ككل عام، نظمت ودادية الأمن الوطني في نهاية الأسبوع الماضي حفلين غنائيين، بمشاركة الفنانة أمينة فاخت ومجموعة أسامة فرحات، والكوميدي نصر الدين بن مختار في التنشيط. جمهور غفير جدا حضر حفل مساء الأحد (السهرة الثانية)، حيث غصّ قصر الرياضة بالمنزه بالساهرين، ورغم كثافة الحضور فإن التنظيم كان على غاية من الإحكام. «ع الجبينة» الجزء الأول من السهرة كان مع مجموعة أسامة فرحات التي قدمت مجموعة من الأغاني التراثية وحتى الأغاني الشعبية، حيث التقى في فقرة أسامة فرحات «المزود» بالأورغ، والرقص الشرقي بالرقص البدوي.. فقرة أسامة فرحات لم تمر مرور الكرام، حيث أثارت هذه الوصلة الغنائية الفنانة أمينة فاخت التي غضبت بسبب تقديم مجموعة أسامة فرحات لأغنية «على الجبين عصابة» التي تعوّل عليها أمينة في حفلاتها، ولكن أسامة سبقها في هذه السهرة باعتبار أن الأغنية من التراث الشعبي وليست ملكا لأمينة. بعد مجموعة أسامة فرحات، فسح المجال للكوميدي نصر الدين بن مختار الذي قدّم عدة مواقف هزلية وبعض النكت المتعلقة بالظواهر الاجتماعية والسلوكيات الرمضانية وغيرها. رقص الجزء الثاني من السهرة دام قرابة الساعة ونصف الساعة، وكان خاصا بالمطربة أمينة فاخت التي استقبلت بالهتافات والتصفيق الحار باعتبارها نجمة السهرة. وكعادة أمينة منذ عدة سنوات، كانت أحاديثها واستفزازها للجماهير، ورقصها أكثر بكثير من الغناء. البرنامج الغنائي الذي قدمته أمينة في الحفل معروف وسبق أن قدمته في الكثير من المناسبات، ويضمّ أغان مثل «سلطان حبّك» و»مقياس» و»ع. الجبينة عصابة» التي أدتها مع المطرب الشعبي الهادي دنيا. وعلى غير عادتها أدّت أمينة أغنية شعبية أخرى للمطرب الشعبي الهادي حبوبة وهي أغنية «راني مضام» التي اشتهرت بصوت حبوبة، ويبدو أن أمينة قرّرت ضمّها لرصيدها كما فعلت مع «مقياس» و»ع. الجبينة عصابة» و»كل اللّي شوفك»، فكيف سيكون رد الهادي حبّوبة؟ بعيدا عن عمليات السطو، فإن الجمهور الحاضر غنّى مع أمينة ورقص على ايقاع الأغاني الشعبية التي قدمها أسامة فرحات وأمينة فاخت.. ونحن هنا نتساءل هل نشهد انقراض الأغنية الطربية وسيطرة الأغنية الشعبية؟ المنصف بن عمر