تواصل ناقلات النفط الصينية رحلاتها المرتبطة بفنزويلا رغم الحصار الأمريكي المتصاعد وحملة مصادرة الناقلات، في خطوة تعكس تصعيد التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين وكاراكاس. بحسب تقرير صادر عن "لويدز ليست"، تعمل ناقلتان عملاقتان ترفعان العلم الصيني بالقرب من المياه الفنزويلية، حيث من المقرر أن تصل الناقلة "ثاوزند ساني" في منتصف يناير، بينما تنتظر الناقلة "شينغ يي" قبالة غويانا الفرنسية. التحدي الصيني والفنزويلي للسيطرة الأمريكية تأتي هذه التحركات في وقت أعلنت فيه الصين معارضتها لمصادرة الولاياتالمتحدة للنفط وضغطها البحري على فنزويلا، بينما شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرقابة البحرية لقطع عائدات النفط عن كاراكاس. وأكدت فنزويلا أن الحصار لن يُثنيها عن شحناتها النفطية، حيث تنتشر سفن لمرافقة السفن التجارية التي تحمل المنتجات البترولية. اتهم الرئيس نيكولاس مادورو واشنطن باستهداف صادراتها النفطية السيادية ومواردها الطبيعية بشكل غير قانوني، واصفًا الإجراءات بأنها "غير عقلانية على الإطلاق"، في حين تعهد ترامب بتوسيع الوجود العسكري الأمريكي، مدعيا أن عائدات النفط تمول تهريب المخدرات والجريمة. منذ سبتمبر، شنت الولاياتالمتحدة أكثر من 20 ضربة عسكرية على قوارب تهريب المخدرات الفنزويلية المزعومة، ويبدو أنها تتجه نحو تصعيد عسكري أكبر ضد نظام مادورو في الأسابيع المقبلة. حركة الناقلات واستراتيجية التهرب من العقوبات أبحرت ناقلة النفط "ثاوزند ساني" حول رأس الرجاء الصالح في جنوب المحيط الأطلسي، ولم تُغيّر مسارها أو تُبطئ سرعتها منذ إعلان ترامب فرض الحصار في منتصف ديسمبر، وهي تنقل خام "ميري" الفنزويلي إلى الصين منذ خمس سنوات دون أن تخضع لأي عقوبات أمريكية. في الوقت نفسه، تبحر الناقلة الثانية "شينغ يي" ببطء قبالة سواحل غويانا الفرنسية، في انتظار تحميلها بالنفط الخام من محطة خوسيه بفنزويلا، في حين تبقى ملكيتها مجهولة ووجهتها بعد فنزويلا غير واضحة. وقد قدمت الصين خلال السنوات الماضية عشرات المليارات من الدولارات كقروض لفنزويلا، سددتها كاراكاس جزئيا من خلال شحنات النفط، ودعمت فنزويلا في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مؤخرا. مع استمرار تصعيد الحصار الأمريكي، استولت واشنطن على السفينة "سينشريز" وناقلة النفط "سكيبر" أثناء ملاحقتها للسفينة "بيلا 1"، المزعومة فنزويلية وخاضعة للعقوبات. ردت فنزويلا بنشر زوارق حربية لمرافقة السفن النفطية داخل مياهها الإقليمية، في حين أغلقت شركة بتروليوس دي فنزويلا (PVDSA) آبار النفط في حزام أورينوكو لتراجع عمليات الملء والصادرات، مستهدفة خفض الإنتاج بنسبة 25% ليصل إلى 500 ألف برميل يوميا، بينما تواصل شركة شيفرون الأمريكية تصدير النفط الخام الفنزويلي بموجب ترخيص خاص من الحكومة الأمريكية. في السياق نفسه، قال سفير الصين لدى الأممالمتحدة، سون لي، إن تصرفات الولاياتالمتحدة "أدت إلى استمرار التوترات في المنطقة"، داعيا إلى وقف الإجراءات وتهدئة الموقف. ومن جهته، وصف مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الحصار الأمريكي بأنه "عمل عدواني حقيقي"، محذرا من أنه ليس مجرد إجراء أحادي ضد فنزويلا. مع اقتراب ناقلة "ثاوزند ساني" من محطة خوسيه، وانتظار "شينغ يي" في مكان قريب، سيكون تطبيق الولاياتالمتحدة للحصار أو فشله مفتاح تحديد ما إذا كان هذا المأزق سيتطور إلى مواجهة جيوسياسية أوسع في المنطقة. الأخبار