قالت الأممالمتحدة إن الظروف المعيشية في غزة مميتة، وإن المدنيين الفلسطينيين يموتون من الجوع في حين يتفرج العالم، وأكدت أن إيجاد بديل للأونروا يقع على عاتق إسرائيل. وأوضح المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن شمال قطاع غزة يخضع للحصار الإسرائيلي منذ نحو شهر، وأضاف أن المدنيين الفلسطينيين يموتون من الجوع بينما العالم يراقب، مشددا على ضرورة وقف هذه الجرائم. وفيما يخص الوضع في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدس الشرقية، أفاد دوجاريك نقلا عن مصادر ميدانية بأنه تم تدمير ما يقرب من ألف منزل فلسطيني في هذه المناطق هذا العام. وأشار إلى أن هذا الأمر أسفر عن تهجير أكثر من 1100 شخص، 40% منهم من القدس الشرقية. في السياق، قالت الأممالمتحدة، في رسالة اطلعت رويترز على مقتطف منها، إن إيجاد بديل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزةوالضفة الغربية ليس مسؤولية المنظمة الدولية، وأشارت إلى أن هذه المشكلة تقع على عاتق إسرائيل. وردت الأممالمتحدة رسميا في رسالة على قرار إسرائيل قطع العلاقات مع الأونروا، وهي الخطوة التي قالت الوكالة إنها تجعل عملياتها في قطاع غزةوالضفة الغربية معرضة لخطر الانهيار. وبموجب قانون جديد، أبلغت إسرائيل الأممالمتحدة الأحد الماضي أنها أنهت اتفاقية تعاون أبرمت عام 1967 مع الأونروا وكانت تغطي جوانب حماية الوكالة وتنقلاتها وحصانتها الدبلوماسية. ويحظر القانون عمليات الأونروا في إسرائيل اعتبارا من أواخر جانفي القادم. وكتب كورتيناي راتراي رئيس مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى مسؤول كبير في الشؤون الخارجية الإسرائيلية في وقت متأخر من مساء أول أمس الثلاثاء "أود أن أشير، كملحوظة عامة، إلى أنه ليس من مسؤوليتنا إحلال بديل للأونروا، وليس بمقدرونا هذا". وينطوي الحديث على إشارة ضمنية إلى التزامات إسرائيل بوصفها قوة احتلال. وتعتبر الأممالمتحدة قطاع غزةوالضفة الغربية أرضا تحتلها إسرائيل، ويقتضي القانون الإنساني الدولي من قوة الاحتلال الموافقة على برامج الإغاثة للمحتاجين وتسهيلها "بكل الوسائل المتوافرة لديها" وضمان توفير الغذاء والرعاية الطبية ووسائل الحفاظ على النظافة ومنع الأمراض ومعايير الصحة العامة. ويصف كبار المسؤولين في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الأونروا بأنها العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة منذ العام الماضي، حيث حوّل الاحتلال القطاع إلى حطام وأطلال ودفع السكان إلى شفا المجاعة. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة داني دانون في اجتماع للجمعية العامة بشأن الأونروا أمس الأربعاء "يمكن تعريف الأونروا بكلمة واحدة وهي الفشل. فكرة أنه لا يمكن مواصلة (عمل) الأونروا هي فكرة سخيفة". بدوره، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء إن تطبيق التشريع الإسرائيلي سيكون له "عواقب وخيمة"، مضيفا "في يومنا هذا، يخشى الملايين من لاجئي فلسطين أن تختفي قريبا الخدمات العامة التي تعتمد عليها حياتهم". وأضاف أنهم "يخشون أن يُحرم أطفالهم من التعليم وألا يجدوا علاجا للأمراض، وأن يتوقف الدعم الاجتماعي.. كما يخشى سكان غزة بالكامل أن يتم قطع شريان الحياة الوحيد المتبقي لهم". واعتبر لازاريني أن الأونروا تعيش "أحلك أوقاتها"، داعيا الدول الأعضاء إلى إنقاذها. الأخبار