انطلقت مساء أول أمس بمدينة شنني فعاليات الدورة العشرين لمهرجان السينما المتوسطية، التي تتواصل من 15 إلى 19 أكتوبر الجاري تحت شعار "هنا... العالم كما يجب أن يكون". وتنتظم هذه الدورة في ظروف بيئية صعبة تعيشها الجهة نتيجة تواصل الانبعاثات الكيميائية المنبعثة من المجمعات الصناعية، وما صاحبها من احتجاجات متكررة للأهالي للمطالبة بإيجاد حلول عاجلة لحالات الاختناق التي تشهدها المنطقة. وتتميّز هذه الدورة ببرنامج ثقافي متنوّع يجمع بين العروض السينمائية واللقاءات الفكرية والورشات التكوينية. وتشمل المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة حول الحق في المستقبل، بمشاركة 14 فيلما من تونس وعدد من الدول المتوسطية، إلى جانب ملتقى حواري حول التحديات البيئية وحماية الموارد. ويتضمن برنامج المهرجان كذلك مسابقة "72 ساعة لإنجاز فيلم"، وماستر كلاس حول موسيقى السينما، وورشة في الفيلم الوثائقي، وأخرى بعنوان "من الفكرة إلى العرض"، إضافة إلى ورشة حول التفاعل مع الهيئات الأممية لحقوق الإنسان. كما يشهد المهرجان تنظيم ماستر كلاس حول الذكاء الاصطناعي كمساعد مخرج، وجلسة حوارية بعنوان "من الخبر إلى الأثر: كيف تصنع الثقافة والإعلام تحولا حقيقيا"، إلى جانب ورشة حول الآليات القانونية الوطنية للتصدي للانتهاكات البيئية، وعروض لأفلام من إنتاج منظمات وجمعيات. يشمل البرنامج أيضا ورشة تفكير للأطفال بنادي الطفولة بشنني، وجلسة حوارية حول التربية كركيزة للتحول الاجتماعي والتنمية المستدامة، ولقاء مع الممثلة نجوى زهير، ومحاضرة ونقاشا حول مشاريع التخرج كرافعة للتغيير الاجتماعي، إلى جانب مداخلات حول الأدب المناخي. وتتوزّع فقرات هذه الدورة بين عدد من الفضاءات الثقافية والتربوية بولاية قابس، من بينها ساحة الرحى بشنني، المركب الشبابي سانية الباي، المعهد العالي للفنون والحرف، مركز التخييم والاصطياف الشالة، دار الثقافة بشنني، المركز الجامعي للتنشيط الثقافي والرياضي، المعهد العالي للدراسات القانونية، المعهد العالي للغات، والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بقابس. وتسعى إدارة المهرجان من خلال هذه الدورة إلى ربط الفعل الثقافي بقضايا الواقع البيئي والاجتماعي، وتأكيد دور السينما كأداة للنقاش والتعبير والدفاع عن الحق في بيئة سليمة ومستقبل أفضل الأخبار