الشراكات التقليدية والراسخة مع أجوار شمال افريقيا والأشقاء في المنطقة العربية دون استثناء..
لم يعد المجال يسمح اليوم في أغلب دول العالم بالاقتصار على اتجاه واحد في العلاقات والشراكات الاقتصادية والمالية، مثلما لا يسمح أيضا بالتفريط في علاقات الشراكة التاريخية والثابتة مع الشركاء التقليديين . فكل الدول أصبحت محتاجة الى تنويع علاقاتها استنادا إلى ما تقتضيه مصلحتها ومصلحتها شعوبها، وليس بناء على تحالفات إيديولوجية او فكرية او خدمة لأجندات سياسية دولية او إقليمية. فالتغيرات المتسارعة التي يمر بها العالم اليوم أصبحت تفرض على الدول مرجعة وتنويع الشراكات والعلاقات الاقتصادية والمالية لضمان الغذاء والطاقة لشعوبها، وهو ما على تونس أن تقرأ له حسابا في الفترة القادمة.
فاضل الطياشي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.