بلاغ هام لوزارة الداخلية..#خبر_عاجل    وزير التجهيز يتباحث مع رئيس هيئة الأشغال العامة القطرية تطوير التعاون الفني    تعرّضت لعملية تحيل في التجارة الالكترونية ؟...هكا تعمل باش تسترجع حقك    صندوق النقد العربي: بورصة تونس تتصدّر البورصات العربيّة في ارتفاع القيمة السوقية    من بينهم يحيى الغزالي: تأجيل محاكمة عدد من العناصر الإرهابية الخطيرة    مونديال 2026: الفيفا تطلق تذاكر خاصة ل "المشجعين الأوفياء"    الألعاب الإفريقية للشباب: ذهبيتان لاسيل بنور ورنيم بن سليمان في الجيدو وثالثة ليوسف دومة في السباحة    برشلونة يتأهل لثمن نهائي كأس ملك إسبانيا    تعرّف على توقيت ماتش النهائي بين الأردن والمغرب    عاجل: تحذيرات من أمطار وسيول قوية تجتاح هذه البلدان العربية    المركز الوطني لفن العرائس يشارك في فعاليات مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل    طعام يومي يحمي العظام ويقويها أكثر من الحليب..تعرف عليه..    عاجل: موظفو البنوك والتأمين يلوحوا بإضراب ثاني...هاو علاش!    سيدي بوزيد: احياء الذكرى 15 لاندلاع الشرارة الأولى للثورة    هذه المنطقة في سوسة بلاش ضوء من 8 متع الصباح لل2 بعد الزوال    أيام قرطاج السينمائية 2025: "سماء بلا أرض" فيلم تونسي يسلط الضوء على الهجرة الإفريقية داخل القارة    وفاة الفنانة نيفين مندور إثر حريق في منزلها    عاجل: الحجز لموسم 2026 انطلق على خطوط مرسيليا وجنوة..على هذا الرابط!    سعيد يتحول الى شارع الحبيب بورقيبة فجر الاحتفال بعيد الثورة..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    فريال يوسف تتقدّم ببلاغ رسمي ضد نادية الجندي بتهم السبّ والقذف والتشهير    شيرين تردّ على ''الكلام الكاذب'' عن صحتها وحياتها    نهائي كأس القارات للأندية: باريس سان جيرمان و فلامنغو...شوف الوقت والقنوات الناقلة    تونس تحيي الذكرى ال15 لاندلاع الثورة    لاعب عربي واحد ضمن تشكيلة فيفا لأفضل 11 لاعبا في العالم 2025    إسرائيل تستعد لمواجهة عسكرية مع حزب الله.. وتحدد الموعد    هزة أرضية تضرب المملكة العربية السعودية    وزارة الصحة تعيد برمجة اختيار تربصات المقيمين: التفاصيل    خطة لم تُنفذ.. تفاصيل مثيرة عن هجوم كاد يهز مدينة أميركية    اليوم: ضباب محلي مع طقس مغيم والحرارة في انخفاض    رئيس الجمهورية يظهر فجرا بشارع الحبيب بورقيبة ويتفاعل مع مواطنين قبيل وقفة إحياء ذكرى اندلاع الشرارة الأولى للثورة    تصعيد أميركي خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس    ترامب يفرض قيودا كاملة على دخول رعايا 5 دول جديدة للولايات المتحدة    ندوة علمية    المهدية .. لفائدة 371 حاجّا .. شبّاك موحّد لتيسير إجراءات السفر إلى البقاع المقدّسة    بتكلفة 250 مليون دينار: انطلاق المحطة الفولطاضوئية بالقيروان..    تنبيه لمستعملي الطريق: ضباب كثيف يحجب الرؤية الليلة وصباح الغد..#خبر_عاجل    طرق مدهشة لتخزين الرمان لأسابيع وشهور..تعرف عليها..    بطولة النخبة لكرة اليد- النادي الافريقي يتعادل مع النجم الساحلي 27-27    تنبيه للمواطنين..تحويل وقتي لخطوط بعض الحافلات..#خبر_عاجل    عندك فكرة على اضطراب الشخصية الحديّة؟    الكاف: تقدّم موسم البذر بأكثر من 75 بالمائة وتوقعات باستكمال المساحات المتبقية قبل موفى الشهر الجاري    الملعب التونسي: اتفاق مبدئي مع عمار السويح لتدريب الفريق    المرصد الوطني للطاقة والمناجم: شبه استقرار في الميزان التجاري الطاقي لتونس مع موفى أكتوبر 2025    بعد تألقه عالميا: عرض خاص لفيلم الروندة 13 في أيام قرطاج السينمائية    اخفته داخل علب مأكولات: السجن 20 سنة لفتاة تورطت في تهريب الهيروين..#خبر_عاجل    طبيب بيطري للتوانسة: هاو كيفاش تربّي العصفور    سحابة من الدخّان بمطار صفاقس: ماتخافوش...عملية بيضاء    أيام قرطاج السينمائية 2025 "كولونيا" فيلم عن الرفق بالآباء حين يأتي متأخرا    حي هلال: السجن المؤبد لقاتل عطّار    طقس اليوم: أمطار متفرقة ومؤقتا رعدية بهذه المناطق    هل يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الوفاة..؟    رئيس الجمهورية يوصي بضرورة تذليل كافة الصعوبات امام صغار الفلاحين    الدكتور محسن حمزة/طبيب ... شباب القرن الحادي والعشرين يريد خطابًا يُحاوره لا يُلقّنه    ندوة «الشروق الفكرية» .. الشّباب والدّين    د. الصحبي بن منصور أستاذ الحضارة الإسلامية/جامعة الزيتونة.. السّؤال خارج الخطاب التقليدي خطوة لفهم الدّين لا ابتعادا عنه    8 أبراج تحصل على فرصة العمر في عام 2026    شنوّا حكاية ''البلّوطة'' للرجال؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق : لن ينجو أحد من لعبة «التقسيم وإعادة التشكيل»
نشر في الشروق يوم 16 - 12 - 2025

بدأت نذر انفجار القنبلة الموقوتة المتمثلة في «التقسيم وإعادة التشكيل» التي يشتغل عليها الحليفان الأمريكي والصهيوني منذ عقود تتواتر لتصبح أكثر وضوحا وأشد خطرا.. لأنها ان انفجرت أو فجّرت سوف تعصف بالجميع ولن ينجو من شرورها أحد.. حتى الأطراف التي تلهث وراء تفجيرها معتقدة أنها تسيء لهذه الدولة أو تلك ومتناسية ان «مقومات» التقسيم موجودة حتى صلب العائلة الواحدة فما بالك حين يتعلق الأمر بمجتمعات ذات نسيج مختلط ومتنوع ومتداخل وبدول تتشكل من عرقيات واثنيات مختلفة صهرها الاسلام ووحّد بينها قبل أن تهبّ عليها رياح «التقسيم وإعادة التشكيل».
والواقع أن مؤامرة «التقسيم وإعادة التشكيل» بغية إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط والمنطقة العربية عموما على أسس عرقية ومذهبية وعشائرية ليست جديدة. فقد نظّر لها السياسي والفيلسوف الأمريكي «برنارد لويس» (وهو بالمناسبة يهودي بريطاني) منذ سنة 1950.. وظلت مطابخ السياسة الأمريكية والصهيونية تشتغل عليها وتهيئ لها ظروف تحققها على أرض الواقع. ومنذ غزو العراق (2003) واسقاط قيادته وتدمير مؤسساته واخضاعه لاحتلال مباشر ألبس لبوس «تحرير من الدكتاتورية وبناء للديمقراطية» منذ ذلك التاريخ صار معلنا أن تنفيذ ما يسمى «الشرق الأوسط الجديد» قد بدأ.. وأن كرة النار سوف تتدحرج إلى كامل دول الشرق الأوسط ومنها إلى دول شمال افريقيا.. وقد أعلنت وزيرة خارجية أمريكا كوندوليزا رايس (سنة 2006) جهارا نهارا وفي لحظة زهو وانتشاء بنجاح غزو العراق أن كرة النار سوف تتدحرج إلى سوريا والسودان والصومال وليبيا والسعودية لتكون مصر «الجائزة الكبرى».. ومنذ ذلك التاريخ انطلقت آلة الخراب الأمريكية الصهيونية في اشعال الحرائق وايقاظ الفتن وتفجير الحروب والصراعات وهو ما أفضى إلى إسقاط أنظمة وتحطيم جيوش واغراق دول في الاقتتال والفوضى. وتكفي نظرة تأمل في ما جرى في سوريا والصومال واليمن، وليبيا وما يجري في السودان لندرك حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة العربية. ولنقتنع بأن نظرية «التقسيم وإعادة التشكيل» ليست مجرّد أدبيات للتسلية، بل هي تأسيس لسياسات وتخطيط للاستراتيجيات ورسم لخرائط جديدة وهندسة لقيام دويلات قزمية على أسس عرقية ومذهبية وطائفية تكون صغيرة وهزيلة وضعيفة وتتهافت على الدوران في فلك الكيان الصهيوني وعلى تقديم آيات الولاء والطاعة للامبراطورية الأمريكية.
هذا الاختراق الكبير الذي حققته نظرية «برنارد لويس» ونجاحها في تحطيم دول وفرض تقسيمات جديدة على الميدان أحالت وحدة الدول على المعاش وحوّلتها إلى شظايا تتمترس خلف الطائفة والعشيرة والعرق والمذهب شجّع نتنياهو على التقاط اللحظة والمضي نحو «تغيير خارطة الشرق الأوسط» برمتها كما أعلن ذلك من أعلى منبر الأمم المتحدة عندما استظهر بتلك الخريطة التي رسم فيها مناطق الظلمة والسواد التي سوف يكتسحها والتي تشمل منطقتنا العربية حتى إيران وهو تمش يحظى بالدعم التام والموافقة المطلقة من الادارة الأمريكية .. حيث أردف المبعوث الأمريكي إلى لبنان «طوم برّاك» قائلا أن الحدود التي رسمها اتفاق «سايكس بيكو» بين الامبراطوريتين الفرنسية والبريطانية قد انتهت صلوحيتها وأن المنطقة باتت تحتاج إلى رسم حدود جديدة.. ويمضي في شرح نظريته ليقول أن دول الشرق الأوسط ليست دولا ولا تمتلك المقومات التي تجعل منها دولا، بل هي كيانات قائمة على العشائر القبائل وهذه الأخيرة منتشرة في أكثر من دولة بما يستوجب إعادة رسم خرائط الدول وفقا لتوزع هذه العشائر والقبائل.
ووفقا لهذه التوجهات والاستراتيجيات الأمريكية والصهيونية ووفقا لما تحدثه من زلازل وما تشعله من فتن عرقية وطائفية في منطقتنا العربية هل يعتقد طرف عربي أنه في مأمن من شرور هذه الخطط الجهنمية؟ وهل تعتقد دولة واحدة أنها في مأمن من ألسنة اللهب التي تفجرها نيران الفتن العرقية والطائفية؟ وهل هناك عاقل يمكن أن يصدّق بأن شظايا هذه القنبلة الموقوتة لن ترتد عليه ولن تطاله بما أن مقومات التفجير والتقسيم من تنوع عرقي وطائفي ومذهبي موجودة في كل الدول؟
كل هذا يجعل من اللعبة التي تنخرط فيها دولة مغاربية في سياق مناكفاتها وصراعاتها مع الجزائر لعبة بالغة الخطورة وتهدد بتفجير المنطقة المغاربية برمتها طالما أن مقومات التفجير موجودة في كامل المنطقة.. والمطلوب هو التنبه قبل فوات الأوان إلى الأصابع الصهيونية والأمريكية التي تسحب وتدير خيوط اللعبة من وراء الحجب وتدفع باتجاه تفجير الأوضاع في الجزائر وتهديد استقرار هذه الدولة المحورية اقليميا ودوليا. ذلك أن هذه اللعبة هي أشبه ما يكون بمن يحاول قطع غصن الشجرة الذي يجلس عليه جاره ناسيا أنه هو الآخر يجلس على نفس الغصن.. وأن السقوط الذي يريده لجاره هو سعي للسقوط في الهاوية.
والعقل والمنطق والمصلحة كلها تدعو إلى التعقل وإلى التراجع عن هذه اللعبة الخطيرة والتي لن تقف شرورها عند حدود بلد أو اقليم.
عبد الحميد الرياحي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.