بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلية بقيادة المتطرف بنيامين نتنياهو في الكشف عن مخططات توسعية خطيرة ذات طابع استيطاني خلال هذه الفترة بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل جذري. وترمي جميع الخطوات الصهيونية إلى تحقيق سيطرة شاملة على المناطق الفلسطينية المتبقية ، ويبدو ان المشروع الأخطر الذي بات يطبخ داخل غرف القرار الصهيونية هذه الايام هو السيطرة التامة على الضفة الغربيةالمحتلة وطرد سكانها وتوطين قطعان المستوطنين بدلا عن اصحاب الارض الاصليين. فالخطة التي اقترحها ما يسمى برئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة يوسي داغان تبدو الأكثر خطورة في مجريات الصراع الفلسطيني الصهيوني ، فهذا الأخير قدم خطة لزيادة عدد المستوطنين في الضفة من 170 ألفًا إلى مليون مستوطن كما يشمل هذا المخطط الخبيث الذي حذرت منه الخارجية الفلسطينية إقامة مدن جديدة ومناطق صناعية ومستشفى وسكة حديد ومطار، وتوسيع عدد المستوطنات وتحويلها لمدن وتوسيع الشوارع وإقامة مركز طبي. أي ان الاحتلال ينوي فعلا السيطرة على ما تبقى من الضفة بشكل نهائي ليتم في مرحلة ثانية طرد الفلسطينيين المعارضين لهذه الخطوة الاستعمارية العنصرية . هذا المشروع الصهيوني الخطير سيكون بمثابة المسمار الاخير في نعش كل المفاوضات السياسية والمقترحات الدولية القائمة على مبدإ حل الدولتين ، كما سيكون هذا المشروع الصهيوني العنصري ضربة قاصمة لجميع الأطراف المراهنة على الحلول السلمية لحل القضية الفلسطينية والذين ارتمى بعضهم في احضان هذا الكيان وطبع علاقاته معه تحت ذريعة حل القضية على أساس المفاوضات . ويستوجب المخطط الصهيوني الجديد في الضفة الغربية تحركا داخليا عاجلا ومكثفا و التوجه بسرعة نحو مصالحة وطنية شاملة بين جميع مكونات المشهد السياسي والعسكري الفلسطيني لتوحيد جهود المقاومة وطي صفحة الخلافات وبلورة رد مشترك لردع مخططات الاحتلال والتصدي بشكل جماعي للمسارات الاستعمارية الصهيونية الخبيثة. مهمة التصدّي للصهاينة لا تقتصر فقط على عاتق فلسطين ، بل حتى البلدان العربية مطالبة من جهتها بأن تتحرّك بكل قوة لفضح هذه المشاريع الاستعمارية العنصرية والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني لان الاحتلال قد ضاعف من سرعته للقضاء على ما تبقى من فلسطين سواء بتوسيع الاستيطان وضم مزيد من الاراضي او عبر السيطرة على المعالم الفلسطينية والعمل على تقسيمها وتهويدها وتحريف التاريخ . ويجب على الجميع ان يعلم ان المخطط الصهيوني في فلسطين الذي بدأ بالسيطرة على أجزاء من الأراضي العربية والفلسطينية عام 67 لم ينته بعد ، بل ان الصهاينة يعملون على السيطرة على ما تبقى من فلسطين عبر نشر قطعان المستوطنين في كامل الأراضي وتوسيع البؤر الاستيطانية لتحقيق السيطرة الشاملة ... كل هذه الممارسات الصهيونية تحتم على الدول العربية والشعب الفلسطيني التحرك، والوقوف متحدين كرجل واحد، لمواجهة هذه المخططات الظالمة والسياسات الاستعمارية التي نكلت بفلسطين والفلسطينيين. ناجح بن جدو