في إطار دعم الكيان الصهيوني لارتكاب مزيد من المجازر في حق المدنيين في غزة بعد تجاوز حصيلة الشهداء ل 24 الف شخص اغلبهم من النساء والاطفال ، اقدمت الولاياتالمتحدةالامريكية وشريكتها في الحرب بريطانيا على شن عدوان سافر على اليمن في تعد صارخ على القوانين والمواثيق الدولية التي لا تجيز مثل هذه الخطوات العسكرية ولا تتضمن تنصيصا قانونيا على ارتكاب مثل هذه الحماقة ، وهو ما أكده المندوب الروسي في مجلس الامن بقوله إنه لا يوجد في القانون الدولي شيء اسمه حق الدول في الدفاع عن سفنها من الهجمات إلا أن الولاياتالمتحدة نجحت في تمرير قرار في هذا الغرض . فأمريكا التي تدعم وتقود العدوان الدموي على غزة ، هي ذاتها من وسّعت حربها لتصل الى الاراضي اليمنية وهو ما يؤكد ان واشنطن هي من تتحكم في جميع خيوط اللعبة في المنطقة وتدير جميع الصراعات والحروب وهي المتحكمة في جميع المؤسسات الدولية على غرار الأممالمتحدة و مجلس الأمن والمحاكم الدولية وهي من تكيّف هذه المؤسسات حسب مصالحها ورغباتها لانتزاع شرعية مزعومة لضرب من تشاء دون حسيب أو رقيب وسط صمت عربي ودولي مريب. وبإجراء نظرة بسيطة على التاريخ الحديث نجد ان الأمريكان وراء كل النزاعات والمصائب التي حلت بالمنطقة العربية فهم من دمروا العراق وزرعوا الدواعش هناك بعد القضاء على الجيش العراقي ، ثم انتقلوا الى ليبيا ودمروها وتركوها تتخبط في الفوضى بعد اسقاط القذافي ، وكذلك حوّلوا سوريا الى مسرح للحروب والصراعات الاهلية المتواصلة، ولا شك ان أغلب التوترات التي تحل بالمنطقة تجد وراءها البصمات الامريكية سواء بشكل مباشر او غير مباشر. فتحول امريكا الى شرطي للعالم ليس مجرد شعار يرفعه معارضو سياستها ، بل هي حقيقة ثابتة وخير دليل على ذلك هو ما تفعله خلال هذه الفترة منذ بداية العدوان على غزة ، فالأمريكان منذ ذلك الحين حرّكوا بوارجهم الحربية وأساطيلهم بهدف دعم الحرب على المدنيين ومعاقبة ومهاجمة كل طرف يريد ان يساند او يردع الصهاينة لوقف الحرب سواء في اليمن او في سوريا او العراق او لبنان وغيرهم . وما من شك ان تداعيات التطورات الاخيرة والعدوان الامريكي البريطاني الواضح على الجمهورية اليمنية ستكون خطيرة على كل المنطقة ، وباتت كل السيناريوهات مفتوحة خاصة بعد تأكيد الحوثيين بان العمليات الإجرامية التي قامت بها امريكا على اليمن لا مبرر لها ولا تستند لأي شرعية، وتهديدهم بان الردّ قادم لا محالة وان كل المصالح الأمريكية والبريطانية اهداف مشروعة لقواتهم . ومقابل ذلك تقول امريكا انها ستواصل العدوان وهو ما يؤكد ان المواجهة قد تكون طويلة ولن يتمكن خلالها الامريكان من ثنْي اليمن عن دعم غزة واعتراض السفن الداعمة للكيان الصهيوني ، ويعلم جيدا الامريكان ان التصعيد المحتمل قد يدخلهم في المستنقع اليمني الذي سيكون قاسيا بحكم صعوبة مواجهة الحوثيين المتمرسين في حرب العصابات اضافة الى امتلاكهم لمناطق جبلية وعرة يصعب خلالها حسم المعارك بالغارات الجوية والطائرات الحربية . وفي النهاية ستكون أمريكا هي المسؤولة الرئيسية عن جر المنطقة إلى حرب واسعة بتدخلاتها السافرة وغير المدروسة واللجوء الى القوة العسكرية دون دراسة العواقب في وقت كانت فيه قادرة منذ البداية على وقف هذه الحرب ، فلو ان واشنطن اجبرت الصهاينة على وقف حرب الابادة في غزة لما وصلت الاوضاع الى هذه الدرجة من الخطورة ، فجميع الأطراف المتدخلة في هذه الازمة تطالب بوقف العدوان على غزة كشرط لوقف كل الهجمات سواء بالنسبة للحوثيين او لحزب الله اللبناني او للمقاومة العراقية او السورية . ناجح بن جدو