اخترق رئيس الدولة قيس سعيد أحزمة التضليل الصهيونية بنبرة الثقة والقوة التي تحدث بها عن الأوضاع في فلسطينالمحتلة أمام رئيس المجلس الرئاسي الليبي يونس المنفي. وفي الوقت الذي تستنفر فيه أبواق التضليل الصهيونية لحجب المكاسب السياسية والحضارية غير المسبوقة التي أحرزها الشعب الفلسطيني الشقيق بصموده الأسطوري أمام آلة الإرهاب الصهيونية المتوحشة جدّد رئيس الدولة التأكيد على أن الفلسطينيين سيسقطون ترتيبات التهجير وكل المحاولات الهادفة إلى كسر إرادتهم الوطنية الحرّة. وبالنتيجة أرجع رئيس الدولة كرة النار إلى الكيان الصهيوني ناسفا كل مساعيه الخبيثة لشيطنة المقاومة وتلميع سياسات الاستسلام ومسلطا الأضواء الكاشفة على حقائق الأمور في ظل الحصار الإنساني المتصاعد الذي يرزح تحته الكيان ومن ورائه المنظومة الصهيونية برمّتها المصدومة بهذه الانتفاضة الإنسانية العارمة التي تستلهم من النضال الوطني الفلسطيني لتعبّر عن توقها الجارف للتحرر من كل أشكال الاستغلال والاستعباد بما في ذلك الاستبداد الناعم الذي ترزح تحته شعوب الغرب في ظل أنظمة متآكلة نخرها سرطان الفساد ولم تعد تملك من أسباب الوجود إلا التضليل والافتعال. كما كسر الرئيس قيس سعيد بالتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في كافة أراضيه المغتصبة منذ عام 1948 حاجز النفاق الذي تمارسه أنظمة أوروبية وعربية تتآمر على الحقوق الفلسطينية في السر وتروّج في العلن لحل الدولتين وإعادة الإعمار بخطابات أصبحت غاياتها مكشوفة حيث تهدف بالأساس إلى المناورة وكسب الوقت لحين اكتمال شروط التهجير وتصفية القضية ممنية النفس باستسلام الشعب الفلسطيني الصامد والآبي. وربما قصد رئيس الدولة أن المواقف المتخاذلة أو المتواطئة مع الكيان الصهيوني لن تصمد طويلا أمام موجة التحرر الإنساني الجارفة التي تدور حول الحق الفلسطيني مسلطا الأضواء على الحقائق الموضوعية التي تؤكد أن المنظومة الصهيونية تتفكك وستتهاوى قريبا فقد أصبحت الشعوب الغربية تحاصر بيوت الوزراء والموانئ والقواعد الجوية لتفك الارتباط بين حكامها والكيان الصهيوني الذي يواجه اليوم حصارا غير مسبوق في تاريخه يبشر بأن ساعة الحق والحساب آتية لا محالة. وعلى هذا الأساس أكد رئيس الدولة أن الشرعية الدولية تتآكل يوما بعد يوم وستحل محلّها شرعية إنسانية جديدة بعد أن انتفضت كل شعوب العالم ضد جرائم الكيان الصهيوني الغاصب للأرض. وربما أبرق الرئيس قيس سعيد بهذه الرسائل أمام رئيس المجلس الرئاسي الليبي تعبيرا عن اعتزاز هذه البقعة من الجغرافيا العربية تونس وليبيا والجزائر برفضها القاطع للتطبيع ووعي شعوبها العميق بأبعاد النضال الوطني الفلسطيني مؤكدا بذلك أن فلسطين ليست لوحدها في هذه المعركة الشريفة. ويجدر التذكير في هذا الصدد أن الثورة الليبية التي قامت عام 1969 قد عجل بها الإذلال الذي استشعره الشعب الليبي وهو يشاهد المقاتلات الأمريكية والفرنسية والبريطانية تقلع من أرضه لضرب الجيوش العربية في مصر وسوريا في حرب جوان 1967 عند ما كانت ليبيا ترزح تحت الحكم الذاتي بمقتضى قرار الأممالمتحدة لعام 1952. الأخبار