انطلقت اليوم الأحد 19 نوفمبر 2023 أولى فعاليات مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة الثالث بالفجيرة تحت شعار" الفلسفة والعالم المعيش" بحضور عدد من الدكاترة والفلاسفة التونسيين والعرب والاجانب للتباحث حول قضايا فكرية وفلسفية إنسانية. واشرف على افتتاح المؤتمر الذي ينظمه بيت الفلسفة في مقره بالفجيرة ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد الشرقي الذي أكد في كلمة ألقاها بالمناسبة على مكانة الفلسفة في حياة الإنسان وعلاقتها المباشرة بقضاياه اليومية وأفكاره وضرورتها المتزايدة في واقع العالم اليوم. من جهته أشار الدكتور محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم إلى الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة الفجيرة للعلوم الإنسانية وقطاع الثقافة والفكر، بدعم حاكم الفجيرة، بما يسهم في ترسيخ القيم الإنسانية وبحث القضايا الاجتماعية نحو عالم أكثر سلامًا واستقرارًا. ونوّه، إلى ضرورة البحث العميق عن مفاهيم مشتركة ومعرفة جامعة تقود العالم اليوم إلى السلام والتعايش وطرح الحلول الواعية المرتبطة بالقيم الإنسانية والاجتماعية والثقافية الإيجابية. كما أشاد بجهود بيت الفلسفة بالفجيرة لفتح آفاق متجددة للحوار الإنساني الذي يمدّ جسور المعرفة والتفكير والتعقّل، متمنيًا للمؤتمر وللمشاركين فيه تحقيق أهدافه المرجوّة. وفي مداخلته أكد الدكتور يوسف عبد الباري على أن الدول المتقدمة هى التي يمكنها توقع المخاطر والمشكلات لتقف وتناقش تلك المخاطر بوضوح وقوة وتعد دولة الإمارات من الدول الأولى التي استشرقت تلك المخاطر، وأن الفلسفة بوصفها ام العلوم هى القادرة على التشخيص وايجاد الحلول. وفي ذات السياق تم عرض فيلم وثائقي حول إنجازات بيت الفلسفة وتجربة دولة الإمارات في توفير حياة انسانية عادلة وعرض لجدول اعمال المؤتمر والمواضيع التي ستتم مناقشتها. من جانبه أعرب رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الفلسفة ورئيس الكونغرس العالمي للفلسفة الدكتور لوكا ماريا سكارانتينو عن سعادته بحضور هذا المؤتمر الذي يجمع الكثير من مفكرين العالم تحت مظلة بيت الفلسفة لتبادل الرؤى ومناقشة القضايا العالمية بمختلف الثقافات و وجهات النظر والبحث عن اطروحات للمخاطر التي تواجه العالم. وناقش عميد بيت الفلسفة الدكتور أحمد البرقاوي قضية الإنسان بوصفه مشكلة في الواقع المعيش وطرح العديد من التساؤلات حول معنى أن يكون الإنسان مشكلة ؟ ونحن نعلم أن المشكلة سؤال ينطوي على عدة اسألة ،هل من الحكمة أن نتحدث عن الخطر الذي يعيشه الإنسان قي عالمنا العربي مثل العالم الأوروبي ؟ كيف يستطيع الإنسان أن يستعيد سلطته ؟ ماذا يعني لنا الاغتراب ؟ التقنية وما انتجته من مخاطر للإنسان ؟ والعديد من التساؤلات والقضايا التي أجاب عنها خلال مداخلته وتحاوره مع الحضور. ثم عرضت الدكتورة نجوى الحوسني مفهومها الخاص حول ما السعادة ؟ وأوضحت انه يصعب تحديد تعريف موحد للسعادة حيث أن كل فرد له مفهوم وتعريف خاص للسعادة وأكدت على أهمية استقرار الأسرة والوطن للشعور بالسعادة واستعرضت تجربة دولة الإمارات بإنشاء وزارة السعادة وخطتها الاستراتيجية. الجلسة الثالثة من المؤتمر كانت من نصيب الاستاذ نادر البزري وعنوان مداخلته "من الذكاء البشري إلى الذكاء الصنعي" وأكد ان سيطرة الذكاء الصنعي على الإنسان مازالت غير مؤكدة وان المخاوف الرائجة حول سيطرته على الإنسان مخاوف كاذبة. في الجلسة الرابعة طرح الدكتور إبراهيم بو رشاشين سؤال "هل هناك أهمية راهنت للفلسفة العربية الوسيطة" ؟ وكانت الإجابة "نحن أمة فلسفية لكن جهلنا بجذورنا جعلنا لا نعطي أهمية لهذا التراث الفلسفي سواء على مستوى الدراسة الجامعية أو على المستوى العملي حتى أصبحنا نخشى أن نقول فلسفة إسلامية رغم مساهمتنا الكبيرة في نشأة الفلسفة الحديثة والمعاصرة. وفي اختتام فعاليات اليوم الأول من المؤتمر تم توقيع ثلاثة كتب من إصدارات بيت الفلسفة، كتابين للدكتور أحمد البرقاوي وكتاب للدكتورة نجوى الحوسني. وتتواصل فعاليات مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة إلى يوم غد الاثنين من خلال عدة مداخلات ونقاشات لعدد من المشاركين من كل دول العالم.