سير عدد من المؤسسات والمنشآت العمومية ابرز محاور لقاء رئيس الجمهورية برئيسة الحكومة    رئيس الجمهورية يتعرّض إلى إيجاد حلول لتمويل الصناديق الاجتماعية في تونس لدى استقباله وزير الشؤون الاجتماعية    مراجعة عدد من التشريعات المتعلقة بالجباية ،والاستعداد الجيّد لعودة المواطنين التونسيين بالخارج ابرز محاور لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة المالية    الإسلام الأسرع نمواً في العالم بين 2010 و2020 بفضل التركيبة السكانية الشابة    استعدادات كبيرة في المدن الليبية لاستقبال قافلة "الصمود" المتجهة إلى غزة    سمكة قرش تسقط من السماء فوق ملعب غولف في الولايات المتحدة    ليييا.. دعوى جنائية ضد عناصر من "الأمن المركزي" و"دعم الاستقرار"    تكريمٌ لتقويم الأسنان التونسي…    توننداكس يقفل حصّة الإثنين على تراجع بنسبة 0،2 بالمائة    اكتشاف جزيئات حيوية يثير جدلا بشأن وجود حياة خارج الأرض    إلى غاية 8 جوان: تجميع نحو 1342.08 ألف قنطار من الحبوب    زوجة المسرحي علي مصباح ل«الشروق» زوجي تعرّض إلى الهرسلة والتهديدات وحُرِم من تحقيق أمنيته    بداية من الشهر المقبل...Les Solistesيحطّ الرحال بحدائق قرطاج    «وان مان شو» ينقد البيروقراطية الإدارية «زارتنا البركة» جديد العربي المازني    أولا وأخيرا: عصفور المرزوقي    المهدية... كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة المكلّف بالمياه...وضعيّة التزوّد بمياه الشُّرب ستكون أفضل هذه الصّائفة    رصد 147 إنقطاعا غير معلن وإضطرابا في توزيع مياه الشرب خلال عيد الاضحى    الليلة: طقس صاف والحرارة تتراوح بين 21 و32 درجة    عاجل: وزارة الصحة تحذّر من منتج 'Lemon Bottle'    عاجل/ يهم هؤولاء التلاميذ: وزارة التربية توجه نداء هام للاولياء..    البطولة الانقليزية: تشيلسي يضم المدافع الفرنسي مامادو سار    القيروان: إقرار خطة جهوية لحماية الحقول من الحرائق وخزن صابة الحبوب    حجّاج بيت الله يؤدّون طواف الوداع    عاجل : رسميا... دول عربية وإفريقية على القائمة السوداء لترامب!    عاجل/ تطوّرات جديدة في قضية الطيّب راشد    حفوز: قتيلان و3 جرحى حصيلة حادث مرور    الإعلان عن إتفاق نهائي بشأن تنظيم دوائر النقل الحضري المشتركة بين ولايتي نابل وسوسة    رونالدو يرد بقوة: لن أرحل عن النصر.. وهذا قراري النهائي!    عاجل : بشرى سارة للتونسيين المقيمين في إيطاليا    الحمامات: العثور على جثة رضيع حديث الولادة في حاوية فضلات    مانشستر سيتي يحسم رسميا صفقة جديدة    "سيني جنينة" من 11 جوان إلى 16 جويلية 2025 بتونس العاصمة    جمعية مسرح المدينة بجمنة تستعد لتنظيم إقامات فنية لتأطير المشاريع الثقافية للشباب من تونس والمغرب والسنغال في المجال السمعي البصري    عاجل/ المتحور الجديد "نيمبوس": د.دغفوس يبيّن مدى خطورته على تونس    جندوبة: عدد من مربي الماشية يطالبون بالتعجيل في تلقيح قطيعهم    في آخر أيام الحج.. ضيوف الرحمان يرمون الجمرات الثلاث    انطلاق تظاهرة 'دروب ومسارات' بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف    عاجل: لا حالات ضياع في صفوف الحجيج التونسيين حتى الآن    طائرة-استعدادا لبطولة العالم 2025 - المنتخب التونسي يدخل في تربص تحضيري رابع بتونس    خبير مالي: إرجاء اصدار أقساط القرض الرقاعي قد يمكن من نزول نسبة الفائدة في الاشهر القادمة    النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تناشد السلطات الليبية والمصرية دعم قافلة الصمود وتيسير وصولها إلى معبر رفح    تصنيف لاعبات التنس المحترفات - انس جابر تتقهقر الى المركز 59    الكاف: تجميع 53700 قنطار من الشعير منذ انطلاق موسم الحصاد    عاجل : الدولة التونسية تسترجع 400 ألف حساب بنكي نائم... هل حسابك من بينهم؟    عاجل/ ملف الأضاحي: الكشف عن تجاوزات خطيرة والدعوة للتحقيق والمحاسبة    مفاجأة بالأرقام : قطاع المياه المعلبة في تونس يُنتج 3 مليارات لتر سنويًا    كأس الرابطة الإفريقية لكرة السلة: الإتحاد المنستيري يلاقي بيترو الأنغولي في ربع النهائي    المنتخب الجزائري يسرح بلايلي وتوغاي للإلتحاق بالترجي الرياضي    ليفاندوفسكي لن يلعب مع بولونيا تحت قيادة بروبياش بعد تجريده من شارة القيادة    عاجل : موسم حج 1446ه آخر موسم صيفي ...تفاصيل لا تفوّتها    عاجل/ ظهور متحوّر جديد من كورونا شديد العدوى    عاجل/ جيش الاحتلال يختطف السفينة "مادلين" المتوجّهة الى غزّة    حرب شوارع في لوس أنجلوس.. وترامب يهدد بإرسال المارينز    أكثر من 151 ألف مترشّح يستأنفون اختبارات البكالوريا    وزير التربية يتابع سير العمل بمركزي إصلاح امتحان البكالوريا بولاية سوسة    بسام الحمراوي: '' أريار الڨدام''... فكرة خرجت من حب الماضي وتحوّلت لسلسلة كاملة بفضل الجمهور    جائزة محمود درويش تضيء على إرث الصغير أولاد أحمد وشعر المقاومة    تسليم كسوة الكعبة لسدنة بيت الله الحرام    









مع الشروق : رهانات ترامب... ومعادلات المنطقة
نشر في الشروق يوم 14 - 05 - 2025

تكتسب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قادته إلى المملكة العربية السعودية، أهمية استثنائية كونها تمثل أول جولة شرق أوسطية له منذ انطلاق ولايته الرئاسية الثانية تشمل أيضا قطر والإمارات، وهي ليست مجرد بروتوكول دبلوماسي روتيني، بل تحمل في طياتها ملامح رؤية أمريكية لإعادة تشكيل موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، تتكشف تباعا من خلال اللقاءات رفيعة المستوى، وفي مقدمتها المباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتصريحات ذات الدلالات التي تصدر عن الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض.
وتأتي هذه الزيارة في سياق اقتصادي وسياسي لافت، حيث تشير التقارير إلى صفقات استثمارية ضخمة، إذ تحدثت مصادر عن استثمارات بمليارات الدولارات واتفاقيات في مجالات متنوعة تكنولوجيا واقتصاديا، حيث سيمهد هذا الزخم الطريق أمام تفاهمات سياسية أعمق، ويبدو أن الهدف يتجاوز مجرد تعزيز العلاقات الثنائية، ليصل إلى بناء شراكات جديدة تكون فيه المملكة العربية السعودية حجر الزاوية، ضمن استراتيجية أمريكية أوسع لمواجهة التحديات القائمة وإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة.
ولم يتردد الرئيس ترامب في إعادة تأكيد الموقف الأمريكي المتشدد تجاه إيران، واصفاً إياها بأنها "أكبر قوة مدمرة في الشرق الأوسط"، في تصنيف يعكس استمرار سياسة المواجهة التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بدرجات متفاوتة، والتي يبدو أنها ستأخذ منحى أكثر حدة في ظل الإدارة الحالية، فالهدف من هذا الضغط المتواصل هو دفع طهران إما إلى طاولة المفاوضات بشروط تراها واشنطن وحلفاؤها أكثر ملاءمة، أو المخاطرة بمزيد من التصعيد الذي قد تكون له عواقب وخيمة على استقرار المنطقة برمتها، ويبدو أن تعزيز التحالفات الإقليمية، وحديث ترامب عن التطبيع مع عدة دول عربية يندرج ضمن هذه الاستراتيجية لاحتواء النفوذ الإيراني وتقويضه، وفقا لما يسوّق له ساكن البيت الأبيض.
وبدا لافتا خلال هذه الزيارة إلى الرياض، اللقاء الذي جمع بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، والذي يتزامن مع تصريحات ترامب عن نيته "التحرك نحو تطبيع العلاقات ورفع العقوبات عن سوريا لإعطاء الحكومة الجديدة فرصة للسلام والنمو"، وهي خطوة، إن تمت بالفعل، تمثل تحولا في المقاربة الأمريكية للملف السوري، فهي قد تشير إلى محاولة أمريكية لملء الفراغ الاستراتيجي الذي قد ينشأ عن تراجع النفوذ الروسي والإيراني في سوريا نتيجة للضغوط والأوضاع الإقليمية والدولية، كما أنها قد تمهد الطريق أمام تشكيل تحالف جديد يضم دمشق، أو على الأقل جزءاً من المشهد السياسي السوري المستقبلي، إلى المحور الأمريكي-الخليجي، مما يعيد رسم خريطة التحالفات في سوريا بشكل كبير.
وعلى الرغم من هذه الطروحات التي يسعى ترامب إلى ترويجها في جولته الخليجية لإعادة تشكيل المنطقة، إلا أن تطبيقها يظل مرهونا بالعديد من العوامل المعقدة والمتشابكة، فالمعادلة الأكثر تعقيدا تكمن في كيفية موازنة الضغوط الأمريكية لتحقيق هذه الأهداف مع ضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي الهش أصلا، فمخاطر انفجار الأوضاع في المنطقة لا تزال قائمة، علاوة على أن القدرة على احتواء أي تصعيد محتمل مع إيران، وإدارة الانتقال السياسي المعقد في سوريا، والأهم من كل ذلك تقديم حل عادل للقضية الفلسطينية، التي تظل حجر الأساس في أي تسويات إقليمية جديدة على المستوى الشعبي والرسمي العربي.
هاشم بوعزيز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.